هل يثوّر إضراب الحركة الفلسطينية الأسيرة الشوارع العربية ؟

 

محمد شريف الجيوسي ( الأحد ) 30/4/2017 م …

هل يثوّر إضراب الحركة الفلسطينية الأسيرة الشوارع العربية ؟ …

في ظروف بلغت فيها القضية الفلسطينية حداً غير مسبوق من الإنحدار والتجاهل والإهمال جراء ظروف فلسطينية وإقليمية ودولية .. تنتفض الحركة الأسيرة بأقسى ما تقدر عليه ، الأمعاء الخاوية .. محركة مياه السياسة الراكدة الآسنة في المنطقة ، ومعززة الانتفاضة الفلسطينية وربما الشارع العربي والإسلامي وضمير الإنسانية الغافل المعوّق .

لا يحتاج إضراب الأسرى في سجون ومعتقلات ( إسرائيل ) التأكيد على شرعيته وقدسيته ورقيّه وحميميته ، وفي آن كم هو يتوفر على أشد الآلام والمخاطر بالنسبة للأسرى.

ورغم أن تل ابيب ليست على ذاك القدر الإنساني أو المتحضر أو الملتزم بحقون الإنسان والشرعية الدولية ، ليعنيها الإضراب أو يشغل بالها ، بل إنها لتسر كثيراً لو ان يأتي الإضراب على كل الأسرى الفلسطينيين والعرب ، إلا أنه كلما طالت مدته وإتسعت قاعدته وازدادت مخاطره على الأسرى ، تخلّقت حالة شعبية فلسطينية واسعة ، وحقق تضامناً شعبياً في الشوارع العربية وبعض الإسلامية وفي العالم ـ كلما أحرج ذلك الأنظمة المفرّطة بالقضية والقضايا القومية وكشف زيفها ، وجعلها في دائرة الخطر وفي حاجة ملحة لإيجاد مخرج ، يكفيها حالة التحشيد التي يمكن أن تتطور ، ولا تصبح قضية الأسرى وحدها ؛ المحرك الوحيد للشوارع العربية .

إن إضراب الحركة الأسيرة يفرض على الشعب الفلسطيني في الداخل(على اختلاف تواريخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين)الضغط على الفصائل والقيادات الفلسطينية لإستعادة الوحدة وإخراجها من بوتقة فتح وحماس، إلى عالم فلسطيني أرحب وأشمل، وليلحق من يريد بقطار الوحدة لاحقاً أو يندثر،الوحدة المأمولة بحسب الأسرى وحدة مقاوِمة بكل أشكالها ومنها المسلحة، دون تنسيق أمني مع (إسرائيل)في الضفة الفلسطينية ودون إمارة إسلامية في غزة ودون تدخلات في شؤون دول عربية وطنية.

لقد تم في السنوات ألـ 6 ونيف الأخيرة ، حرف بوصلة الصراع عن القضية الفلسطينية باتجاه قضايا مختلقة في المنطقة ، من الصراع المذهبي والطائفي والإثني ، فاستشرست إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري وتفيتت الضفة الفلسطينية واقتطاع أراض منها وهدم للمنازل والتوسع في الإستيطان في القدس وسائر الضفة والاعتقالات الواسعة التي طالت الأطفال والنساء والمسنين وأعضاء في المجلس التشريعي ومدنيين .. القتل الميداني وعلى الحواجز .. وتجريف الأراضي ومنع الفلسطينيين من مجرد التعبير عن آرائهم وسوى ذلك .

ومع كل هذا عطلت إسرائيل إمكانية إيجاد حلول رغم أن هذه الحلول ايا يكون مضمونها هي حلولاً مجحفة للشعب العربي الفلسطيني.

إن الإنحراف عن القضية الفلسطينية الذي حصل منذ أواخر سنة 2010 بذريعة مجابهة (الديكتاتوريات العربية وتحقيق حقوق الإنسان) ، والذي بدا كذلك لوهلة لدى العديد من الناس والقوى ، تبين أنه يتوفر على مؤامرة كبرى ضد القضية الفلسطينية بحرف البوصلة عنها ، بإشغال الدول العربية عن الصراع بالفتن الداخلية وتدمير جيوشها الوطنية ، واقتصادياتها ، وصولاً إلى إسقاط قرارها المستقل وإلحاقها بأمريكا والغرب و( إسرائيل ).

إذ ذاك أصبحت الأمعاء الخاوية؛ السلاح الوحيد لدى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، وهو السلاح المؤلم والفعال الوحيد المتبقي ، الذي يفترض أنه سيستنهض الأمة ، ويعيد البوصلة إلى إتجاهها الصحيح ، عبر ضغط الشوارع العربية على الأنظمة المتورطة والممولة والمدربة والمسلحة والداعمة بكل أشكال الدعم للإرهاب .

أقول إن إضراب الحركة الأسيرة سيثوّر وينهض الشوارع العربية الغافية ، وسيسهم باستعادة البوصلة باتجاه القضية الفلسطينية واسقاط ما عدا ذلك ، وسيحقق للحركة الأسيرة بالتالي نجاحات كبرى ، مع تضحيات ؛ ككل فعل نضالي .

[email protected]

قد يعجبك ايضا