الشعب والمصالحة حقائق وأوهام / فريح ابو مدين

frah-abu-midan




فريح أبو مدين* ( فلسطين ) الأحد 19/11/2017 م …

طال الزمن مسترخيا على أكتاف التنظيمات والفصائل كل بلقبه واسمه وموقعه وبرنامجه وهي بدورها مسترخية فوق ظهر الشعب تطبخ له الحصى المر وتذيقه ويلات الصبر والانتظار وهو يعلم انه حقل التجارب يدفع من دمه وقوته الكثير للديكة المتصارعة ذوي الكلام الخشبي الفخم والشعارات الزائفة المخادعة حتي أصبحت القضية لا تتجاوز الحناجر وانتفاخ الأوداج والجيوب للبعض وكل ينتظر هبوب الرياح من الأركان الأربعة عربية وغير عربية ليملأ شراعه حيث تتجه الرياح.

أكتب في وقت تتوجه فيه جحافل التنظيمات للقاهرة للحوار ( وعددها ثلاثة عشر لمن نسي ) وكان الله في عون القاهرة علي ما ستسمع من لغو الكلام الذي أصبح بديل عن أي برنامج حقيقي يخص القضية الفلسطينية وسنسمع الكثير حول المنظمة والمجلس الوطني والانتخابات ,,,,, الخ الخ , والصفر الكبير ينتظر.

وبعد أن يوسعونا قولا بأحاديث عن التزامهم بمبادئ انطلاقاتهم من عشرات السنين واذ سألتهم الي أين وصلتم؟ التج عليهم الأمر وران صمت قبور الأجداد.

هذه مقدمة ضرورية لرصد حالة المصالحة من قبل الشعب والذي بنظرة سريعة نري حاله ففي غزة يفوق الاهتمام بكلمة مصالحة أكثر من تسعون بالمائة من أهله , في حين أن الضفة لا تلقي بالا بنسبة تسعون بالمائة الي ما يجري !! هل هذا أمر صادم ؟! نعم لأن القضية تحوصلت في رغيف الخبز والحياة اليومية المعاشة ففي الضفة هناك اسرائيل والأردن والسلطة بما تملك فلا يشعر المواطن بالحصار وسكن الزنزانة , وفي غزة انعدمت لقمة العيش حتي بنصف بطن وبنصف كرامة ويقع بين عصارة حماس وضربات المقاطعة ولا مغيث ينتظر رحمة الغرباء ووكالة الغوث ومنظمات N.G.O’s .

لقد وصل الحال في كلا شطري الوطن جنوبا وشمالا أن ينظر بحسد الي أهلنا الذين بقو في داخل الوطن تحت حكم اسرائيل فصراعهم نحو حقوق المواطنة أهون من صراعنا حول رغيف الخبز أو ساعة تيار كهربائي زيادة في أنظمة حكم فلسطينينة اقتربت بل غرقت في الديكتاتورية والعداء يطل من عيونها اذا كانت نظرات الشعب أعلي من قاماتهم .

والغريب أن هناك كلمة تثير اهتمام الناس في الضفة وغزة علي قدم المساواة وهي كلمة انتخابات ولسان حالهم لعل وعسى أن يغير الله من حال الي حال بصندوق انتخابات وهي حتي الأن وهم , يخشي الحكام منها واذا قيض لها أن تسير سنرى غزة تحاول أن تعاقب والضفة تحاول أن تزيح في حركتين متعاكستين تماما .

فلا مقاومة ولا مفاوضة ولا سياسة ولا ساسة .

لخص ما سبق شيخ كهل في مجلس عزاء بمعسكر البريج هل سيلتم المتعوس علي خيب الرجااا .

 *كاتب ووزير عدل فلسطيني سابق

قد يعجبك ايضا