لن تنجح طالبان في حكم أفغانستان … وهذه هي الأسباب / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الاردن ) – الاحد 19/9/2021 م …




تقول حركة طالبان التي أسسها عميل السي آي إيه “شير محمد عباس”الذي حصل مع كل من أشرف غني وزلماي خليل زاد على منح دراسية من الحكومة الأمريكية عام 1957،تقول إنها أجبرت أمريكا على الإنسحاب من أفغانستان،وهذا الإدعاء وحده كفيل بنسف جبال من الإتفاقيات الموقعة بين طرفين متناقضين ،إذ لا يمكن أن تقبل أمريكا أن يقال إنها خرجت من أفغانستان مذمومة مدحورة،وبالتالي فإنها ستعقد مقاولة أخرى مع طرف أفغاني جديد لإشعال الأوضاع في أفغانستان،وإحتمال ان تتحول أفغانستان إلى حرب بالوكالة وارد جدا.

ولا ننسى بطبيعة الحال التركيبة السكانية للأفغان، والتي لا تسمح بإحلال السلام في البلاد ،فالبشتون على سبيل المثال سنّية ،فيما يقابلها الهازار وهم شيعة ،ولا نغفل بطبيعة الحال إقليم بانجشير المتمرد،بمعى أن الأجواء مهيّأة للإنزلاق في الحرب الأهلية مجددا ،وفي ذلك مصلحة كبرى للغرب الجشع الذي يرغب بترويج أسلحته المدمرة ومنتجاته الكثيرة ،بهدف إنعاش إقتصاده الذي يعاني من الكساد بسبب كورونا وأمور أخرى.

هناك العديد من القضايا الخلافية التي ستفجر الأوضاع في أفغانستان وأهمها الحكم الرشيد والجندر وتعليم المرأة على وجه الخصوص وحريتها وكذلك التعددية ،لأن الغرب المتصهين لن يسمح للون إسلامي واحد بحكم أفغانستان،ولذلك فإن إحتماليات التفجير واردة وبأيد محلية،وستسهم المرأة الأفغانية في ذلك بقوة للمطالبة بحريتها ،التي ذاقت جزءا منها خلال حكم الرئيس الهارب أشرف غني.

الأمر الأهم في كل ذلك هو أن خصوم قطر لن يسمحوا لها بإكمال برنامجها التصالحي في أفغانستان ،وسيقطعون عليها فرحتها بمؤامراتهم القذرة ،الناجمة عن الغيرة والحسد والفشل ،خاصة وإن قطر هي الحرف الأول والكلمة الأولى والسطر الأول في القضية الأفغانية منذ حتى ما قبل إنسحاب امريكا المفاجيء من أفغانستان،إذ إحتضنت الدوحة العديد من محادثات المصالحة الأفغانية –الأفغانية ،والمصالح الأفغانية –الأمريكية ، ولن يرضي هؤلاء الخصوم بأن تتحول الدوحة إلى محج سياسي لكافة السياسيين والعسكريين والأمنيين الغربيين والأمريكيين ،الذين يأتون محملين بالمديح لصانع القرار في قطر،فيما هم أنفسهم ولعجزهم وخيبتهم مركونون على رف النسيان والإهمال الغربي والأمريكي،وبعضهم يجهز نفسه ل”الفلقة “الأمريكية بسبب دوره في جريمة تفجير البرجين الإرهابية ،وآخرون بسبب فسادهم وإفسادهم ،وهؤلاء سيدعمون خصوم طالبان ،وسيؤسسون لحركات إرهابية كثيرة في أفغانستان بالتعاون مع مستدمرة الخزر الصهيونية الإرهابية التلمودية،التي يهمها تفتق الشرق حتى لا تصدق نبوءات الرايات السود القادمة إلى فلسطين من الشرق في آخر الزمان الذي نشهد إرهاصاته.

لن يعجز خصوم قطر عن التعاقد مع مخلفات تنظيم القاعدة الإرهابي،وبقايا فرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية”ISIS” ،وكذلك تنظيم خراسان صاحب مهمة تخريب الإقليم وإيران،ولن نستبعد تجييش الإسلام السياسي مرة أخرى للقتال في أفغانستان وصد الحركة الصينية والروسية.

نختم أن سهولة سيطرة طالبان على الحكم ،سيقابلها سهولة فقدان هذه السيطرة ،لأن خصوم قطر سيدفعون الكثير لإفشال جهود قطر في إحلال السلام في أفغانستان،ولإظهار قطر بالدولة العاجزة عن معالجة المستجدات ،لتدمير رصيدها السياسي في أمريكا والغرب،ولا ننسى الواقع الإقتصادي والعسكري والإجتماعي السيء في أفغانستان.

قد يعجبك ايضا