السفير الصيني في الأردن يكتب: حل صيني لصيانة الأمن العالمي




السفير الصيني في الأردن ( تشن تشوان دونغ ) – الإثنين 27/2/2023 م … 

منذ بداية هذا العام، تصاعد التوتر بين فلسطين وإسرائيل مرة أخرى، ويهدد الوضع التاريخي القائم للمقدسات في القدس، حيث بادرت الصين والإمارات بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.

وشدد المندوب الصيني في الاجتماع على أنه يتعين على إسرائيل تغيير مسارها بالكامل والعودة إلى المسار الصحيح لـ”حل الدولتين”، وإن مسؤوليتنا المشتركة هي إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة التي تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل وتتقاسم الأمن والتنمية.

لا أمن في العالم بدون الأمن في الشرق الأوسط، ولا أمانة البشر بدون أمن العالم. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، أصبح السلام والتنمية تدريجياً موضوع العصر.

ولكن اليوم، بعد ما يقرب من 80 عامًا، أصبح العالم في مأزق أمني غير مسبوق. لم ننجو نهائيا من غيوم جائحة كورونا، بينما نواجه تحديات جديدة كبيرة مثل الأزمة الأوكرانية وتفاقم المواجهة بين المعسكرات بمحاولة بعض الدول. تشتد الاختلافات الجيوسياسية وتعود عقيلة الحرب البارد من جديد وتنتشر الأحادية، تتعاقب أنواع جديدة من التهديدات الأمنية مثل الطاقة والغذاء والمناخ والبيولوجيا والذكاء الاصطناعي وغيرها. أصبحت كيفية تحقيق الأمن المشترك للبشرية قضية ملحة لجميع دول العالم.

وفي هذا السياق، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الأمن العالمي في عام 2022 ، والتي توضح بشكل منهجي موقف الصين بشأن الحفاظ على السلام والأمن العالميين، والتي لاقت اهتماما واسعا واستجابة إيجابية من المجتمع الدولي.

من أجل تعزيز فهم المجتمع الدولي للمبادرة والاستجابة لتوقعات جميع الأطراف، أصدر الجانب الصين مؤخرًا “الوثيقة المفاهيمية بشأن مبادرة الأمن العالمي”، حيث تشرح المفاهيم والمبادئ الجوهرية لمبادرة الأمن العالمية وأولويات وبرامج وآليات التعاون للمبادرة على نحو أعمق وتجدد “التمسكات الستة”، أي التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والتمسك باحترام سيادة كافة الدول وسلامة أراضيها، والتمسك بالالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بمراعاة الهموم الأمنية المعقولة لكافة الدول، والتمسك بحل الخلافات والنزاعات بين الدول بطريقة سلمية عبر الحوار والتفاوض، والتمسك بتوفيق الجهود لصيانة الأمن في المجالات التقليدية وغير التقليدية.

وتحدد “الوثيقة المفاهيمية” أولويات التعاون العشرين لأبرز الشواغل الأمنية الدولية وإلحاحها: بما في ذلك تفعيل دور الأمم المتحدة، وتسهيل التسوية
السلمية للقضايا الساخنة من خلال الحوار، وتنفيذ المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وإقامة إطار أمني جديد في
الشرق الأوسط بشكل مشترك، وتنفيذ “حل الدولتين” بين فلسطين وإسرائيل إلى الأرض، وتعميق التعاون الدولي في مجال أمن المعلومات، وتنفيذ مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية بشأن أمن البيانات، وتعزيز التعاون في مجالات الأمن البيولوجي والذكاء الاصطناعي والفضاء الخارجي والصحة العامة والغذاء وأمن الطاقة ومكافحة الجريمة العابرة للحدود وتغير المناخ والتنمية المستدامة وغيرها. كما تطرح “الوثيقة المفاهيمية” أفكارًا حول منصات وآليات التعاون لتكون الإجراءات في إطار المبادرة أكثر فعالية.

ستلتزم الصين بمبادئ الاحترام المتبادل، والانفتاح والشمول، والتعددية، والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، والتخطيط الشامل، وستتبع دائمًا طريق التنمية السلمية، وتدافع عن الأمن العالمي بحزم.

كان السلام والأمن الأمنية المشتركة للأمة الصينية والأمة العربية منذ عصور. يعتبر الأردن “واحة الأمن” في الشرق الأوسط وله دور بارز في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين. على مر السنين، استخدم الأردن مزاياه الخاصة في بذل جهود كبيرة لوقف الحروب وتعزيز الحوار وحفظ السلام، حيث أنشأ مبادرة “اجتماعات العقبة” ومنتدى عمان للأمن، بما ساهم بحكمة الأردن وقوة إيجابية في حل القضايا الإقليمية والدولية بشكل سلمي. إن هذا محل التقدير العالي من الصين.

توفر مبادرة الأمن العالمي إطارًا مهمًا أمامنا للعمل معًا لبناء شرق أوسط أكثر أمانًا، وتعزيز الأمن العالمي. ترحب الصين بالمشاركة الفعالة للأردن ودول العالم، مما يثري محتويات المبادرة، ويستكشف أشكالا جديدة ومجالات تعاون جديدة، ويعزز التضامن أمام المخاطر والتحديات، ويبذل جهودا قصوى من أجل مستقبلنا الآمن الذي لا نستغنى.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.