تناحر بشاغا والدبيبة يؤجج التوتر بين الجماعات المسلحة في طرابلس / نداء حرب

 نداء حرب – الإثنين 27/6/2022 م …




على الرغم من إعلان جميع الأطراف السياسية في ليبيا، أنها لا تريد ولا تتوقع جولة جديدة من القتال، فإن زيادة التوتر في الآونة الأخيرة بين الفصائل المسلحة غرب البلاد ينذر بالتصعيد، بسبب انقسامها بين مؤيد ومعارض للحكومة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وانشغالها بحل الخلافات فيما بينها والتصارع على مناطق النفوذ.
وأظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع فصيلاً معارضاً للحكومة في طرابلس يتحرك صوب المدينة من قاعدته في بلدة الزنتان الجبلية بقافلة كبيرة من المركبات العسكرية.
كما اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة مؤخرًأ في حديقة سوق الثلاثاء بالقرب من وسط طرابلس التاريخي، عندما كانت العائلات تستمتع بنسيم البحر البارد في ليلة عطلة نهاية الأسبوع بعد يوم صيفي حار.
هذان المشهدان المتناقضان أثارا المخاوف والشكوك بشأن المستقبل السياسي والأمني في ليبيا، الذي يقع بين سلطة منتهية الصلاحية تدعم وتمول هذه الميليشيات، وسلطة جديدة تحاول اجتذاب من تبقى لصفها لدعم موقفها عسكريًا في العاصمة، وبين ميليشيات مسلّحة غير منضبطة تتحكم في الأرض وتتحرّك وفقا للمصالح والولاءات.
والجدير بالذكر أن التبادل المفاجئ لإطلاق النار بين الفصائل المسلحة في العاصمة الليبية هذا الشهر قدم دليلا حياً في شأن كيف يمكن أن يؤدي الجمود السياسي إلى اندلاع قتال بين الجماعات المتناحرة وإنهاء عامين من السلام النسبي.
حيث يخضع جزء كبير من ليبيا منذ سنوات لهيمنة قوات مسلحة تسيطر على الأرض وتتنافس على المناصب، بينما تعمل رسمياً كعناصر أمن مدفوعة الأجر تابعة للدولة.
وبينما يستمر التناحر السياسي بين رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس حكومة الإستقرار المكلف من قبل البرلمان، فتحي باشاغا، فإن هذه الإشتباكات المسلحة ستستمر بالتزايد، وسوف يستمر معها التوتر بين هذه الفصائل المسلحة إلى أن يتفجر الوضع بشكل كامل في طرابلس إلى حرب مفتوحة لتنحية الدبيبة عن منصبه أو منع باشاغا من استلام منصبه.
ويمكن لأي اشتباكات طويلة بين الفصائل المختلفة في طرابلس أن تتحول إلى صراع أوسع يجتذب قوات من جميع أنحاء ليبيا في مرحلة جديدة من الحرب الأهلية يكون المدنيون أكثر المتضررين منها.
وطريقة تعامل كل من باشاغا والدبيبة مع الوضع غير مبشر، خصوصًا مع ازدياد التصريحات السياسية التحريضية والغير عقلانية من قبلهم، فبعد أن أصدرت لجنة الدول الخمس (بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة) لبيان حثّت فيه على جعم عمل الحكومة المؤقتة للوصول والتمهيد للانتخابات الرئاسية المقبلة، خرج الدبيبة بتصريحات أعرب فيها عن “ارتياحه” للبيان، ناسبًا إياه لنفسه، وبنفس الوقت خرج باشاغا بتصريحات مشابهة واصفًا نفسه بالحكومة المؤقتة التي ستصل بالبلاد للانتخابات.
ولكم أن تتخيلوا بأن هذين الشخصين يتحكمان بالجماعات المسلحة المتناحرة في العاصمة طرابلس وغيرها من مناطق البلاد.

قد يعجبك ايضا