الأمن المجتمعى / جمال المتولى جمعة

المحامي جمال المتولى جمعة* ( مصر ) – الأحد 9/1/2022 م …




*مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا ...

هناك ظواهر غريبة باتت تدق ناقوس الخطر فى مجتمعاتنا كظاهرة  العنف الأخذة فى التنامى والإزدياد وخاصة فى أوساط الشباب  فأصبحت السلوكيات العنيفة الوسيلة الآكثر تداولا فى كل القضايا الخلافية الصغيرة منها والكبيرة..وهذا الارتفاع فى منسوب العنف يشكل أفة بالغة الضرر والخطورة لتطورنا كمجتمع حضارى  يحترم التعددية فى الاراء والمواقف ويربى ابناءه على الاتتماء الوطنى والموروث الحضارى والانسانى  .

جاء الاسلام بأفضل نظام احتماعى واقتصادى وسياسى لاستقرار المجتمع وحمايته وأول عامل لاستقرار المجتمع هو مبدأ الثواب والعقاب حيث يسود المجتمع  ألأمن والاستقرار والطمأنينه  مما يشجع على التعاون بين أفراده اقنصاديا واجتماعيا ينتج عنه تكافلا اجتماعيا وبث روح الأخوة والمواطنة والتسامح ورفع مستوى العلم والتواصى بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر فى ظل دولة تهتم وترعى المواطن تحت قضاء عادل ينعم فيه المواطن بالأمن والاستقرار وبتحقيق التوازن فى العمل وفى العدالة الاجتماعية بين افراد المجتمع وطبقاته  والحد من ارتكاب الجريمة.

وهذا يحتاج  الى متابعة حثيثة من قبل الجهات الامنية  لمثل هذه الظواهر فأمن الدولة عملية تكاملية تشاركية بين جميع ابنائها . حيث لا يمكن لأى منهم ان يوفر الأمن لنفسه وأسرته بمعزل عن أمن المجتمع  فهناك حماية الحدود وحماية الدولة من الاعداء وحماية الأمن الداخلى وحماية المال والعرض وحماية المرافق العامة . كما ان هناك لون من ألوان الحماية لا تقل اهمية  عن كل ماذكر وهو الحماية الاجتماعية  التى تقوم على التكافل والتراحم لقد حث ديننا الحنيف على هذا الجانب  الانسانى ففرض الزكاة و حث على الصدقات حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه “وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله فى الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة , والله فى عون العبد ماكاهن العبد فى عون أخيه”

من هذا المنطلق فإنى اقدم مجموعة من الخطوات لحل هذه الازمة تتضمن التالى :-

1 – الاسرة  عليها عامل اساسى فى تنشئة الصغار وتوجيهيهم  الى القيم والمبادىء الاخلاقية السامية .

2 –  تفعيل المؤسسات الاجتماعية  فى بناء الجيل واعداد النشىء بالتربية السليمة وتحصينة بالثقافة الاسلامية التى تعزز فى نفسه مبادىء وقيم الاحترام وحسن التعامل والفضائل الأخلاقية .

3 – تفعيل دور الازهر والاوقاف من خلال العمل على وضع خطط ممنهجة وفق السيرة النبوية وتعاليم الاسلام  الصحيح .

4 – يجب على رجال الاعمال والاثرياء ان ينهضوا بدورهم الاجتماعى  ليس فقط باعتباره واجبا وطنيا ولكن لأن الأمن الاجتماعى  يشكل بيئة استثمارية واقتصادية ضرورية للاعمال والمصالح .

5 – دور الاعلام ان يقوم بالتوعية ونشر الثقافة والتحذير من الانحرافات الفكرية المتطرفة وجذب الشباب الى التوسط والاعتدال بالاستقلال  فى التفكير والدعوة الى مضاعفة الجهد لدفع عملية التنمية .

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا