الذكرى الـ50 لاستشهاد الأديب والمناضل الفلسطيني غسّان كنفاني

الأردن العربي – الأربعاء 27/7/2022 م …

  • غولدا مائير:”بمقتل غسان تخلصنا من لواءٍ فكريٍّ مسلحٍ كان يشكّل خطرًا على إسرائيل أكثر من ألف فدائيٍّ مسلحٍ …



  • الراحل د. حبش:”قلم غسّان كان بندقيةً وكلمته كانت رصاصةً” …

أحيت التنظيمات والهيئات والفعاليّات الفلسطينيّة في الوطن وخارجه الذكرى الـ50 لاستشهاد الكاتب والمُبدع الفلسطينيّ، الشهيد غسّان كنفاني، الذي اغتاله جهاز (الموساد) الإسرائيليّ في لبنان، مع ابنة أخته لميس في تموز (يوليو) من العام 1972، وهو الاغتيال الذي قابلته الصحافة العربيّة حينها بمنحه صدر صفحاتها الأولى، وقابله المناصرون للقضية الفلسطينيّة بالدعوة للثأر والانتقام، وتعاملت معه فصائل المقاومة بالوعيد، الاغتيال كان انتصارًا بعيون رئيسة الوزراء الإسرائيليّة حينها، غولدا مائير، التي قالت تعقيبًا على الاغتيال:”بمقتل غسان تخلصنا من لواءٍ فكريٍّ مسلحٍ، فغسان كان يشكّل خطرًا على إسرائيل أكثر من ألف فدائي مسلح”، على حدّ تعبيره.

أمّا الأمين العّام السابِق للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، الراحل الكبير د. جورج حبش فقد قال في عام 1986 في ذكرى استشهاد كنفاني: “إنّه لأمر كبير الدلالة أيضًا أنْ يكون غسان كنفاني من أوائل المبدعين الفلسطينيين، الذين لجأت الصهيونية إلى إسكاتهم بالقتل، مع أنّ أسلحتهم كانت القلم والكلمة، وذلك لأنّ قلم غسان كان بندقية، ولأنّ كلمته كانت رصاصة، قتلته الصهيونية وسعت للتخلص من تراثه الإبداعي العميق”، د. حبش تابع قائلاً: “غسان موهبة فريدة متعددة الاتجاهات وطاقة هائلة لا تستنفدها اهتماماته الكثيرة، التي وإنْ كانت تتناقض في متطلباتها، إلّا أنّها تتكامل في توجهها نحو مصب واحد هو فلسطين، التي ظلّت هاجس غسان والتزامه، والتي لأجلها أبدع كأديب وقاتلَ كمناضلٍ سياسيٍّ إلى أنْ وضع الإرهاب الصهيوني حدًا لحياته الحافلة بالعطاء، وبكل ما هو جميل ورائع”، بحسب حكيم الثورة وضميرها حبش.

من ناحيته، وغُداة استشهاد غسّان كنفاني، نشر الشاعر الفلسطينيّ الكبير، الراحل محمود  درويش جاء فيه ما يلي: “طوبى للجسد الذي يتناثر مدنا، وطوبى للقلب الذي لا توقفه رصاصة، لا تكفيه رصاصة! نسفوكَ، كما ينسفونَ جبهةً، وقاعدةً، وجبلاً، وعاصمة، وحاربوكَ، كما يحاربون جيشا… لأنّك رمز، وحضارة جرحٍ”… ولماذا أنت؟… لماذا أنت؟… لأنَّ الوطن فيكَ حقيقي وشفاف، وابتكار لأنهار منحوتة مياه”، على حدّ تعبير درويش.

إلى ذلك، أحيت اللجنة الوطنية لإحياء الذكرى الخمسين لاستشهاد الأديب المناضل غسان كنفاني ووزارة الثقافة، مساء الأحد، ذكراه الـ50 في القصر الثقافي بمدينة رام الله، بمشاركة رسمية من فلسطينية، وأعضاء منظمة التحرير، وحشد من ممثلي الفعاليات الوطنية والمجتمعية والأدبية.

وقال رئيس وزراء السلطة محمد اشتية، في كلمة له خلال فعاليات إحياء الذكرى إنّ “رؤية غسان الثورية لم تغرق في الأيديولوجية وظل بعيدًا عن الشعاراتية منحازًا للوحدة الوطنية” لافتًا إلى أنّ “أدبه وفنه كانا بمثابة سلاح الوعي الذي يشحذ به الهمم بعد النكبة، وكانت صرخته المدوية لماذا لم يطرقوا جدران الخزان بمثابة جرس الإنذار للبقاء في كامل اليقظة وعدم الاستسلام للواقع ورفض الموت بصمت”.

وأضاف: “روايات غسان من عائد إلى حيفا، وما تبقى لكم، وأرض البرتقال الحزين، وأم سعد، ورجال في الشمس، شكلت وعيًا لنا وللأجيال التي عاشت مرحلة المد الثوري، ووثقت رحلة التشتت والشتات بعد نكبة فلسطين”، وفق أقوال اشتية.

بدوره، لفت وزير ثقافة السلطة عاطف أبو سيف إلى أن الذكرى الـ 50 لاستشهاد الأديب غسان كنفاني تتزامن مع إطلاق ملتقى الرواية العربية في فلسطين بدورته الخامسة كجزء مركزي من عمل اللجنة، الذي أقرته الحكومة قبل خمس سنوات في ذكرى استشهاد كنفاني، لافتًا إلى أنّ الحكومة تعمل على استعادة الموروث الثقافي كإعادة طباعة 50 كتابًا طبعت قبل النكبة، إضافة لتطوير المحتوى الرقمي وأرشفة الثقافة الوطنية الفلسطينية قبل النكبة وبعدها.

قد يعجبك ايضا