جامعة بوسطن تطوّر سلالة فتاكة من فيروس كورونا تقتل 80% من المصابين

مدارات عربية – الثلاثاء 25/10/2022 م 




قالت تقارير صحفية أن فريق من علماء أمريكيين طوروا سلالة قاتلة جديدة من فيروس كورونا في أحد المختبرات تهدد مستقبل البشرية.

ووفقًا للتقارير التي نشرتها  صحيفة Daily mail البريطانية وشبكة Fox News الأمريكية فإن فريق من الباحثين من فلوريدا وبوسطن صنعوا فيروسًا هجينًا في مختبرات المدرسة الوطنية للأمراض المعدية الناشئة.

ويجمع الفيروس الجديد بين متحور Omicron وسلالة فيروس كورونا الأصلية التي ظهرت في “ووهان” بالصين، مشيرة إلى أن الفيروس الجديد الهجين قتل 80% من الفئران التي شملتها التجارب.

وأوضحت أن فريق الباحثين استخرجوا بروتين “سبايك” من Omicron، وهو الهيكل الفريد الذي يرتبط بالخلايا ويغزوها، والذي أصبح أكثر تطورًا بمرور الوقت، ويحتوي على عشرات الطفرات التي جعله معديا للغاية.

وربط الباحثون هذا البروتين بالسلالة الأصلية التي ظهرت لأول مرة في ووهان الصينية في بداية الجائحة، لجعل الفيروس أكثر فتكا أو نقلا للعدوى، من أجل دراسة كيفية التعامل مع أي تفش محتمل لمثل هذه المتغيرات في المستقبل.

وأكدت التقارير أنه تم اختبار السلالة الجديدة من الفيروس على الفئران، وتبين أن الفيروس الجديد نجح في الإفلات بقوة من المناعة التي يخلقها اللقاح، وأنتج مرضًا خطيرًا قتل 80% من الفئران المصابة به، وذلك على عكس سلالة Omicron الحالية التي لم تقتل الفئران وأصابتها فقط بأعراض خفيفة، مشيرة إلى أن السلالة الجديدة تحتوي على جزيئات فيروسية مُعدية أكثر بخمس مرات من متغير أوميكرون الحالي.

انتقادات وغضب كبير

بمجرد نشر هذه التقارير ثارت موجة واسعة من الخوف والقلق، ووجه كثيرون العديد من الانتقادات والغضب تجاه فريق البحث وجامعة بوسطن، وسط اتهامات بأن البحث الجديد يكرر الخطأ الذي يعتقد أن تجارب سابقة ارتكبته وتسبب في ظهور فيروس كورونا في ووهان، والذي تسبب حتى الآن بوفاة أكثر من 6 ملايين شخص حول العالم.

ووفقًا لموقعالعربيةفقد اتهم كثيرون الجامعة وفريق باحثيها باللعب بالنار، مؤكدين خطورة استمرار أبحاث “التلاعب” بالفيروس حتى في الولايات المتحدة.

ودعا علماء وخبراء بارزون بضرورة وقف ومنع مثل هذه الأبحاث، واقتصارها فقط على المركز الأصلي لـ(كوفيد) لمعرفة مسببات الجائحة، وتعزيز الإشراف على هذه البحوث لتجنب انتشار جائحة أخرى، وإلا فإن الأمر سيعتبر تلاعبا متعمدا بالفيروسات لتكون أكثر عدوى أو مميتة.

الجامعة تنفي

من جانبها نشرت جامعة بوسطن بيانًا للرد على هذه المزاعم التي وردت بالتقارير الصحفية حول تجارب فريق بحثها، وأكدت في البيان أن هذه التقارير تضمنت ادعاءات كاذبة ومضللة حول الأبحاث التي جرت في مختبرات المدرسة الوطنية للأمراض المعدية الناشئة (NEIDL). وقالت إن التقارير التي ظهرت لأول مرة أمس الاثنين في صحيفة Daily mail البريطانية، وتداولتها العديد من وسائل الإعلام الأخرى بما في ذلك Fox News، زعمت أن الباحثين في المختبر “خلقوا سلالة جديدة قاتلة من COVID، وهو ادعاء “خاطئ وغير دقيق”.

وأشارت الجامعة إلى أن البحث تمت مراجعته والموافقة عليه من قبل لجنة السلامة الحيوية المؤسسية (IBC)، التي تتكون من العلماء، وكذلك أعضاء المجتمع المحلي، كما أن لجنة بوسطن للصحة العامة قد وافقت على البحث.

وقال رونالد كورلي، مدير NEIDL، إن التقارير الإخبارية قامت بتحريف نتائج الدراسة وأهدافها بالكامل، مشيرًا إلى أن الدراسة اهتمت بفحص بروتينات “سبايك” في متغير أوميكرون وقارنوا بينها وبين سلالة الفيروس الأصلية، وذلك لمعرفة ما إذا كان Omicron أقل ضراوة بالفعل أم لا، لأنه لم يكن يصيب نفس الخلايا مثل السلالة الأولية.

وأكد أن الباحثين كانوا مهتمين بمعرفة أي جزء من الفيروس يحدد مدى خطورة المرض الذي سيصاب به الشخص، لكن التقارير الإخبارية ركزت على سطر واحد من ملخص الدراسة وانتزعته خارج السياق، حيث أشارت صحيفة ديلي ميل إلى أن الباحثين خلقوا “سلالة قاتلة من فيروس كوفيد بنسبة قتل تصل إلى 80%”، كما واصلت الصحيفة تقديم سلسلة من الادعاءات المضللة الأخرى، بما في ذلك أن الباحثين شرعوا في صنع فيروس أكثر فتكًا.

وأكد بيان جامعة بوسطن أن البحث لم يضخم سلالة فيروس كورونا ولم يجعلها أكثر خطورة. لكنه على العكس جعل تكاثر الفيروس أقل خطورة.

وأوضح أن النموذج الحيواني الذي تم استخدامه في الاختبار كان نوعًا معينًا من الفئران شديدة الحساسية، و80 إلى 100 بالمائة من هذه الفئران المصابة تستسلم للمرض الناتج عن السلالة الأصلية للفيروس، في حين تسبب لها سلالة أوميكرون مرضًا خفيفًا جدًا، وهذا هو رقم نسبة الـ 80% الذي ركزت عليه تقارير وسائل الإعلام بهدف الإثارة، مما أدى إلى تحريف نتائج الدراسة وأهدافها.

وأكد البيان أن هذا البحث يتفق مع نتائج أبحاث مماثلة أجرتها منظمات أخرى، حيث يظهر أن بروتين سبايك ليس هو الذي يحدد خطورة أوميكرون، وإنما بروتينات فيروسية أخرى، وتحديد تلك البروتينات سيؤدي إلى تشخيص أفضل واستراتيجيات أكثر فعالية في مواجهة المرض

وشدد البيان على أن البحث أجري مختبر يتمتع بأعلى إجراءات السلامة الحيوية، حيث يتعين على الباحثين الدخول إلى أماكن عملهم من خلال سلسلة من الأبواب المتشابكة، وجميع الأرضيات والجدران مغلقة، والمختبر مزود بتقنية متطورة للترشيح والتطهير. وإذا رأى الباحثون أي شيء غير مرغوب فيه أثناء الدراسة ، لكانوا أغلقوه على الفور وأبلغوا عنه.

وأضاف: “نحن نأخذ سلامتنا وأمننا في كيفية تعاملنا مع مسببات الأمراض على محمل الجد، ولا يغادر الفيروس المختبر الذي تتم دراسته فيه، وهدفنا كله هو الصحة العامة، وكانت هذه الدراسة جزءًا من ذلك، لمعرفة أي جزء من الفيروس مسؤول عن التسبب في مرض خطير. فإذا تمكنا من فهم ذلك سيمكننا حينئذٍ تطوير الأدوات التي نحتاجها لتوفير علاجات أفضل

قد يعجبك ايضا