المحامي محمد احمد الروسان يكتب: الروس وعميق العلاقات مع حزب الله وصراع المحاور … وعناوين هامّة أخرى

 

 المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 17/9/2022 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

= الأمريكي بكل صفاقة يصعّد ليفاوض وليقطف الحصاد.

= والفرنسي مأزوم وممحون وشبق لعودة العلاقات مع دمشق.

= أمريكا واسرائيل ضرورة شيطانية لبعض العرب ازاء ايران.

السياسة معادلات حسابية، وفي السياسة وعلمها لا غنى عن الرياضيات السياسية، وأجمل ما في الرياضيات أنّها لا تكذب ولا تنافق ولا تجامل العواطف والعقول، وأساس علم الرياضيات المنطقية هي البديهيات، والأخيرة هي القضايا الفكرية التي لا تحتاج الى براهين.  

في العمق ملاحظة للجميع:  التصالح مع الذات قمة الوعي، وأخطر الخيانات خيانة الذات لوعيها، واحتلال العقول أخطر من احتلال الأرض، وكلما استمع الواحد منّا لتحليلات بعض الفضائيات العربية وغير العربية، يتذكر وبشكل تلقائي كارثة ومصيبة، استراتيجيات حلولها محل الاحزاب السياسية، بفعل الكابوي الامريكي عبر أدواته في الدواخل والساحات العربية، انّهم:( أي بعض العرب)كثبان بشرية على غرار الكثبان الرملية، تتقيأ المال مثلما تتقيأ الدم والطعام، انّهم يستلبون الوعي الجمعي لنا، ويعملون على خصيه باستدخال الهزيمة في ثنايانا، انّه شبق الظهور يا رفاق، وشبق السحت من المال، حيث غدت أمريكا ومستعمرتها إسرائيل ضرورة شيطانية لبعض العرب من النظام الرسمي ولبعض العرب من شعوبهم نحو ايران. 

تعتبر موسكو أن طهران شريك حقيقي لها في العديد من الملفات، بحر قزوين ومنظمة شنغهاي للتعاون ومحاربة الإرهاب، وتبعا لذلك، إذا كانت تقبل ضرب القوات الإيرانية في سوريا فإنها حتماً لن تقبل، مع الصين، ضرب(إيران الآسيوية)بأي شكل من الأشكال.

إن الوجود العسكري الإيراني، ومعه قوة حزب الله، قد يكون أداة(إبتزاز)جيدة في يد روسيا ضمن مشاريع الغاز المستقبلية في المنطقة إلى أوروبا، خصوصاً إذا ما تم ربط ذلك مع العلاقات التي بدأت تزدهر، بعض الشيء، ما بين موسكو وأنقرة، هذا وتعمل روسيا، بحسب ما تقول، ضمن إطار القوانين والقواعد الدولية، من هنا وفي هذه المسألة بالذات، لا يمكن لها تخطي الإرادة السورية في هذا الشأن. 

دوائر صنع القرار الإسرائيلي على المستويين السياسي والأمني الأستخباري لجهة مجتمع المخابرات الصهيوني، تعمل بجهد بالأعداد المستمر كخطط بديلة مقترحة لتنفيذ مخطط جهنمي لإطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتسخين الساحة الأردنية، وأعلن الاسرائيلي صراحةً ضرورة احتفاظه بمناطق غرب نهر الأردن في اطار أي تسوية سياسية قادمة في اطار الحل الدائم، فماذا يعني ذلك يا سادة؟. 

وعبر الزومبيات المنتجة في كهوف تورا بورا، وبالتنسيق مع أشكال متقيحة من بعض أجهزة استخبارات البعض العربي في منطقة الخليج وغيرها مع كل أسف وأسى، ومجتمع المخابرات الأردني لديه تصور كامل حول ذلك، ويتابع بعمق ولديه متابعاته الخاصة وهذه نقاط قوّة، ويرفع تقاريره الى المستوى السياسي باستمرار فيبدي تحفظّاً هنا وموافقة هناك وفي بعض الأحيان رفضاً في تلك الورقة أو السلّة مشفوعاً بالأسباب وتقدير موقف عميق، في حين ثمة طرف في مؤسسة الحكم يقترب كثيراً من دول الخليج بسبب الورقة الأقتصادية مسنوداً من كارتلات اقتصادية في القطاع الخاص الأردني، وهذه حجّته في الأقتراب أو ان شئت الانبطاح بالأربع ثم “الحبو أو الزحف” –  وهي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحافظ على نظام حكم ونسق، حيث صارت الحرب على لبنان قادمة لا محالة بعد محاولة الأسرائيلي جر حزب الله الى حرب عبر حدث ما قادم، أو قيام الأسرائيلي بصورة مباشرة بالتنسيق مع الكارتلات العسكرية في الداخل الأمريكي.  

يتموضع حزب الله في الاستراتيجية الروسية المتجددة في المنطقة وبعمق كحليف لموسكو كما وصفه الرئيس فلادمير بوتين ذات يوم ولقاء، وهو – أي حزب الله، بمثابة جيش متوسط محترف مسلّح جيداً يملك عقيدة قتالية قويّة، وليس منظمة ارهابية كما يصفه الإسرائيلي دوماً، في حين أنّ البعض العربي المتساوق والمترنّح والمتماهي، مع وضعيات اللقاءات الحميمية الجنسية، مع الكيان ومن يدعمه في فراش الرذيلة، وصفه بالإرهابي لحزب الله، وحزب الله وبشكل متصاعد يساند الروسي والسوري في الجغرافيا السورية لكنس زبالة الأرهاب المدخل والمصنّع، والحزب هنا لا يشبه بالمطلق عصابة داعش أو جبهة العهرة – جبهة النصرة وغيرهما من نسل القاعدة المباشر، وهنا يأمل بعض العرب كبلدربيرغ أن يقوم حلف الناتو بضرب حزب الله بعد تمهيداتهم هنا وهناك لخلق بيئة رافضة للحزب في العالم العربي والدولي، ومحاولات مماثلة وهي تفشل في الداخل اللبناني، ساعين الى تشكيل كارتيلات احتكار للسلطة في الساحات العربية، ان الضعيفة، وان القويّة، عن طريق المال تارات، والقمع والأرهاب تارات وتارات أخرى، واخضاع السذّج من العوام لنفوذاتهم بصور غير مرئية وكأنّهم بلدربيرغ عربي يشبه البلدربيرغ الأمريكي.  

النظام الرسمي العربي ازاء حزب الله(الحزب المقاوم)الذي هزم وأخرج ثكنة المرتزقة في عام 2000 م من جنوب لبنان وعام 2006 م، نزع الأقنعة كليّاً عن وجهه المسوّد، ونزع الغشاء عن عيون بعض المراهنيين على احتمالية تصويب النظام الرسمي العربي، بعد أن صار العرب بمثابة خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى، لأعطاء الأسرائيلي غطاءً لشن حرب على حزب الله، لأخراجه من المعادلات الأقليمية والدولية، عبر تموضعه وادراكه لأهميته في مفاصل الأستراتيجية الروسية الثابتة بصعود متفاقم في المنطقة، عبر الحدث السوري وتداعياته للوصول الى عالم متعدد الأقطاب – بعد أن مهّدت قمة شنغهاي الأخيرة في سمرقند لهذا السيناريو، بفعل مفاعيل وتفاعلات المواجهة الروسية الأطلسية عبر الجغرافيا الأوكرانية، ولخلق حالة من التوازن والردع المتبادل في الشرق الأوسط. 

 تشي كل المؤشرات السياسية والأمنية(والأقتصادية لجهة ثروة الغاز على سواحل المتوسط)، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الأستطلاعي الأقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة الى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات(البلدربيرغ) الأمريكي من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس الاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة، مع ثمة تطلعات لتشكيل محور أمريكي اسرائيلي بعض العرب من دول الأعتلال العربي في مواجهة ايران، وهذا ما كشفته بعض وسائل الميديا الأمريكية المقرّبة من مجتمع المخابرات الأمريكي الحذر حتّى اللحظة، من رؤى الدولة العميقة في أمريكا.  

كلّ هذا وذاك كي يصار لأعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والأجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية في الداخل السوري.  

ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع الى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة، كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم اقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية الكيان الصهيوني.  

هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط، بحيث يعتبر وجود حزب الله واستمراره، بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية، عائق فعلي وكبير لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات محور واشنطن تل أبيب وترسيماته وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة، وحزب الله ريشة رسم واحداث وفعل، لمقاومة تنمو وتنمو شئنا أم أبينا، هكذا تتحدث لغة الميدان لا لغة المكاتب، فلغة الميدان تضع تنميطات وترسيمات خلاّقة، ولمسات فنيّه احترافية مهنية، نقيضة لترسيمات محور الشر والشيطان، على خارطة جديدة للشرق الساخن وقلبه سورية لا تروق لأحد في العالم. 

لذلك نجد أنّ أطراف تفعيل مفاعيل الصراع الدائر حول ملف حزب الله اللبناني وارتباطاته الشاملة، ان لجهة القناة السورية وتعقيداتها ودخوله العسكري عليها كونه دخل ليبقى وذهب الى الجولان المحتل كي يبقى لبنان أيضاً، وان لجهة القناة الأيرانية وحيوية الملاحة فيها متعانقاً مع اتفاق ايران النووي، حيث الصراع على الأولى(سورية)وفيها كلبنة رئيسية، لأضعاف الثانية(ايران)المستهدفه بالأصل، وللوصول الى تسويات سياسية شاملة معها ليصار الى تفجيرها من الداخل، عبر مفاصلها وعبر ثغور الدفرسوار الإرهابية، وحيث ثغور الدفرسوار الأعرابية لتفجير الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الداخل.  

فلم تعد أطراف تفعيل الصراع حول حزب الله، أطراف لبنانية محلية أو اقليمية عربية، من معسكر المتخاذلين والمرتهنين العرب، بقدر ما أصبحت بفعل عوامل عديدة، أطراف دولية عابرة للقارات والحدود، تسعى الى تفعيل مفاعيل الصراع الشامل حوله، حيث الطرف الأميركي المحرّك لجهة التصعيد أحياناً ليفاوض أو لجهة التهدئة ليجني ويقطف على ما فاوض عليه الأطراف الأقليمية والدولية، والفرنسي المأزوم والممحون لجهة عودة العلاقات مع دمشق على الأقل بمستواها الأمني كما أشار بيف بونيه رئيس الأستخبارات الفرنسية الخارجية الأسبق، والطرف البريطاني المستشار الموثوق للأمريكي وكابح جماح الأخير، بجانب الطرف العبري الصهيوني المتقيّح، مع تراجع الأخير الى طرف فرعي ثانوي، لصالح الأطراف الثلاثة السابقة ولصالح بعض الأطراف العربية وخاصة الطرف السعودي. 

بالمفصل والنتيجة: خصوم حزب الله يعملون على خلق وتخليق الكمائن السياسية في الداخل اللبناني، لاستدراج الحزب وحاضنته الأفقية، الى فتنة طائفية ومواجهة داخلية، تؤسس لحرب أهلية لبنانية جديدة، لغايات الشطب واعادة البناء من جديد، وفقاً لهندرة استراتيجية شاملة للبنان، وصولاً الى الهدف المتمثل في سحب سلاح حزب الله، كون الأخير يقف عائق وحجر عثرة متفاقم أمام المشروع الأمريكي الاسرائيلي البعض العربي الجديد، لاعادة ترتيب وهندسة للمنطقة، بعد الحدث الأوكراني في شرق أوروبا والمسألة التايوانية في شرق أسيا، وقبلهما الحدث الأفغاني المفتوح على كلّ شيء، في شبه القارة الهنديّة، والذي تم هندسته بجعل طالبان لغم متفجّر عسكري، لينفجر في وجه الجميع، لغايات استنزاف دول الجوار واشغالها، لكسب أمريكا مزيد من الوقت، لترقيع شقوق قلعتها الفولاذية(مملكات القلق العربي على الخليج هي من تتولى مهمة الترقيع عبر محافظ وسلال المال).

الطرف الخارجي في الحدث اللبناني بعد فشله في خلق وتخليق فتنة سنية شيعية، يحاول الأن جاهداً، لخلق وتخليق فتنة اسلامية مسيحية، ومن يعتقد أنّ القوى الغربية وجلّ الساحات والمساحات الأوروبية، معنية بالاستقرار في لبنان، هو واهم و واهم لدرجة الثمالة، حيث الأنجلوسكسون يعودون الى اشعال الفتن تلو الفتن لغايات حروب صغيرة هنا وهناك، لاستنزاف الجميع بالجميع واشغالهم ببعض، ولكسب اسرائيل الوقت الكافي أيضاً – انّها استراتيجية الثعلب كيسنجر، تعمل على تنفيذها وتطبيقها عميق كارتلات الحكم في أمريكا، عبر ادارة اليسار الديمقراطي الأمريكي – جو بايدن. 

الهم والهدف الأمريكي في استراتيجيات … لا أقول الخروج التام من المنطقة، بقدر ما هو في التموضع واعادة الانتشار، هو لترتيب وضع حلفاء واشنطن دي سي في المنطقة(أمريكا لا تنسحب وانما تتموضع وتعيد انتشارها – أفغانستان نموذج حي).  

والسعودي حسم أمره في الرهان الكامل على حزب القوّات اللبنانية وزعيمه سمير جعجع – كوهين لبنان الجديد، وحزب القوّات يلبي مطلب منظومة الانجلوسكسون، عبر السعودي والاماراتي والاسرائيل لقاء حفنة أموال، وحزب القوّات حزب عميل يعمل لصالح أجندات ودول خارجية، وكان المنفذ الأمين لحلقة مجزرة الطيّونة، وهي من حلقات تديرها السفارة الأمريكية في بيروت ومحطة مخابراتها بالتنسيق مع الأدوات الداخلية من منظمات الأنجزة وغيرها، وتمولها دولتان عربيتان.  

لبنان ساحة تعمل فيها وبها كل أجهزة المخابرات الدولية، كونها ساحة صراع متجدد، تماثلها الساحة الأردنية والتي تعمل بها، حتّى مخابرات توم وجيري، ومخابرات جحا وباركينا فاسو، كون الأخيرة ساحة صراع عميق ازاء العراق وفلسطين وسورية، كونها جغرافيا خطرة كالفرس الأصيل، لا يركبها الاّ الفارس الهمام، جغرافية الأردن ديكتاتورية في خلقها وتخليقها من الله، فهي فرس أصيل بعيون محجّلة، فكل من حاول ركوبها أسقطته ورفسته بحوافرها الديمغرافية.  

حزب الله، لن ينجر الى المواجهة الداخلية اللبنانية، لأن أولويته هي مع الصراع الاقليمي والكيان الصهيوني، وبالتالي قررت قوى المقاومة مواجهة الفتن، وعدم الانجرار الى حرب أهلية، كون شيفرة الاستراتيجية الأمريكية الجديدة بعد الحدثين في شرق أوروبا – المسألة الأوكرانية، بجانب المسألة التايوانية، وفي شبه القارة الهندية أفغانستان، واعادة التموضع في عروق الجغرافيا المتقيحة هناك، مكشوفة لمحور المقاومة وحلفائه، وهي تتمثل في اثارة الفتن داخل الدول، ورسم وترسيم حروب أهلية من أفغانستان الى لبنان، وكوهين لبنان – جعجع وحزبه غب الطلب، حيث القوّات تأخذ اليوم مكان الكتائب في الحرب الأهلية اللبنانية في 19 نيسان عام 1975 م.  

حزب الله مستهدف كونه تحول الى قوّة اقليمية أكبر من مساحة لبنان وقدرات لبنان، ويملك جيش متوسط محترف وأذرع ناعمة حتّى في القارة السوداء، وفي دول أمريكا الجنوبية، وينسّق مع روسيّا والصين، ويتحرك بصمت، وفعله وتأثيره كبير، طبعاً بجانب أنّه حزب مقاوم للكيان، استطاع هزيمته واخراجه من الجنوب اللبناني، وحقق توازن الردع حتّى في حرب الظلال والسفن، فأحظر البوراج الغازيّة والنفطية من ايران الى لبنان، وجعل أمريكا تكسر قانون قيصر الذي وضعته، لقد أذلّ حزب الله واشنطن ومستعمرتها اسرائيل.  

أمريكا من جهة أخرى، تريد خلق واقع جديد لفرضه في المفاوضات مع ايران كورقة ضغط، وتوجه واشنطن نحو التهدئة، لا يعني بالمطلق أنّها، توقفت عن العبث في الساحات عبر فتن فحروب صغيرة هنا وهناك، لتقوية أوراقها مع ايران وفي اليمن وفي سورية قلب الشرق.  

لو غيّمت في عمّان، وأمطرت في بيروت، ستقول مملكات القلق العربي على الخليج، أنّ السبب هو حزب الله وايران، والعمامات البيضاء والسوداء، وعلى هؤلاء أن يعلموا: أنّه ما من طرف دعمته أمريكا في الشرق الاوسط والعالم، الاّ وانهزم وانكسر وصار كزجاجات الجعّة الفارغة، تلقى على أطراف الطرقات. 

 فبعض الأطراف الصغيرة في لبنان – كحزب القوّات، توهم الأطراف الاقليمية والدولية، انّها قادرة على لعب أدوار كبيرة في لبنان، هناك انسداد أفق سياسي والنظام السياسي مأزوم، والمشكل في ذلك: هو اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، والذي استنفذ أغراضه وبقائه، وتجاوزه الزمن وحركة الحياة، وكان سبب تراجع الدور السياسي للمارونية المسيحية، ولا أتفق مع الرأي الذي يقول: أنّ المشكل في لبنان ليس في اتفاق الطائف، وانما في التطبيق الاستنسابي لمكونات الاتفاق.  

وهنا لا بدّ من الاشارة أنّه بعد مجزرة الطيّونة ما غيرها، فانّ التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني عون، لا يرى حرجاً بالخروج من التفاهمات مع حزب الله، لبحث خيارات تتعلق بالرئاسة اللبنانية مستقبلاً، وبالتالي لا بد من الغاء الطائفية السياسية وجعل لبنان دائرة انتخابية واحدة، فمشكلة لبنان وكل ساحة ومساحة عربية هي: القطرية اللعينة.  

فمن كمين الطيّونة في لبنان، الى كمين العراق الانتخابي، وتزوير الانتخابات الأخيرة بفعل ورؤية أمريكية من خلال الكاظمي وحلفائه في جهاز المخابرات العراقي، بالتنسيق التام والربط الالكتروني مع محطة المخابرات الأمريكية في السفارة في بغداد، وهي أكبر سفارة أمريكية في الشرق الأوسط، مع تقديم السفير الأمريكي نسب تصويتية للكاظمي، للكتل المترشحة، مع تكتيكات الاعلان الجزئي لنتائج الانتخابات، قاد كل ذلك الى التزوير الفاضح والواضح، واستهداف للحشد الشعبي وتهميشه والمقاومة في العراق وتهميشها. 

من كمين بيروت، الى اعتداء في تدمر، وحركة مسارات الطائرات الاسرائيلية، الى تزوير الانتخابات في العراق ليس صدفة بالمطلق، وما ضرب مطارات حلب ودمشق وممكن تدمر لاحقاً في سورية، الاّ لقطع خطوط المقاومة من ايران الى العراق فسورية فلبنان، وبقاء قاعدة التنف الأمريكية في التنف السوري، كمسمار جحا مشكل حقيقي، يجب خلعه مع طعجه وطعجه.  

واشنطن دي سي تقرع طبول حربها من جديد بحلل الكترونية، في استهدافات لما تسميه التحركات العدوانية الروسية الصينية الايرانية، وتعلن استراتيجية جديدة لغايات السيطرة على الممرات الدولية البحرية الرئيسية وتحت عنوان: حرب المضائق والممرات البحرية، وتفعّل وحدة سيلز التي يتمركز بها وحدات حروب سيبرانية متطورة للغاية، كل ذلك بعد الاتهامات الامريكية لموسكو وبكين وايران، بالوقوف خلف الاختراقات السيبرانية الأخيرة، واستهدافات وكالات حكومية أمريكية، وأهدافاً أخرى في العالم، حيث المتغيرات في خارطة الطاقة، بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، تزيد الضغوط على طرق ومسارات الملاحة البحرية الدولية باتجاه شرق أسيا، بحيث يعد مضيق ملقا أول نقطة اشتباك وتنافس استراتيجي بين الصين وأمريكا. 

المعطيات والوقائع الجارية تتحدث بعمق، ومع بدء الحروب البيولوجية الناعمة الصامتة ورأس جبلها بفيروس(كورونا ويتمدد)والمخفي أعظم في مختبرات خاصة في استراليا وبلغاريا وفي وادي السيلكون في أمريكا بصورة مخفيه، على جلّ طول خطوط العلاقات الصينية الامريكية ومع الروس والإنجليز، وبالرغم من الانسحاب الأحادي الأمريكي من الاتفاق النووي مع ايران، والتمسك الأيراني بالاتفاق فعزل أمريكا وما زالت العزلة، بالرغم من هيستريا النجاح الوهم لتسييله وصرفه في الداخل الامريكي، لغايات العلاقات مع السلفية الافنجيلية الامريكية – المسيحية المتصهينة، وهوس إدارة جو بايدن  في تعميقها بنجاح، لمملكات القلق العربي على الخليج، لتطوير مثل هكذا اتفاقات مع الكيان الصهيوني وتطبيعها. 

ثم التحلل الايراني عبر خمس خطوات من التزاماته النووية، والعودة الى التخصيب دون الخروج من الاتفاق حتّى اللحظة، وتعهد الأوروبيون بعد الخروج الامريكي الاحادي، بتعويض ايران لخسائرها الاقتصادية، ثم تفعيلهم لألية فض النزاع النووي في الاتفاق مع ايران بناء على طلب أمريكا، ثم تخليهم عن الاتفاق بطريقة وقحة سريالية، تظهر عمق نفاقهم وصهينتهم الذاتية المصلحية، اتجاه الشعوب الاخرى في المنطقة، حيث التداعيات والعقابيل المتوقعة كاحتمالات لكل هذه الفسيفسائية الفوضوية، على مجمل العلاقات الدولية في المنطقة والعالم، وعلى طول خطوط العلاقات الروسية الأمريكية الغربية. 

انّ حالات من الكباش السياسي والعسكري والاقتصادي والدبلوماسي والأمني الاستراتيجي تتعمّق بشكل عرضي ورأسي، وتضارب المصالح والصراعات على أوروبا والحدائق الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفها – دول أمريكا اللاتينية وعلى رأسها فنزويلا، ومثيلتها الحدائق الخلفية للفدرالية الروسية وحلفها وعلى قلب الشرق بلاد الشام، سورية المتآمر عليها، الاردن المراد توسعته ديمغرافيا وجغرافياً، وربما عبر الحاق الضفة الغربية المحتلة به من جديد، تحت عناوين جاري العمل على تصنيعها، لشطب امكانية قيام أي دولة فلسطينية لاحقاً، مع هندرة لطبقة الكريما السياسية في الاردن، بعناوين انتخابية برلمانية لمزيد من الخلط والبلط، وجعله بديلاّ بنظام بديل ورأس جديد. 

ولبنان المراد تفكيكه، واعادة تركيبه لتفكيك المقاومة ونزع سلاحها، فلسطين المحتلة وجعلها دولة يهودية نقية، كل ذلك من أجل ادامة الصراع في المنطقة وادارته الى حد ما فيها خدمة لمصالح اليانكيز الامريكي، عبر تمكينات هنا وهناك لنموذج دولة البانكرز، كدولة عميقة في مختلف الساحات والحارات، ومنها ساحتنا الاردنية – فقد صارت دولة البانكرز الاردنية هي المسيطرة على مفاصل الدولة، والدولة العميقة التقليدية تعمل لديها(أي لدى دولة البانكرز).  

أعتقد وحسب المعطيات الدولية، أن تتدهور العلاقات بين روسيا والصين وايران من جانب، والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جانب آخر، استناداً إلى تدفقات الأخبار والمعلومات التي تكشف كل يوم الدور المتعاظم والمتزايد الذي تقوم به موسكو والصين وايران، في مواجهة تحديات النفوذ والهيمنة الأمريكية – ها هو يتعمق تدهور العلاقات في عهد الناطق الرسمي الجديد جو بايدن، لعميق الدولة الامريكية التي تعيش حالات من مخاضات غير مكتملة في مفاصلها. 

بالمناسبة: جو بايدن، والد بو المتوفي ووالد هنتر الذي يملك مشاريع استراتيجية، في الشرق الاوكراني والوسط الأوكراني، علاقاته سيصار الى توظيفها من قبل الدولة العميقة في أمريكا مع كييف لاحقاً، لغايات تعميق العبث من جديد على طول خطوط العلاقات الاوكرانية الروسية. 

عنوان قناتي على اليوتيوب البث عبرها أسبوعيا:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

 

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111   

خلوي: 0795615721

 سما الروسان في 18 – 9 – 2022 م.

 

قد يعجبك ايضا