المحامي محمد احمد الروسان يكتب: أمريكا والعالم السفلي – حروب الدم المتفاقمة … الصائدون السود في أوكرانيا – ومجتمع المخابرات الأمريكي

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 4/2/2023 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية … 




الكباش المتعدد والمتجدد، على طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية، ومن خلفها مع الغرب في جلّه وساحاته ومساحاته، قادت الى حروب أعمق من الحرب الباردة، وأشرس من حرب عسكرية تتفاقم، كالحرب الناتوية الروسية الحالية في أوكرانيا(المواجهة مع الأطلسي، الذي يسعى الى تحويل ربيعه الأوكراني الحالي، الى ربيع روسي في داخل الفدرالية الروسيّة لشطبها وتقسيمها)، حيث مؤشرات التصعيد المتفاقم يقود، الى حروب بيولوجية قادمة عميقة، تتجاوز المعقول والمستحيل، من حيث خلقها وتخليقها، يتم هندستها وتوليفها وتوظيفها من جديد، وفقاً لرؤى أصحاب العالم السفلي، في الدولة العميقة في أمريكا – البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية – انّها حروب الدم المتفاقمة: Underworld: Blood Wars . 

وصحيح واقع ومنطق، أنّ الخسائر الفادحة للجيش الأوكراني المتهالك، تشكل مصدر خصب ومهم، لتجارة الأعضاء البشرية في القارة الأوروبية، وفي ساحات ومساحات القارة الامريكية، تشرف عليها إدارة مشتركة من: استخبارات البنتاغون، واستخبارات وزارة الخارجية الأمريكية، واستخبارات ووزارة الخزانة الأمريكية أيضاً، حيث الفاعل والمحرك مع كل أسف، وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بقيادة الدبلوماسي السابق وليام بيرنز – السفير الأمريكي الأسبق في عمّان. 

وفي معلومات مجتمع المخابرات الروسية، تم مقاطعاتها مع معلومات، ذات مصادر متعددة وموثوقة، تتحدث بشكل واضح وجليّ، عن ظهور مجموعات منظمة، تضم عشرات الأطباء في مختلف التخصصات، مع غرف عمليات طبية متنقلة مع ثلاّجات صغيرة، انّها مجموعات مدربة وفنيّة وتقنية، من الصائدين السود، للأعضاء البشرية، تواكب عمل القوّات الأوكرانية وفي كل الجبهات.

كلّ ذلك بفعل وتفاعلات ومفاعيل، البرامج العسكرية الجرثومية الأمريكية، وهذا ما يبرر توجه المزيد من مجموعات الخبراء والعلماء الروس، من مختلف قطاعات الجيش الروسي الى الجغرافيا الأوكرانية، والجغرافيا السورية، مع تعزيزات روسية سورية عسكرية، في مطار الجراح، ونشر منظومات دفاع جويّة روسية متطورة، بعد حزم المساعدات العسكرية الأخيرة لأوكرانيا، بما فيها صواريخ ذات مدى طويل، مما يدخل المعركة في كييف الى مرحلة جديدة حرجة جداً، وما يتطلبه ذلك، من رد روسي عسكري عميق على وفي الميدان، مما يقود الى أن تتجاوز المعركة جغرافية أوكرانيا، بعد الحسم الشبه كلي في جلَ الجغرافيا السورية، وسير العملية العسكرية الروسية، كما هو مرسوم لها في أوكرانيا، استعداداً لما قد يحضّر لدمشق من جديد، ومن بوّابة الجنوب السوري مثلاً، وما يجري لها في الشمال السوري، والشمال الشرقي مع الأمريكي،  وهو ما يبرّر أيضاً توجه عدداً من السفن الحربية الروسية من القرم، قبل بدء الحرب الروسية الأطلسية، على الساحة الأوكرانية باتجاه المتوسط، لتعزيز قاعدتها العسكرية في طرطوس، بحيث يبدو أيضاً أن لهذه القاعدة حسابات، لا يمكن أن تلتقي مع التي تؤسس لها واشنطن، وتعمل من أجلها عبر التعاون مع الغرب، وبعض العرب الواهم، وهذا ما يعزّز الحرب بالمفهوم السابق وصفه، بما فيه أي تسوية محتملة للمسألة السورية والمسألة الأوكرانية.  

روسيّا كما تدرك أهمية ديكتاتورية الجغرافيا الأوكرانية وتخوض حرباً الان مع الأطلسي من أجلها، تدرك أيضاً وتماماً ديكتاتورية الجغرافيا  السورية في المنطقة، وأنّ سورية بنسقها السياسي وعنوانه، بجانب الجغرافيا، منطقة إستراتيجية لا تفوّت، ولذلك ترغب في زيادة نفوذها فيها، من خلال توسيع قاعدتها البحرية، وخاصة بعد أن صار القرم جزء من الأتحاد الروسي، فهي تشعر بالقلق والاستفزاز، وتهديد لها، بما يحصل من نشر رادارات الدرع الصاروخي الأطلسي في كل من تركيا وبولندا، لذلك لن تتخلى عن منطقة نفوذها في المنطقة، كونه يهدد مصالحها ويعزلها ويؤثر على اقتصادها ومجالها الجيوسياسي، وهنا تبرز أهمية دور موقع سورية الجغرافي، وكلاعب كبير في السياسات الإقليمية والدولية، بجانب تماسك دولاتي لمؤسسة الجيش العربي السوري العقائدي وانجازاته الميدانية المستمرة، والذي وفّر الفرصة الكافية لتماسك القطاع العام السوري، وهى أوراق مهمة وقويه تعتمد عليها سورية ونسقها السياسي في مواجهة المؤامرة والخروج من الأزمة.  

أحسب وأعتقد أنّه ورغم كل ذلك، ما زالت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تدخل في حزم جديدة من الأزمات، لا حزم حلول لمتاهاتها العميقة في العالم، وخلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز التسع سنوات، عزّز مجلس الأمن القومي الأمريكي استراتيجية الاحتواء، لجهة إضافة عنصر الاستباق، ولم تعد الإدارة الأمريكية تنتظر نشوء المخاطر والتهديدات، ثم الشروع في احتوائها وفقاً لاعتبارات الأمر الواقع، وبدلاً عن ذلك فقد دفعت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي باتجاه، مفهوم تعبئة القوى والموارد السياسية والاقتصادية والعسكرية الأمريكية، وتجاوز منظومة القيم الدولية القائمة على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، والعمل بشكل استباقي لجهة التعامل بشتى الوسائل والأساليب العسكرية وغير العسكرية، مع كل ما تعتقد الإدارة الأمريكية بأنه يشكل خطراً يهدد المصالح الأمريكية.  

انّ الولايات المتحدة الأمريكية ورغم ما عانته وتعانيه من أزمات سياسية واقتصادية وعسكرية، وقد لا تظهر للشخص العادي غير المتابع لمفاصل تطورات النسق السياسي الأمريكي، الاّ أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وبغض النظر، ان كانت الأدارة التي تسيّر أعمال وتفاعلات النسق الأمريكي(ديمقراطية أو جمهورية)قد بدأت الشروع في تنفيذ مخطط السيطرة على العالم عبر زومبيات العالم السفلي ومن جديد، وبنسخ مستحدثة، انّها حروب الدم، غير مهتمة بفكرة التعددية التشاركية في قيادة العالم، والحفاظ على التوازنات الأممية. 

هذا وقد تضمنت مسألة السيطرة، على خطوات عملياتية تراوحت، من نشر القدرات العسكرية الأمريكية في سائر أنحاء العالم، رغم أزمة سقف الديون الأمريكية، إضافةً إلى اعتبار خارطة العالم، بأنها تمثل المسرح العسكري، الذي يتوجب أن يتم تجهيز القوات الأمريكية، على أساس اعتبارات احتمالات خوض الحرب في أي مكان منه وأي زمان، واستناداً إلى هذا المفهوم، قسّم البنتاغون العالم إلى مناطق عسكرية، بحيث أصبحت كل منطقة إقليمية تقع ضمن نطاق إحدى القيادات العسكرية الأمريكية.  

وتبع الخطوة السابقة مسألة أمركة الاقتصاد العالمي، وذلك عن طريق استخدام المؤسسات الاقتصادية الدولية الثلاثة الرئيسية: البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، في القيام بإدماج الاقتصادات العالمية، ضمن إطار نفوذ الاقتصاد الأمريكي، على النحو الذي يتيح للاقتصاد الأمريكي، وضعاً استثنائياً ومزايا اقتصادية دولية استثنائية، تعزز القدرة على نقل التضخم والبطالة وانخفاض معدلات النمو وغيرها، من المؤشرات الاقتصادية الكلية السلبية، إلى الاقتصادات الأخرى – بفعل مفاعيل المواجهة الروسية الأطلسية الحالية، وبعبارة أوضح: أن يدفع الآخرون خسائر الاقتصاد الأمريكي.  

كما عملت وتعمل واشنطن على إعادة توجيه المجتمع الدولي، عبر الدفع باتجاه توظيف مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية، في عملية إعادة ضبط وتقويم منظومة القيم الدولية، بما يتيح للإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي ممارسة النفوذ على الكيانات الدولية، كما لو أنها كيانات خاضعة لسلطة السيادة الأمريكية – انّها الغطرسة الأمريكية والوقاحة السياسية. 

وصحيح أنّه بعد الحرب الجورجية الروسية في عام 2008 م، لم تحدث المواجهة العسكرية الروسية – الأمريكية غير المباشرة، الاّ الان عبر أوكرانيا، حيث تخوض كييف حرباً بالوكالة عن أمريكا، ولكن حدثت مواجهة البروكسي بين روسيا وجورجيا، والأخيرة خاضت حرباً بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كشفت التسريبات والحقائق أن العملية العسكرية التي نفذتها تبليسي، قد تم الترتيب لها بواسطة الإدارة الأمريكية، ومباركة الرئيس باراك أوباما.

 فمن سورية وحدثها، الى أوكرانيا ومسألتها، وهي نتاج وفعل الأولى – الحدث السوري، بجانب ما حدث في جورجيا عام 2008 م، فانّ تحليل الوقائع والأحداث وتداعياتها، يشير بوضوح إلى أن عملية إعادة اصطفاف عسكري – أمني دولي ستحدث، وسيكون من أبرز تداعياتها صياغة معادلة جديدة لنظام(الأمن العسكري – الأمني الدولي والإقليمي)ومن أبرز الملامح المتوقعة يمكن الإشارة إلى الآتي: تعديل نظام توازن القوى داخل مجلس الأمن الدولي على النحو الذي ستقف فيه روسيا والصين، في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، التي ستجد الدعم الواضح من بريطانيا، مع احتمالات أن تعود فرنسا إلى موقفها الاستقلالي السابق داخل مجلس الأمن الدولي، مكان وقيمة(فرنسا)ما يمكن أن نسميه القوة الثالثة الدولية داخل المجلس، وذلك بما يتيح للفرنسيين المزيد من هامش حرية الحركة والمناورة داخل المجلس، وذلك نكايةً بألمانيا، وهو أمر سيؤدي حدوثه إلى إنهاء التحالف الفرنسي – الأمريكي في مجلس الأمن، والذي سبق أن أسفر عن صدور الكثير من القرارات الجائرة، وعلى وجه الخصوص تلك القرارات المتعلقة بالأزمة الليبية والسورية وأزمة مالي والأزمة اللبنانية وأزمة دارفور والان الازمة الأوكرانية وغيرها.  

فألمانيا أقوى الاقتصاديات الأوروبية حتّى اللحظة، وتعرض لانكماشات اقتصادية ومالية بنسب وازنة، أواخر العام الماضي 2022 م، بفعل الحرب في أوكرانيا، والهدف الان هو كيف يتم اضعاف ألمانيا اقتصاديّاً؟ فجاءت المسألة الأوكرانية كفرصة ذهبية للزج بألمانيا بتفاصيل الحدث الأوكراني، لضمان تغطية اقتصادية كبيرة تضعفه، ولأعادة توجيهه من جديد نحو موسكو، والأخيرة وعبر مجتمع مخابراتها الاقتصادية والمالية، وضعت كافة ما لديها من معلومات وأوراق ورؤى، على طاولة مجتمع المخابرات الألماني، وباللغة الألمانية التي يتقنها الرئيس فلادمير بوتين، لعلّ وعسى أن تفوق المانيا، ولكن يبدو أنّها: ابتلعت الطعم الأمريكي بنهم كبير.  

أيضاً كما سعت وتسعى أمريكا لتعديل بنود وأجندة العلاقات عبر الأطلنطي، فخلال فترة الحرب الباردة، كانت واشنطن تقوم بدور الحامي والمدافع عن أوروبا في وجه الخطر الشيوعي – السوفيتي – النووي، وبعد انتهاء الحرب الباردة، ظلت أمريكا تقوم بدور الشريك العسكري – الأمني المدافع عن استقرار أمن أوروبا، والذي أكد ذلك عملياً بتدخله في أزمة البلقان، إضافةً إلى دور الزعيم العالمي المكلف بنشر وحماية القيم الديمقراطية الليبرالية الغربية. 

ولكن بعد حرب جورجيا – روسيّا عام 2008م، وبعد الخديعة الغربية لموسكو في ليبيا والتي تعيش مرحلة اللاّدولة، وبعد الحرب الكونية على سورية وما زالت تستعر، وبعد تجليات الحدث الأوكراني وعقابيله، عبر ضم القرم لروسيّا عبر استفتاء شعبوي نزيه وعميق أذهل الغرب، وبالرغم من التوافق الأمريكي الأوروبي حتّى اللحظة ازاء كييف وحدثها، بعد بدء الحرب الروسية الأطلسية على الجغرافيا الأوكرانية. 

والسؤال المطروح الآن وبتجرد: هل سيصمد جدار التفاهم الأوروبي الأمريكي هذا، والذي اتخذ خطوات عملية لأطول فترة ممكنة؟ وهل ستدخل العلاقات عبر الأطلنطي، في مواجهة عاصفة الخلافات الأمريكية – الأوروبية لاحقاً، لجهة رغبة بعض الأطراف الأوروبية الرئيسية مثل فرنسا وألمانيا الوقوف موقف الحياد إزاء ما يجري على خطوط العلاقات الروسية – الأمريكية، ورغبة العديد من الأطراف الأوروبية، عدم الاستجابة لطلب الولايات المتحدة المتعلق بملف توسيع حلف الناتو شرقاً، وضم جورجيا وأوكرانيا إلى عضويته، إضافة إلى عدم رغبة الأوروبيين في الاستجابة للطلب الأمريكي، المتعلق بتوسيع الاتحاد الأوروبي شرقاً؟ وهل ستنتقل أوروبا من مرحلة الهجوم، الى مرحلة الحياد لاحقاً ازاء ما يجري، بالرغم من توقيع الأتحاد الأوروبي لأتفاق الشراكة مع قادة أوكرانيا الجدد( الأنقلابيون ثم من حلّ مكانهم عبر الانتخابات لاحقاً)وهو الشق السياسي حتّى اللحظة كما أعلنوا هم بذلك؟. وهل تستطيع أوروبا ابتلاع أوكرانيا اقتصاديّاً؟ ألا تشكل أوكرانيا باقتصادها المتهالك والمنهار قنبلة هيدروجينية في الحضن الأوروبي؟. 

 في المعلن وغير المعلن: أنّ الروس أفشلوا ودمروا أكثر من 16 مختبر بيولوجي جرثومي عسكري، لصناعة الأمراض الجرثومية ضمن الخطط والبرامج الأمريكية العسكرية في الداخل الأوكراني، والتي هي بتأسيس وتمويل أمريكي، عبر السي أي ايه واستخبارات البنتاغون، وهي مختبرات عسكرية وليست طبية صحية، حيث بدأ هذا البرنامج العسكري الجرثومي الأمريكي منذ عام 2014 م، وكانوا الروس على علم به، ويستعدون له بالخفاء بفعل وفعل مضاد معاكس.  

الموظفون الأوكرانيون في المختبرات البيولوجية الأمريكية في أوكرانيا، وضعوا ما لديهم من معلومات منذ سنوات، على طاولة المخابرات الروسية والعلماء الروس المختصين بعلم الجراثيم، بما فيها التجارب التي أجرتها واشنطن على فايروس كورونا، على البشر والحيوان والنباتات، وكذلك محفزّات المعلومات البيولوجية الجرثومية، حول ما كانت تعده أمريكا لنقل الأمراض المميتة المخزّنة، التي يصار الى انتاج فايروساتها في المختبرات، ونقلها عبر الطيور المهاجرة بين الفدرالية الروسية وأوكرانيا وعبر الخفافيش القاتلة الناقلة لأسلحة بيولوجية، من الجمرة الخبيثة الى أنفلونزا الطيور، الى حمّى الخنازير وغيرها من الأمراض المكتشفة حديثاً، وعلى رأسها أمراض السرطانات المختلفة، وجميع الأبحاث والدراسات الأمريكية عالية الخطورة، كما كشفوا عن تلك المختبرات البيولوجية التي أنشئت على الحدود مع ايران والصين والباكستان، وعن العلماء الأوكرانيين الذين يعملون بها.  

وجلّ الهدف العسكري البيولوجي الجرثومي من هذه المختبرات، هو الى خلق وتخليق آليات انتشار سرية بسيطة لأمراض قاتلة، وتم العثور على أدلة لتمويل البنتاغون لهذه المختبرات المنتشرة، في لفوف وكييف وخاركوف وأوديسا، وغيرها من البلدات والمدن الأوكرانية، بما فيها الحدود مع دول الجوار الأوروبي مجتمعةً. 

انّ ميكانيزميات هندسة الدور البولندي في الحدث الأوكراني الحالي، من قبل مفاصل الحكم الأمريكي العميق والمخفي، ضمن ثنايا ومسارات جنين الحكومة الأممية، هو ذات مفاعيل وتفاعلات الدور التركي في الحدث السوري وما زال، وأمريكا تخوض حروبها أونلاين عن بعد، عبر شعوب حلفائها، ولقد كان حظر و \ أو القيود على النفط والغاز الروسي، من قبل الناطق الرسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي، الرئيس جو بايدن وادارته، هو المسمار الأول في نعش الاتحاد الاوروبي.  

وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وباسناد من القوّات الخاصة في البنتاغون آواخر عام 2021 م كما تقول المعلومات، وبعد أن أفرجت من سجونها وسجون عملائها الأكرادقوّات قسد في الشمال السوري المحتل وشرق نهر الفرات المحتل، عن دواعش وارهابيين من جنسيات روسية والدول المستقلة، قامت وذهبت بهم الى التنف السوري المحتل حيث قواعدها ودربتهم تدريب احترافي، ثم يتم استخدامهم الان، في الدونباس بعد ادخالهم، لهذه الوحدات الداعشية المدربة تدريب جيد، عبر الحدود مع أوكرانيا من بولندا ورومانيا، وستكون كل الوحدات الأجنبية، التي تدخل من دول الجوار الأوكراني، أهدافاً روسيةً مشروعةً، والعمل جاري على قدم وساق ومستمر لتحقيق ذلك وشطبها. 

والان لعبة نقل المقاتلين الأجانب الى أوكرانيا كساحة حرب ضروس ضد الفدرالية الروسية، صارت باتجاهين متقابلين، بعد اعلان موسكو قبول المتطوعين الى جانبها، والرئيس الأوكراني زيلنيسكي يستنكر هذا القبول الروسي بوقاحة عزّ نظيرها، متناسياً أنّه أول من قبل وعمل ودعا الى ذلك وبدأ اللعبة، بتشجيع من أمريكا والغرب، وبلا شك سيكون الشرق الأوسط الخزّان البشري الرئيسي لمفاعيل وتفاعلات هذه اللعبة في الداخل الأوكراني، حيث مجاميع ارهابية ستكون على الحدود مع جلّ أوروبا القارة العجوز، المتصابية بالعلاقة مع الناتو واليانكي الأمريكي، وشرقنا الأوسط دائما وأبدأ مع كلّ أسف وحزن، خزّان بشري وحطب وقود لحروب الأمريكان والغرب، من زمن الحرب في أفغانستان وصولاً لأوكرانيا.  

هذا وقد برزت كاستراتيجية وعنوان، مسألة قضية المتطوعين الأجانب والوحدات الداعشية الأخرى، وجلب مقاتلين من مناطق مختلفة من العالم للقتال في أوكرانيا، وباتت محل قبول وتشجيع من قبل طرفي المواجهة الروسيّة مع الأطلسي في أوكرانيا، وهذا مؤشر حقيقي، الى تحول الحرب في أوكرانيا الى مزيد من التعقيد، وساحة نزاع وحرب طويلة الأجل، ومتعددة الأوجه، كل أوروبا ستكون المتضرر الأول منها، وسيصار الى شطبها وشطب ساحاتها وشعوبها خدمة لليانكي الأمريكي، والذي ينظر اليها كعمق اقتصادي منافس عميق له، مع ما يحمله هذا التحول من مخاطر انتشار تأثيرات المخاطر والصراع خارج الحدود، ومن الدول التي يأتي منها المقاتلين الأجانب والوحدات الداعشية ومجاميع الارهاب، وحيث يصبح المقاتلون مشكلة بحد ذاتها في محاولات انهاء النزاع. 

وفي الوقت الذي يشتكي فيه الرئيس الأوكراني فولديمير زيلنسكي، من اعلان روسيّا الموافقة على قبول متطوعين أجانب للقتال في صفها كمرتزقة في بلاده، نسي أو تناسى هذا الزيلنسكي، أنّه هو من بدأ هذه اللعبة الخطرة في الداخل الأوكراني، في إعلانه أول أيام الحرب في شباط الماضي وبوقاحة، عن قبوله تشكيل فيلق دولي، من متطوعين أجانب للقتال في صفه ضد القوّات الروسية، وأطلق دعوة علنية لمن يود القتال من أنحاء العالم ضد روسيّا في أوكرانيا، ليس هذا فحسب: بل دعمت الولايات المتحدة ودول أوروبية هذا الاتجاه، وهذه الدعوة، وخاصةً بريطانيا الخارجة من الاتحاد الأوروبي، بعد أن أدّت دورها كحصان طروادة لليانكي الأمريكي فيه. 

وأعلنت بريطانيا والدنمارك أنهما ستجيزان للمتطوعين من بلادهما الانضمام إلى (فيلق دولي)للقتال الى جانب الجيش الأوكراني ضد الجيش الروسي، وبدأت سفارات كييف بعدد من عواصم العالم، في استقبال طلبات الراغبين بالتطوع لغرض القتال بشكل علني وحماسه منقطعة النظير، ووفق تلك الحقائق المعروفة والمعلنة يكون الرئيس زيلنسكي وحلفاؤه الغربيين وأمريكا، هم من أدخلوا الحرب في أوكرانيا أولاً بلعبة جلب المقاتلين الأجانب والوحدات الداعشية الارهابية، وفي الوقت عينه، يعتبرون هؤلاء، اعلان موسكو دعوة مقاتلين في صفها عملا خطيراً – فأي وقاحة وصفاقة سياسية هذه؟. 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال: إنّه يريد السماح للمتطوعين بالقتال إلى جانب القوّات الشعبية في الجمهوريتين في منطقة دونباس(إقليما لوهانسك ودونيتسك)ضد القوّات الأوكرانية، مضيفاً خلال ترأسه المستمر، لأجتماعات لمجلس الأمن القومي الروسي: نحن نرى كيف يتوجه المرتزقة من مختلف مناطق العالم للقتال في أوكرانيا بشكل علني.  

وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو قال: بأنّ هناك 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدون للقتال مع القوات الشعبية في الدونباس المدعومين من موسكو، والذين يسيطرون على مساحات واسعة في منطقتي لوهانسك ودونيتسك. 

وأراد الكرملين من خلال الدخول المماثل في لعبة جلب المقاتلين الأجانب، الى وضع الدول التي بدأت اللعبة لأهداف بعيدة الأمد، تتمثل في جعل أوكرانيا أفغانستان ثانية، وتدفيع الجيش الروسي الثمن بعملية استنزاف مستمرة، أرادت روسيّا فعل ذات الشيء بوضع المقاتلين الأجانب المعادين للغرب على حدود أوروبا، وافشال أهداف نشر هذا النوع من المقاتلين التابعين للناتو في أوكرانيا، واحباط خطة الناتو، في تطبيق السيناريو الذي تعرضت له القوّات الأمريكية في العراق بعد غزوه عام ٢٠٠٣م، حينها دخلوا بغداد، ولكن وقعوا في مستنقع المقاومة العراقية الذي استنزف وجودهم، واضطرهم الى المغادرة في نهاية المطاف محملين بخسائر مادية وبشرية فادحة. 

كتائب أممية: ثمة تطورات مستجدة عميقة في حرب الدفاع الروسية ضد الثورة المضادة والملونة في أوكرانيا أهمها: أنّ الحرب تتجه لما يشبه الحرب الأهلية الأسبانية، بين القوى الاشتراكية الأممية، وبين الفاشية بزعامة الجنرال فرانكو، فمقابل تحشيد الأرهابيين عبر أوروبا ضد التحالف الروسي، أعلن الرئيس بوتين الأستعداد والموافقة لأستقبال مقاتلين من الشرق الأوسط، الى جانب القوّات الروسية، والقوّات الشعبية في الدونباس، وهذا من شأنه أن يقود الى خلق كتائب أممية في الحرب الروسية الأطلسية.  

ويدور اليوم تعبئة عامة لجيشين ضد روسيّا في البلدان التابعة له، وجيش الارهاب: ابرت IPRT  – وهذا اختصار لجيش معولم من قوى الدين السياسي والأرهابيين:

International politicized Religious Terrorists – IPRT

وهذا الجيش يتسلل الى داخل أوكرانيا ضد روسيّا، وهذا الجيش من أتباع الابراهيمية، مجاهدي ومجاهدات النكاح والمثليين والمافيا، ومحترفي القتل من سلالة الأوروبيين الذين استوطنوا أمريكا واغتصبوا معظم الكوكب، وتعلن أمريكا جهاراً نهاراً، أنّ هناك مائة وخمسون ألفاً متطوعاً، لقتال روسيّا في أوكرانيا منIPRT، والسؤال لديك أو لديها: فما علاقة هذا بجهاد النكاح؟ والجواب على ذلك: أنّ الغرب الرأسمالي لن يسمح باقتلاع النازية والصهيونية بالمطلق، وسيجنّد لهدفه كلّ شيء، بما في ذلك حتّى المثليين الذين جنّدهم و\أو تطوعوا في سوريا.

القادة العرب تحت منع التجول – مختلف حكّام العالم الكبار والحقيقين في حراك دائم – روسيّا تواجه الغرب بأكمله، عملاء الغرب لا يناموا يركضون من علاقة لعلاقة – فنزويلا ترفض خيانة موسكو- الصين تحرك اصبعتها الوسطى في مؤخرة الامبريالية بهدوء مخيف، الهند تنأى وترفض الانضمام ضد روسيّا، رئيس وزراء الباكستاني السابق عمران خان، يهين كلّ دبلوماسي الغرب فتم اسقاطه، وتم وضع الدمية بهروز شريف، الدمية الأمريكية السعودية، الذين كما يبدو هؤلاء الدبلوماسيين، لا يزالون ضمن عقل الهيمنة العتيقة، جلّ حكّامنا في صمت القبور، الاّ من رحم ربي، ولا كلمة ولا نفس ولا همس، وبالطبع أصغر من محاولة الوساطة الاّ من رحم ربي، أصحاب الذهب الأسود يحققون مزيداً من الأرباح بكل الكسل الصحراوي الممكن، ولكن ترى اذا ما توقفت سلاسل التوريد، ماذا سيفعلون في ذهبهم الأسود؟ ولبنان الرسمي يكتب موقفه ضد روسيّا، بإملاء السفيرة الأمريكية، وهي تقضي حاجتها.

انّ لعبة نقل المقاتلين الأجانب الى بؤر الصراع، لعبة دولية مستمرة رغم مخاطرها على الدول والمجتمعات، خاصة الدول العربية والإسلامية ومناطق الشرق الأوسط الخزّان الرئيس للمقاتلين العابرين للحدود.

 فمن زمن الوجود السوفييتي في أفغانستان، مروراً باحتلال العراق وما زال، الى قرار تدمير سورية واسقاط النظام فيها، الى النزاع في ليبيا وتحويلها الى دولة فاشلة، وصولاً الى ناغورني كرباخ، فأي مآلات لهذه السياسية الدولية الخاطئة في أوكرانيا اليوم. 

  • عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111    

خلوي: 0795615721

سما الروسان في 5 شباط لعام 2023 م.

 

قد يعجبك ايضا