الياس فاخوري ( زوج الراحلة الكبيرة المفكرة القومية البارزة ديانا فاخوري ) : ” ديانا تنتمي إلى الله ولمن يقاوم!! “

الأردن العربي – الثلاثاء 18/4/2023 م …




كتب الياس فاخوري …

ديانا تنتمي لله، ومن يقاوم!

ديانا تنتمي للمسيح المجذف فوق الصليب،

وقد جرح الخل وجه الإله على رئتيه،

وظل به أمل، وظل يقاوم ..

ديانا تنتمي لمحمّد ولعليّ، وقد تم فتح مكة بسلام يرعاه السلاح ..

ديانا تؤمن بالفداء، تؤمن بالعشق المقدس ليسوع، تؤمن بالعشقِ الحُسَينِيّ، تؤمن بانتصار الدم على الصلب (صليب وشوك وحربة وخل ومسامير وثلاثين من الفضة)، تؤمن بانتصار الدم على السيف، تؤمن بانتصار القيامة على المرض والموت ..

لدم المسيح، لرأس الحسين،

وللثورة الدائمة كل انتمائها ..

===============

” اما المسيح فلن يهدأ، وأما الاحتلال الصهيوأمريكي فلن يهنأ! “

وها هو خالد بن الوليد يصطحب صلاح الدين الأيوبي إلى القدس ليضعا نفسيهما وكل السيوف بتصرف يسوع الذي أعلن أنه قد ولى زمن “أدر خدك الأيسر لمن لطمك على خدك الأيمن”، وجاء زمن كسر اليد قبل أن تمتد للخد الأيمن!

 

جاء خالد ومعه صلاح الدين الى القدس بحشد شعبي يوم امتطى المسيح صهوة جواد مار جريس واستل سيف مار بطرس ليهجم على اللصوص ويطردهم من الهيكل بعد أن خذلته فقاعات التواطؤ اللغوية وقنابل التآمر(ك) الصوتية!

 

قدم خالد ومعه صلاح الدين الى القدس بحشد شعبي يوم أعلن المسيح مقاومته لتقديم ايران باعتبارها العدو والخطر الداهم بدل إسرائيل بمشروعها الاستعماري التهويدي! الم يدعو روبرت مالي، غداة توقيع اتفاق فيينا عام 2015، الى ادخال “ديبلوماسية حائكي السجاد” في “مناهجنا الجامعية”!؟

 

عاد خالد بصحبة صلاح الدين والحشد الشعبي الى القدس يوم أعلن المسيح عزمه إسقاط صفقة او صفعة القرن لتصفية القضية الفلسطينية!

 

جاء خالد بصحبة صلاح الدين والحشد الشعبي الى القدس يوم أعلن المسيح ان السلام يمر بتحرير فلسطين – كل فلسطين من النهر الى البحر، ومن الناقورة الى أم الرشراش!

في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1187 حرّر الناصر صلاح الدين الأيوبي القدس من الفرنجة بعد 88 عاماً على احتلالها بانتصاره في معركة حطين، حيث نجح في توحيد مصر وبلاد الشام تحت قيادته الامر الذي يؤكد أنّ الاحتلال في بلادنا الى زوال، مهما طال أمده، ومهما أمدّته دول الاستكبار العالمي بالمال والسلاح وحتى الأساطيل ..

هذا اذن هو المعنى التاريخي للمعارك والحروب والانتفاضات بوصفها تراكمات كمية تؤدي الى تغيير كيفي ينطوي على ازالة العدوان برمته لا مجرد آثاره!”

=============

اذكر يوم استبدل أطفال فلسطينَ حقائب كتبِهم بحجارة من كلّ الأحجام، في الوقت الذي توقف فيه المثقفون عن المواجهة اذ انخرطوا في لعبة العولمة، وصدّقوا خديعة لعبة الحضارات – اذكر كيف صرخت ديانا مع احمد مطر:

 

“ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا

واملأوا أفواهكم صمتاً طويلا

لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ

وَلَوْ بالهَمْسِ

كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !”

 

وبشهادة المؤرخة آفيفا تشومسكي، الابنة الكبرى لناعوم تشومسكي، ترى ديانا اننا في حقبة “تتشكل فيها أجيال من نوع آخر، وغير قابلة للتعليب”!

 

واليوم أعتذر من التاريخ واستغفره إن جرحت أوجاعنا فيه جرحا ليس يندمل ..

وهل “نُغضي إلى حد ثوب الصبر ينبزل” ..

ام هل نضّج، فلا الصّبر الجميل جميل ..

ولا أيوب، ولا أُولُو الْعَزْمِ قد صبروا!

 

وهل يصرخ اليوم ابونا آدم، من عمق مأساته الوجودية، مردداً مع المعري:

هذا جَنَاهُ أبي عليَّ//

وَ(ليتني) ما جَنَيتُ عَلَى أَحَدِ//

اليوم أدركت لماذا عاقبني الله! .. الهذا لم تعد بالله رغبة أن يبعث المزيد من أنبيائه الى الأرض؟”

 

 إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ .. فهل تعود السَّمَاوَات وَالأَرْض “رَتْقًا” بعد ان “فَتَقْنَاهُمَا”؟

وهل تغدو الأرض خربة وخالية غير ممهدة؟

هل يغيب رفع السماء وتفقد زينتها بالنجوم المضيئة؟

وهل يغيب إرساخ الجبال .. ولا إمداد للنعم؟

 

طالت استراحتك يا رب .. اما آن لليوم السابع – الذي “باركته وقدسته لانك فيه استرحت من جميع عملك الذي عملت خالقًا” – ان ينتهي!؟ كم حرب، وكم جائحة، وكم بَلاَء، او بَلِيَّة، او بَلْوَى، وكم كَارِثَة، او مُصِيبَة، او مِحْنَة، او نَكْبَة على كافة الاصعدة( الانسانية والسياسية والاقتصادية والمالية) .. كم من عقوبات وقوانين قيصرية ارتدّت تفكيكاً للستاتيكو الأميركي، بما في ذلك الصراعات المبرمجة، والأزمات المبرمجة في الشرق الأوسط .. فأمريكا التي دخلت التاريخ باستخدام القنابل النوويّة في هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين، وقتل مِئات الآلاف من الأبرياء لن تتورّع عن إنتاجِ أسلحةٍ بيولوجيّةٍ وتحويل العالم بأسْره إلى حقلِ تجاربٍ لها ..

كم غرنيكا عربية وعالمية (أياً كان المنحى، واياً كانت الخلفية، واياً كان الاجترار الفوضوي للازمات) تحتاج ..

وكم تحتاج لتغادر استراحتك وتهجر اليوم السابع؟

ها هو كوفيد التاسع عشر يرفض الاستسلام وما فتئ يهاجم الى جانب أوبئة وجائحات مستجدة .. ودون اكتراث بآلام البشر، نتركها تستنسخ وتتحوّر وتتحالف مع فايروسي الرأسمالية والصهيونية: الخطر الذي يهدد فلسطين وشعوب العالم بكل مقومات التوحش والتغول الرأسمالي ..

فمن جعل الارض للطوفان مشتاقة وكيف كٓثُرٓ الشر على ظهرها؟

من أعجز الحيّ عن الخير وكيف امْقٓرٓتْ أفعال سكانها؟

من سيغسلها من دٓرٓنٍ وكيف؟

كيف أذنتٓ له باختطاف “ديانة حياتي” بعد “زهوة عمري” ومعها بضعة اسطر كنتُ قد ادخرتها لرثاء ذاتي ولن ابخل بها ..

فمثل ديانا لا يسكن قبرا، بل ترقد على مساحة الأردن والوطن العربي، ترقد كالشمس فوق حقول الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان، وكالماء في جسد الوطن العربي اردناً ونيلاً وفراتاً ..

ترقد على رجاء القيامة لا تهاب شوكة الموت، ولا تخشى غلبة الهاوية!

 

بهذا تمارس ديانا حق العودة الى الجنة، وهي من اصحابها خالدةً فيها جزاءً بما كانت تعمل ليُدرٍكُها الخلودُ – مُقٓدّرٓةٌ لها الحياةُ ومُقٓدّرينا!

ناضر وجهك – ديانا – والسماء في متناولك، وانت تحبين الحياة ما استطعتِ إليها سبيلاً،

ولكن نفسك بها “أنف ( بفتح الهمزة والنون ) ان تسكن اللحم والعظما”! ..

فانتظرها يا موت، انتظر ..

انتظر حتى يبلغ الفطامٓ لنا زمانٌ .. ويبتلعك نصرنا الدائم ..

فانما جاءت ديانا لاستكمال الأبدية والخلود ..

والثورة مستمرة وقد بٓلّغٓها ما ليس يٓبْلُغُهُ من نفسه الزمٓنُ!

 

انتفضي، ديانا – كما المتنبي :

 يزولُ القبرُ وَالكَفَنُ ..  ويبٓلّغٓك ما ليس يٓبْلُغُهُ من نفسه الزمٓنُ!

 

حضوركِ طاغٍ حتى “في حضرة الغياب” .. حضورٌ تَمَرَّدَ على النسيان واستعصى على الغياب!

 

في التاسع من نيسان،أخْطٓئأتْكِ المنايا بعشواء خبطها، لكنَّكِ أبيتِ ولم يحلو لك ان تُعَمَّرْي فَتهْرَمي ..

حقاً رَأينا الْمَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ وَيَصْطَفِي، ولاَ يَرْعَى عَلَى ذِي جَلاَلَةٍ  ..  وشهدنا شلل الحواس الخمس وكُساح مشتقاتها من اجهزة الإحساس والاستشعار بآحادِها والعشرات، بمئاتها والالوف، بملايينها والبلايين، وكافة منازل أرقامها وقد أعياها وصفكِ بما فيكِ ..

كما استسلمت الأبجديات بكل حروفها ومعها المعاجم والقواميس بكل ما أوتيت من البلاغة وقوة اللغة وقد أعجزها نعيكِ بما أنتِ أَهْلُــهُ.

هي لحظة تتكون خارج معطيات الزمن واللغة والرسم والإشارة ..  نعم، رَأينا بنات “معبد” يُشقِّقن عَلَيْكِ الجَيْوب وقد رأٓيْنٓكِ تسلكين  طريق “الجدارية” لتعودي فتقهري الموت بالموت وتنقشين ذاتك في ذاكرة الزمن وتنتصرين عليه، ويكتب الناس فوق القبر: لم تمُتْ!

 

في التاسع من نيسان، يوم قبل ذكرى بكاء مظفر النواب على ابواب الاهواز .. يومها نسي النواب هناك عيونه مُحمِّلاً طير البرق سلامَهُ لعلي يتوضأ بالسيف قبيل الفجر، ليصرخ بعدها: قتلتنا الردة، ويستصرخ ملك الثوار ويدعوه للعودة والإياب: تعال بسيفك ان طواويس يزيد تبالغ في التيه!

 

أنتِ كنزٌ اختارته السماء في التاسع من نيسان – اختطفته في  غزوة أَعٓدَّت لَها مَّا ٱسْتَطَاعت من قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ، وجَنَّدت كل ملائكتها لتهزم جاذبية “نيوتن” وتستعيد “التفاحة” ..

فقُومي كما جدُّك لَعازَر، وعُودي كابن عوليس، وارجعي؛ نحن ننتظر ..

هذا زمانٌ لا كما يتخيلون ..

هذا زمان نحتته ديانا ..

هذا زمان تجري فيه الرّياحُ بِما تَشْتَهِي السُّـفُنُ ..

بمشيئة الملاح تجري الريح .. والتيار يغلبه السفين!

سلام عليك يا ديانا!

 من “سفر القيامة” الى “آية العائدْ” مروراً ب”سورة الإياب” – سلام عليك يا ديانا، وطوبى لمحبتكِ وكرمكِ وطيبتك ..

طوبى لقلمك وتالقك واناقتك!

هيّا أظهري مجد الله واكتبي “سفر القيامة” ..

هيا اقرأي “آية العائدْ”، “وشدّي القيدْ على بلدٍ حملناهُ كوشم اليدْ” ..

لك المجد والخلود، لك المجد والخلود!

 

دائمة هي فلسطين، والدائم هو الله

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

 

قد يعجبك ايضا