الوطن وأهميته / د.عادل عامر

د.عادل عامر  ( مصر ) – الإثنين 6/12/2021 م …




أهمية الوطن للإنسان  :- للوطن أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو رمز هويته وتاريخه وفخره وكرامته فالوطن هو ذلك المكان الذي يوجد فيه حقوقه مثل حقه في الانتخاب وحق في الامتلاك وحقه في العيش الكريم وحقه في ممارسة شعائره الدينية وحقه في عاداته وموروثاته من أجداده بل وحقه في الاستقرار والأمن من خلال وجود حكومة أو سلطات تكون مهتمة به وبتوفير كل ما يحتاجه للحياة من غذاء وأمن وعلاج وغيرها من الاحتياجات الإنسانية المختلفة .  

فالوطن هو ذلك الحنين الغريزي والفطري الموجود دخله دون إرادة أو اختيار منه وهو حبه وتعلقه ببقعة معينة دون غيرها حتى وأن عاش في مكان أو بقعة أخرى غير موطنه الأم ، حيث أنه لا يستطيع أن يوقف شعور الحب داخله لموطنه ومسقط رأسه الأساسي طوال حياته .  

الوطن هو مكان اجتماعي سياسي جغرافي، يولد من هذه الأنماط من الشعور، فإذا كان الإنسان ليس لديه شيء من هذه الأنماط السياسية والجغرافية الاجتماعية من الشعور، فلا يعد هذا المكان وطنًا، ويعرّف الوطن أيضًا بأنه مجموعة من الأفراد يجمعهم الولاء لدولة محددة، ويشتركون بلغة واحدة وجنسية واحدة ويعرفون باسم المواطنين. والوطن ليس مجرد هواء أو ماء أو تراب أو جلسة أو مظاهر حياتية أو عادة معينة أو طبيعة خلابة وجو معتدل، إنما هو شيء عميق جدًا، ولو كان التعلق بالوطن ظاهري، لكان ذلك التعلق بالمظاهر الحسية فقط كالمظاهر التي ذكرناها، وهذا التعلق لا يصمد مقابل التفكير الناقد لنا، ويختلف تعريف الوطن من إنسان لآخر، ونجد اختلاف أيضًا في الشعور المترتب على هذا المفهوم من شخص لآخر؛ لأن الإنسان عادة يتفاعل مع البيئة المحيطة به، ونجد أن الوطن لا يتمثل في بعض الظواهر مثل تشجيع فريق كروي أو تحية العلم  

أحبّ الأشياء إلى النفس وأقربها إلى الفؤاد هي الأوطان؛ فالوطن لمعظم الناس هو مسقط الرأس وَمرتع الطفولة والصبا والشباب ودفء الكهولة واجتماع الأخلاء والأحباب وقد قال الشاعر أبو تمَّام قديماً: وكم من منزلٍ في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل  

وعلى الرغم من أن بلادنا (حماها الله وحرسها) تمر منذ فترةٍ ليست بالقصيرة بظروف استوجبتها العديد من العوامل الـمختلفة سياسياً وأمنياً؛ الأمر الذي ترتب عليه أن تكون في حالة حربٍ مع جماعةٍ مُسلحةٍ إرهابيةٍ، وشرذمةٍ طاغيةٍ باغيةٍ نقضت العهود والـمواثيق، واعتدت على الأبرياء والآمنين، وخرّبت الممتلكات و عاثت في الأرض فساداً  

حتى أصبح خطرها مُهدداً لحدود بلادنا وأمننا واستقرارنا؛ إلاّ أنها بفضلٍ من الله تعالى ومنَّته، ثم بحكمة القيادة، وإيمان الشعب وثقتِه – تنعم بالكثير والكثير من النِعم التي جعلتنا في شرق البلاد وغربها، وشمالها وجنوبها نعيشُ (ولله الحمد) حياتَنا اليومية المُعتادة المألوفة، ونسعد في كل شبرٍ من بلادنا بالأمن والإيمان، والرخاء والنماء، والهدوء والطُّمأنينة، فالناس في كل شبرٍ من بلادنا يغدون ويروحون ويُمارسون مناشطهم اليومية وظيفيةً كانت أو تجاريةً أو اجتماعيةً أو تعليميةً أو ترفيهيةً أو اقتصاديةً دونما خوفٍ أو وجلٍ أو رُعبٍ أو قلق. وما ذلك كله إلاّ بفضل الله تعالى، وعظيم كرمه، وجميل حفظه وأمنه وأمانه، ثم بفضل تمسُكنا جميعاً بإيماننا بالله سبحانه، والتوكُّل عليه أولاً، إضافةً إلى ما نقوم به في بلادنا الغالية من صور الولاء والطاعة والثقة في قيادتنا الحكيمة، والالتِفافُ حولها وتأييدُها. من هنا، فإن من الواجب علينا جميعاً أن نتواصى بتقوى الله تعالى، وأن نتمسك بولائنا لوطننا الغالي، وأن نبذل ما في وسعنا لحمايته والحفاظ عليه، والتضحية بالغالي والنفيس من أجله، وأن نقف في وجه كل محاولةٍ للإخلال بأمنه، أو الإضرار بمكتسباته، أو العبث بمنشآته، أو تفريق شمله، أو الإضرار بوحدته الوطنية، أو التشكيك في إخلاص أبنائه ورجاله الـمخلصين وسلامة نياتهم.  

يمكننا أن نقول أن هذا الواجب مسؤولية أخلاقية وقانونية للشخص الذي يجب أن يضطلع به تجاه البلد، إنها مهمة أو إجراء يلزم القيام به من قبل كل مواطن في البلد، أداء الواجبات تجاه الأمة هو احترام المواطن تجاه أمته، ويجب على الجميع اتباع جميع القواعد واللوائح وكذلك أن يكون مهذبا ومخلصا للمسؤوليات تجاه الأمة، وهناك واجبات مختلفة للشخص تجاه الأمة مثل النمو الاقتصادي والتنمية والنظافة والحكم الرشيد والتعليم الجيد وإزالة الفقر وإزالة جميع القضايا الاجتماعية وتحقيق المساواة بين الجنسين، واحترام الجميع والذهاب للتصويت ورفض عمل الأطفال من ضمن حقوق الطفل المشروعة .  

وواجب الفرد تجاه البلد هو وجود التزامات أخلاقية وأداء جميع المسؤوليات الفردية أو الجماعية، وهو أمر يجب أن يفهم من قبل كل مواطن في البلاد، لذا يجب على الجميع مساعدة الأشخاص المتخلفين على النمو، وإزالة القضايا الاجتماعية، والفساد، والسياسة السيئة، إلخ، ومن الأمثلة الجيدة للغاية على الواجب المخلص وغير الأناني تجاه البلد، واجب الجنود على الحدود، الذين يقفون هناك على مدار 24 ساعة لحمايتنا وبلدنا من الأعداء، ويؤدون واجبهم بانتظام حتى أنهم يواجهون مشاكل كبيرة مختلفة، إنهم بعيدون عن أحبائهم ولا يحصلون على الراحة والحياة الفاخرة، ومع ذلك فإننا غير قادرين على أداء حتى مسؤولياتنا الصغيرة مثل النظافة والقواعد الأساسية .  

وطنك يحتاج إلى مزيد من الجهود من مواطنيه للحفاظ عليه نظيف وخالي من الفساد، وخالي من القضايا الاجتماعية والجرائم ضد المرأة والفقر والتلوث والاحتباس الحراري، وما إلى ذلك لمزيد من التنمية، ويحتاج الناس إلى فهم واجباتهم تجاه البلد بدلا من الصراخ واللوم على الحكومة، كل شخص مسؤول بشكل فردي عن النمو والتطور في البلاد، ويجب ألا ينسى الناس أبدا اقتباسا شهيرا قاله لاو تزو : ” رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة “، ويجب أن يكون الجميع على دراية بواجباتهم الأساسية، وأن يكون كلا منهم مواطن صالح ومسؤول في البلد، ويجب على كل فرد أداء واجباته على النحو التالي  

1- يجب أن يطيع الناس كل القواعد والقوانين التي تصدرها الحكومة، ويجب عليهم احترام السلطة وعدم خرق القواعد وكذلك تحفيز الآخرين على فعل الشيء نفسه .  

2- يجب ألا يتحملوا أي جريمة ضدهم ويجب أن يرفعوا صوتهم ضد الفساد، ويجب عليهم أداء الواجبات المدنية والاجتماعية دون التأثير سلبا على المجتمع .  

3- يجب عليهم تقديم حلول للمحتاجين، والتصويت بذكاء ودفع جميع الضرائب في الوقت المناسب .    4- يجب أن يشارك الجميع في حملة النظافة للحفاظ على البيئة المحيطة، ويجب أن يعلموا الأطفال استخدام سلة المهملات لرمي أشياء عديمة الفائدة والعناية بالممتلكات العامة .  

5- يجب أن يترك الأشخاص القادرون دعمهم للفقراء .  

6- يجب أن يكون الجميع صادقين ومخلصين للبلاد وجيرانهم المواطنين، وأن يكون لديهم شعور بالاحترام لبعضهم البعض ويجب احترام السياسات الاجتماعية والاقتصادية من أجل رفاهية البلاد وذلك من ضمن علامات حب الوطن .  

7- يجب على الناس إشراك أطفالهم في التعليم والعناية بصحتهم وطفولتهم، ولا ينبغي عليهم إجبار أطفالهم على عمل الأطفال وجرائم أخرى بل تشجيع القراءة والتعليم وقراءه قصص اطفال لهم .  

8- يجب على الناس بذل قصارى جهدهم لجعل وطنهم أفضل بلد في العالم .  

قد يعجبك ايضا