اخي الشيخ أحمد حسون حتى بدون ألقاب فأنا أجلّك وأحترمك / المهندس باسل قس نصر الله

المهندس باسل قس نصر الله* ( مستشار مفتي سورية ) – الجمعة 19/11/2021 م …




حاولت أن أصمت وأبتعد عن الكلام، لكنّ الصور العديدة التي مرّت أمامي جعلتني أحاول أن أقول كلمة حق فيك، حتى وانا أعرف أنك لا تُحبّذ ذلك.

أخبرتك أنني تلقيت آخر رسالة وردت بإسمك، وهي من سفير دولة الفاتيكان في فلسطين، يشكرك بها على مشاعرك تجاهه في الرسالة التي أُرسلت له بعد استلامه منصبه.

وعدت سنوات عديدة إلى الوراء، وأسمح لي أن اتكلم وأكشف الكثير من الجوانب التي لا يعرفها الجميع.

أحتار من أين أبدأ، كيف كنتَ تذهب في حلب خلال أعياد الميلاد لتهنئ كل طائفة مسيحية على حدة، ولكن ما لا يعرفه الجميع أن الكثير من المسيحيين كانوا يتصلون بي لكي يعرفوا مواعيد زيارتك الى كنائسهم فيبقوا حتى تختنق قاعة الإستقبال بهم حتى تأتي وتتكلم وتهنأهم.

أذكر كيف ذهبت أول مرة عند مثلث الرحمة المطران الياس يوسف مطران الروم الأرثوذكس في حلب، ولم يرد لك الزيارة، فما كان منك إلا أن زرتَه مرة ثانية وأيضاً لم يرد لك الزيارة، وأيضا زرته مرة ثالثة فبدأ بزيارتك عندما رآك صادقاً، ولكن الناس لا تعرف أنه قبل وفاته خلال إحدى اتصالاتك به في ضيعته بعد أن تمكن منه المرض، لكي تطمأن على صحته طلب منك أن تتكلم خلال جنازته وهو ما فعلتَه.

أتذكر خلال إجتماع في أوسلو مع العديد من المجموعات الدينية المتعددة كيف أذهلتَهم وأسرت قلوبهم.

وفي فيينا – النمسا، خلال إجتماع وزراء خارجية أوروبا والبلاد العربية، كانت الدعوة موجهة لك “لإغناء الإجتماع” وكانت كلمتك الرائعة، كما اللقاءات المتعددة على هامش المؤتمر والتي أجمع جميع من التقى بك أنك بالفعل “مفتي الانسانية”، ولكن الكثير لا يعرف كيف جاءت هذه التسمية.

كانت كلمتك في البرلمان الأوروبي، والتي كان لي الشرف بترتيبها، والتي كنتَ أول رجل علمٍ إسلامي يتكلم في هذا البرلمان، كانت هذه الكلمة الرائعة التي طالت مدة ٢٢ دقيقة – وأذكر تخوف رئيس البرلمان وقوله لك أن اطول مدة لخطاب قام به هو ٧ دقائق – والتي تمت ترجمتها الفورية الى ٢٧ لغة خلال القائك لها وصفّق البرلمانيون أكثر من ٤ مرات وعند انتهائها كان التصفيق طويلاً حتى قال لك رئيس البرلمان الأوروبي بأن هذا التصفيق دليل على نجاحكم وأنكم أسرتم القلوب.

عدنا الى سورية عن طريق مطار باريس وفي قاعة الشرف جلستُ الى الكومبيوتر وبدأت اقرأ ردود الفعل على خطابك، وكان العديد من المواقع قد أطلقت عليك “مفتي الإنسانية”.

فلتسامحني على كشف بعض الأمور وأنت الذي قلتَ لي منذ أيام “ليسامحهم الله”

الآن اقول اللهم اشهد إني بلّغت

قد يعجبك ايضا