هل يصبح مستقبل الاتحاد الاوربي في مهب الريح / كاظم نوري




كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 19/9/2021 م …

كانت البداية التي اطلقوا عليها انها جرت بناء على الانتخابات والتصويت عندما انسحبت بريطانيا من الاتحاد الاوربي واستمرت العلاقات بين لندن وعواصم الاتحاد في اطار ما تم  التوصل اليه في  ما سموه اتفاق ” بريكست” .

 ومنذ الاتفاق يحاول كل طرف سواء البريطاني او الاتحاد الاوربي ان يفسر بنوده كما يرغب هو وليس كما ورد في الاتفاق الذي يعتقد  كل طرف ان  غبنا لحق به خاصة في المجال الاقتصادي وحقوق الصيد في المياه وبقيت  بعض البنود غامضة يختلف الطرفان على تفسيرها .

بريطانيا لاشك انها تاثرت بالخروج من الاتحاد  الاوربي وانعكس ذلك على طبيعة العلاقات الاقتصادية والتجارية والترانزين  ونوعية المواد خاصة الغذائية التي تصل الى بريطانيا من دول الاتحاد او من خلالها عن طرق البر  والعقبات في ميناء  ” الدوفر” شريان بريطانيا الاساسي  الذي يفصل بين بريطانيا وفرنسا  بل واوربا   وتاخر الشاحنات التي تنقل الخضروات والفواكه جراء الاجراءات الكمركية التي استجدت بعد خروج بريطانيا من الاتحاد  مما  جعل معظمها يصل متاخرا ولم تمض على خزنه   ايام  فقط ليصبح غير صالح للاستعمال واذا تم ضخه الى الاسواق بعجالة  فلم يمكث سوى اياما قليلة ليصبح غير صالح  للاستخدام البشري.

بريطانيا التي غادرت الاتحاد الاوربي اتجهت الى استراليا والولايات المتحدة فكان الغضب الفرنسي  شديدا وواضحا لاسيما وان هناك اتفاقا امنيا اعلنت عته الدول الثلاث يتعلق بمناطق محددة في اسيا  والمحيط الهندي دون استشارة حلفائها  .

ان اكثر ما اغضب فرنسا وعلى ارفع المستويات هو انسحاب استراليا من صفقة كانت  موقعة مع فرنسا تتعلق بشراء ست غواصات تسير بالطاقة النووية.

استراليا تنسحب من صفقة غواصات فرنسية  الغتها رسميا  واطلقت شراكة امنية مع بريطانيا والولايات المتحدة حتى دون اشعار الاتحاد  

 الاوربي في خطوة وصفتها  فرنسا طعنة في الظهر لشراء غواصات تعمل بالطاقة النووية من بريطانيا والولايات المتحدة بدلا من فرنسا.

وزير الخارجية  الفرنسي قال  ان هناك حاجة اوربا الى الاستقرار الاوربي للدفاع عن مصالح وقيم اوربا  وفي ذلك اشارة الى عدم التبعية للولايات المتحدة .

الاتحاد الاوربي هو الاخر منزعج لعدم ابلاغه بالاتفاق الامني  وقال  مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد ان اتفاقا من هذا النوع لم يجر اعداده في ليلة وضحاها بل في فترة بعيدة.

ربما اختبار كورونا كان الاكثر تاثيرا سلبيا  في العلاقات بين دول الاتحاد وتسبب في مضاربات  في بورصة انتاج وتوزيع اللقاح بين دول منتجة في الاتحاد والولايات المتحدة ليات الاتفاق الثلاثي بين واشنطن وكامبيرا ولندن يضفي مزيدامن التعقيد في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وقد سبق  ذلك تصرف واشنطن بافغناستان عندما قررت سحب قواتها دون استشارة حلفائها في الاتحاد الاوربي” وحلف ناتو” العدواني.

 ان الممارسات الامريكية الاخيرة قد تفضي الى اعتماد دول الاتحاد الاوربي على نفسها وقد ينسحب ذلك حتى على المجالات العسكرية لاسيما وان الرئيس الفرنسي نفسه سبق والمح الى ضرورة اعتماد دول ” ناتو” على نفسها في القارة الاوربية .

 دول الاتحاد   الاوربي  لايجمعها  تاريخ ولا لغة ولا حتى اواصر اجتماعية بل حتى بعض القوانين التي يجري  فرضها في بعض الدول وترفضها دول اخرى في الاتحاد كما حصل مع هنغاريا التي رفضت ما يتعلق ب” قوانين المثليين ” حين حاول الاتحاد فرضها على اعضائه كل  كل هذا الذي يحصل قد يهدد لحمة ووحدة الاتحاد الاوربي بعد ان كانت بريطانيا اول من اقدم على ذلك وقد يلحق بها عدد اخر  مما يهدد مستقبل الاتحاد  الاوربي لاحقا  خاصة وان الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا كان اكثر وطاة على العلاقات مع دول الاتحاد وفي المقدمة فرنسا.

قد يعجبك ايضا