حرب الظلال على طول خطوط العلاقات الأمريكية البريطانية … بين برجوازية الارهابي ورأسمالية الفيزيائي لغايات العبث وتغيير الهندسة الأجتماعية للساحات في الشرق / المحامي محمد احمد الروسان

 

المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 11/9/2021 م …




*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …  

من أدوار عسكرية لأفريكوم تتهندس من ليبيا بالتعاون مع التركي، لضرب النفوذ الروسي العائد والمتصاعد في شمال أفريقيا، وشطب أو اضعاف العلاقات الجزائرية الروسية، ومفاعيل وتفاعلات الأزمة الفنزويلية، وهي انعكاس للصراع الروسي الأمريكي بكل بساطة، حيث لا عفوية بالعمل السياسي، حيث جلّ المنطقة بنكهة الأيرنة والروسنة والصيننة والأتركة كوكيل للعام سام، الى حالة صحيان متأخر للرجل العربي المريض، على ايقاعات الناتو السنّي، والفكفكة واعادة التركيب والزحف على البطن والشفاه، في رمال صحراء التيه والتوهان. 

وتحت مظلة السابق ذكره كعناوين لهذا الاشتباك، تتفاعل حرب الظلال العسكرية والمخابراتية عبر الوكلاء والادارة من الخلف والفعل كذلك، على طول خطوط العلاقات الأمريكية البريطانية في كل ساحة ومساحة من جغرافية العالم والشرق الأوسط وغرب أسيا. 

التوظيف والتوليف الانجليزي بلؤم، للملفات المزدوجة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية والموساد، وتقاطعاتها مع مخابرات الساحات الأدوات في المنطقة، جليّة بشكل لا غموض استراتيجي فيها، لمن يفهم ويعرف كيف يعمل الانجليز وكارتل حكمهم مجلس اللوردات من خلال الام أي سكس(صاحبة استراتيجية البقره في الهند، والتي طبقتها في العراق بين السنّة والشيعة وما زالت)، والعامود الفقري للمخابرات البريطانية، هم أبناء الريف الانجليزي المتعلمون والمثقفون، والذين يمتازون بالذكاء والخبث المتفاقم والقدرة على اجتراحات الحلول، وكيفية استثمار الحدث(سنأتي على ذكرهم لاحقاً هنا). 

بريطانيا تريد تفجير المنطقة، في اطار صراعها المستتر مع الامريكي واستعادة مناطق وساحات نفوذها التي خسرتها بعد اتفاقية يالطا، لغايات خلق وتخليق ليالطا 2، فكم من طعم انجليزيّ، تم هندسته كفخ محكم، عبر جهاز المخابرات البريطاني الفرع الخارجي، ودفعه نحو الأفواه الأمريكية والاسرائيلية؟. 

البعض منّا مع كل أسف لا يعرف أنّ السياسة ليست مجرد صور تذكارية مع الفقراء والنازحين واللاجئين، بل هي استقراء للمستقبل، وكل خطوة غير مرئية في المستقبل يجب معاملتها على أنّها كمين، والسياسي الذي لا يكترث الاّ للهتاف والمديح، لا يختلف عن بائع المواشي في سوق الحلال كل يوم جمعه، وبائع الجرائد على الأشارات الضوئية في بعض عواصمنا العربية القطرية.  

ومن هنا نرى أنّ الساسة المراهقون ودبلوماسية صعاليكهم الجوفاء والخرقاء، يعتقدون أنّ اللعب في دماء الجغرافيا هومجرد لعب مع الخطوط والحدود والتراب، ولكنّ من يلعب بدم الجغرافيا عليه أن يعلم أنّ الجغرافيا ستلعب بدمه ورأسه، وكون المنطقة في حالة سيولة شديدة والأرهاب المعولم يتم تسييله، الكل صار يلعب بدم جغرافية الشرق الأوسط، ولكن بدأ الأرتداد على كل من عبث ويعبث وسيعبث بالجغرافيا السورية وديكتاتوريها، ولمن أراد أن يستيقن ليعد الى التاريخ لسان الجغرافيا ليخبره. 

الأمريكي ما زال يؤمن أن الأنتشار الأفقي للفكر الجهادي والمحافظة على سمته في كل الأزمنة والأمكنة، هو السبيل الوحيد لأسقاط أي نظام لا يتفق ويتساوق مع رؤى الأمريكان، ويريد هذا الكابوي الأمريكي للفاشية الدينية أن تسود ليس في سورية والعراق فحسب، بل في جلّ ساحات الشرق الأوسط وأسيا الوسطى وفي الداخل الصيني أيضاً عبر أقلية الأيغور المسلمة، والتي تتجاوز عشرين مليون ايغوري مسلم، لذا يصر الروسي على رفض الأرهاب والأستثمار فيه وفي منحنياته لأسقاط الأنظمة المعارضة أو التي لا تتفق وتتساوق مع الكابوي الأمريكي بأي صورة من الصور. 

 ويعتقد أنّ واشنطن دي سي سوف تستخدم هذا العامل السابق ذكره، في اسقاط أنظمة حلفائها عندما تغدو عبء على نفسها وعلى مجتمعاتها وبلا شك على أمريكا، لذلك أن تكون معادياً لواشنطن فيه خطورة، ولكنّ أن تكون حليفاً لها أشد خطورة من العداء لها. 

ويمتد الفعل الانجليزي وحرب الظلال مع الأمريكي، وأيضاً يشتبك بحذر مع الروسي، الى ساحات ومساحات دول البلقان كحيّز جغرافي استراتيجي بنكهة تماثل ديكتاتورية الجغرافيا السورية في قلب أوروبا، بمثابة بريد سياسي وعسكري واقتصادي تجاري يوصل جلّ الرسائل المتتالية للفدرالية الروسية عبر الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتادت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي بدفع بريطاني، على هذا الأستخدام والتوظيف الشامل لساحات ومساحات دول البلقان، عندّ كل مفصل قاطع ومرحلة مفصلية من مراحل خطوط العلاقات الروسيّة الأمريكية المتأرجحة، تبعاً لمحطات الصراع وقت الحرب الباردة وما بعدها وحتّى اللحظة الراهنة، بعد الفشل الأمريكي في الحدث السوري.

زيارات قادة وكوادر وعناصر وأدوات مجتمع المخابرات الأمريكية المتعددة للبلقان مع زملائهم الأنجليز(حيث بريطانيا تستخدم أمريكا)، لم تتوقف يوماً ان لجهة السريّة منها، وان لجهة العلنيّة أيضاً، فصراع الأدمغة حاضر مع مجتمع المخابرات الروسي، ومجتمع المخابرات التركي، فالأخير يعتبر البلقان مناطق امتداد جغرافي لتركيا، في أحشاء جغرافية القارة العجوز أوروبا.  

عولمة المعولم من الأرهاب عبر الأنجليزي والناتو، وثمة خوف مركب لدى الأوروبي من عودة ساحات القارة العجوز ساحات صراع أمريكي روسي عميق بالمعنى العرضي والرأسي، حيث واشنطن فشلت في التحكم ومراقبة أزمات المنطقة، فزّجت بورقة الأرهاب عبر القاعدة ومشتقاتها وداعش ونسله، كون أن التطورات والنتائج في محصلتها لم تصب في صالحها، بل في صالح طرف آخر هو طرف خط المقاومة في المنطقة وحلفائه على الساحة الدولية، فتدخلت بريطانيا من جديد ووجدت فرصتها سانحة ومواتية لأستعادة بعض مناطق النفوذ التي خسرتها في السابق، فكان الأنشقاق الأولي في داعش من قبل الانجليز في عهد ديفيد كامرون في بدايات المؤامرة والحرب على سوريانا، ثم ظهر داعش ولاية خراسان بفعل بريطاني واضح مؤخراً، حيث داتا الشيفرة والمعلومات لدى الأم أي سكس المخابرات الخارجية البريطانية في أفغانستان، وسنرى استثماراتها وتوظيفاتها وتوليفاتها لداعش المتحور – كفايروس كورونا لاحقاً في أي قمة للناتو مستقبلاً. 

 المنظومة التي تسعى أمريكا لخلقها وتخليقها، ليس لمواجهة أو احتواء ايران، بل لتقسيم مملكات القلق العربي وكل ساحة وحيّ وزنقه، بحجة فوبيا ايران، وحجج أخرى مساندة لفوبيا ايران، في طور الخلق والتخليق مخابراتيّاً، وتوريط هذه المملكات العربية القلقة، مع سعي بريطاني عبر المحافظين الجدد في مفاصل مؤسسات وكارتلات الحكم في الولايات المتحدة الامريكية، الى أسرلة السياسة الخارجية الامريكية، لا بل تعمل بريطانيا على تضخيم الرؤى الأمريكية، عبر دعم واشنطن في رؤيتها المتمثلة، في عولمة مبادئها السياسية وقيمها ونماذجها الاقتصادية، كحل فاعل متفاعل للمشاكل الدولية، انّها صناعة الوهم والنفخ في النموذج الأمريكي من قبل لندن، انتقاماً واستعادةً لمناطق نفوذها التي خسرتها بعد بالطا 1 التي أنهت الحرب العالمية الثانية. 

 وثمة تناقض عميق بين الأمريكي والأوروبي وقلق أوروبي منفرد، وتحت عنوان غموض الأجندة الامريكية، حيث واشنطن دعمت وتدعم بريطانيا عبر بريكست للخروج وتعميق الخروج من الأتحاد الأوروبي للمس بوحدتهم، وأوروبا ضد ايران في مشروعها الأقليمي، ومع التمسك بالأتفاق النووي لغايات العبث بايران عبر الطبقة الوسطى، من خلال استراتيجيات التطبيع الناعم، وهي الى حد ما مقتنعة بعدم خطورة الدور الأيراني في المنطقة، والسبب هو: لغايات التمويه والتظليل والتكتيك وتظهر ذلك لطهران، طبعاً استراتيجياً ترى في ايران خطر، وثمة قلق بولندي من روسيّا، وبولندا تمهد لبناء قاعدة عسكرية أمريكية مستدامة بجانب نشر مشروع الدرع الأمريكي الصاروخي، في ظل عودة موسكو ودورها، وهذا من شأنه أن يفرض هيمنة على أوروبا الشرقية، وبالتالي بولندا تكون تحت وطأة وفعل ورائحة البسطار الروسي، وان كانت القارة العجوز تلمس تراجع تكتيكي غير مفهوم في الهيمنة الأمريكية في العالم، حيث التوظيف الأمريكي للحدث الأفغاني، أسلوب ضغط جديد لدفع ايران للتفاوض من جديد، كما ترغب كارتلات حكم اسرائيل الصهيونية، بموضوعة الصواريخ البالستية المقلقة لها ولواشنطن وحلفائها من العربان.  

هناك عوامل لها علاقة بايران، وعوامل أوروبية ذاتية اجتمعت معاً في سلّة واحدة، وقد تدفع القارة العجوز والتي تتصابى(كفتاة متصابية)لعدم المشاركة في الفعل والمفاعيل لتداعيات الحدث الأفغاني على دول جواره، وان كان الأتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على ايران، بسبب أدوار مزعومة للمخابرات الأيرانية للعبث بالساحات الأوروبية، وحسب زعمهم لقادة القارة العجوز والذين يمتازون بالنفاق والصفاقة السياسية أي الوقاحة، بالرغم من وقوف الكيان الصهيوني خلف هذه الأتهامات، وأوروبا لن تستطيع ترك المظلة الأمريكية، وهي ما زالت خزّان التعبئة ضد الفدرالية الروسية، هكذا تريدها أمريكا بالرغم من أنّه لا عدواً روسياً لأوروبا، القارة قلقة منها لكنها ليست عدواً، في حين ترى ألمانيا: أوكرانيا قويّة عسكرياً كما تريدها أمريكا، يعني أوكرانيا تغزو أوروبا، هنا  تموضع الخوف الأوروبي المشترك.

الأوربيون يتحدثون أكثر مما يفعلون، وصحيح أنّ الأداء الأوروبي حتّى اللحظة لم يرضي ايران والمحك والأختبار في حالة المفاوضات في فينا ان انطلقت، وأمريكا التي تعاني من عقدة ماضيها الدموي، ما زالت تعمل على ارهاب أوروبا من روسيا لمنع تطوير علاقاتها مع روسيّا، وهم خائفون من اعادة قارتهم الى ساحة صراع أمريكي روسي، يبدأ صراعاً مخابراتياً اقتصادياً وينتهي بعسكري دموي، والأمريكي قلق من مشروع الصين العسكري المستقبلي حيث الصين لم توقع على معاهدة الصواريخ النووية التي أنهت الحرب الباردة، وواشنطن تحاول حشر الروسي في خانة سباق تسلح لأضعاف الأقتصاد الروسي، عبر التهديد من خروجها من معاهدة الصواريخ النووية، والأمريكي يعمل على خلق وتخليق فوبيا روسيّا في أوروبا لغايات منع جلّ القارة أو على الأقل أطراف أوروبية من تطوير العلاقات مع روسيا، والأنسحاب الأمريكي من المعاهدة ثم العودة ثم التهديد بالانسحاب، له علاقة مباشرة بالبعد العسكري لدى المجمّع الصناعي الحربي العسكري الأمريكي والذي يقف وراء حروب أمريكا الخارجية، والرغبة في تصنيع الأسلحة وبيعها.   

واشنطن وحلفائها من غرب وبعض عرب، يريدون دولة عربية قطرية جديدة مبنية على فرز ديمغرافي وجغرافي، بأساس التجانس المذهبي وليس التجانس السياسي وخير مثال على ذلك: العراق وسورية، وباقي الدول التي يغلب عليها عدم التجانس الطائفي بدواخلها الأجتماعية ستؤول نحو التفكك والفرز الديمغرافي والجغرافي، في حين أنّ الدول التي يغلب عليها التجانس المذهبي كمصر وليبيا سيصيبها ضعف في المركز وعدم قدرة هذا الأخير(المركز)على السيطرة على الأطراف. 

سلّة التحالفات الأمريكية ومن ارتبط بها، تعمل على محاصرة الأرهاب الآن ومحاربته في العراق وسورية ومحاولة ايجاد حلول سياسية في سورية، حيث يمكن اعتبار الهدفان بمثابة حصان طروادة لأكمال مسيرة التفتيت والتقسيم للمنطقة، ولكن هذه المرّة في اطار البناء الجديد المتساوق مع مصالحها وليس الهدم، حيث الأخير كان المرحلة الأولى من مشروع استراتيجية التوحش، والآن بدأت المرحلة الثانية: البناء في اطار تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ وتفتيت المفتت.  

نواة (البلدربيرغ) في الولايات المتحدة الأمريكية، لن تسمح لمجتمعات الدواعش التي أنتجتها من رحم القاعدة وأخواتها باستقطاب السنّة، ولن تترك بشّار الأسد في السلطة رغم تغير مزاجها السياسي، وتعمل على طرد حزب الله من سورية، وتسعى للتغلغل داخل مفاصل الدولة الأيرانية من خلال تمسك الأوروبي بالأتفاق النووي مع ايران أو دفعها للتفاوض من جديد بما فيه ملف الصواريخ الأستراتيجية، لتفجير ايران من الداخل، وتسعى لتفكيك المحور المقاوم لبنة لبنة وحلقة حلقة، وتستثمر بخبث في المعتدل من الأرهاب، ومارست الأنسحاب الخدعة من شمال شرق سورية نحو العراق المحتل لغايات العبث من جديد ان في ايران وان في سورية من خلال قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة(كي ون)في اقليم كردستان العراق.  

الحكومة البريطانية  وبشكل مستمر، لديها تقارير استخباراتية دقيقة ومقنعة ومعقولة بالنسبة لكارتلات حكمها ولكوادرها، بجانب كوادر المعارضة العمّالية، والتي تطلع عليها بصفتها زعيماً لحكومة الظل الأنجليزية، مرفوعة من مستويات أمنية استخباراتية حصيلة جهد استخباري وخاصة من جهاز الأم أي سكس، بعد اعادة تنقيحها لدى مجلس اللوردات الحاكم هناك، امّا بالزيادة والتصخيم أو الشطب والفبركة بما يخدم مصالح حكومة صاحبة الجلالة، وهذا ما يدفع أي حكومة بريطانية، الى القول دائما وعلى مدار الأزمة السورية وحتّى اللحظة: دولة ارهابية على المتوسط تهديد عميق واستراتيجي لدولة عضو في الناتو(حلف شمال الأطلسي)!  

وتابعت وشرحت مضامين هذه التقارير في وقته اشتباكاً، وهناك تخوفات من تمددات لمجاميع ارهابية معولمة بمسميات وأشكال مختلفة، ان الى الأردن، لتسخينه وفلترته ديمغرافياً ولجهة الجغرافيا مع فلسطين المحتلة، وان الى لبنان المراد العبث فيه من جديد، وأقول من باب التهكم السياسي على حكومة صاحبة الجلالة – حكومة بريطانيا: ونسيت أو تناسىت هذه الحكومة بجانب الطغمة السياسية الحاكمة هناك في لندن أن تضيف: وتمددات الأرهاب المعولم الى الضفة الغربية المحتلة، وغزّة المحتلة، لتنسجم حكومة صاحبة الجلالة حكومة وعد بلفور المشؤوم مع رؤية اليمين ويمين اليمين الاسرائيلي، ومجتمع مخابراته الصهيوني. 

والمعروف استخباراتيّاً، أنّ رجال المخابرات الأنجليز هم من أبناء الريف الأنجليزي الذكي والخبيث بنفس الوقت، وخاصةً العاملون في جهاز الفرع الخارجي الأم أي سكس هذا من جانب، ومن جانب آخر وبالرغم من أنّ بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية حلفاء، الاّ أنّ هناك تنافس عميق وحميم بينهما في مناطق وصل درجات الصراع، وعلى مناطق النفوذ البريطانية السابقة والحالية، ولا شيء يوضح حقيقة العلاقات الأمريكية البريطانية خارج نطاق المجاملات الرسمية، الاّ حجم التفاهم أو التوتر بين السعودية وقطر والتحالفات الأقليمية لكل منهما، فبعد انقلاب أمير قطر السابق على والده جد الأمير الحالي، عادت قطر للمظلة البريطانية، وحتّى الجيش التركي ما زال حتّى اللحظة تحت المظلة البريطانية، ويعيش حالة صراع سياسي مع كارتلات حكم تركية أخرى، تريد جعل الجيش التركي تحت المظلة الأمريكية.  

حتّى ايران الشاه رضا بهلوي كانت مظلتها أمريكية، وبعد الثورة عادت تحت المظلة البريطانية، وهذا أحد أهم أسباب اشتعال المنطقة والمستمر حتّى اللحظة ومنذ ذلك الحين، حيث المؤامرة على سورية بدأت بريطانية فرنسية سريّة على الأطراف، وها هي قد تنتهي على الأطراف بشكل كليّ. 

اذاً التنافس موجود بين لندن وواشنطن لا بل الصراع، والأولى تدير الثانية، وهذا أمر طبيعي في علاقات الدول الخاصة، وأن تقسيم مناطق النفوذ في العالم والذي تم في اجتماع يالطا، بين تشرشل و روزفلت وستالين منح كثيراً من مناطق النفوذ البريطاني للأمريكيين، وقبلت لندن حينها وعلى مضض بسبب ضعف موقفها بعد الحرب العالمية الثانية وتسعى الآن لأستعادة مناطق نفوذها.  

داعش والنصرة يأجوج ومأجوج العصر، ويتحركون تحت علم طالبان في أفغانستان، العامود الفقري لأرهاب الغرب المعولم، وكارتل الحكومة البريطانية عبّر عن مكنونات مخاوف مجلس اللوردات الحاكم في بريطانيا، والذي يعلم أنّ هناك دول بعضها دمى في المنطقة سيهزمها الأرهاب المعولم، وصمود الدولة الوطنية السورية وانتصارها ومعها حلفائها، وعلى رأسهم الروس وايران وحزب الله، فرمل اندفاعات الأنجليز والأمريكان وغيرهم، وهنا فعلت فعلها المخابرات البريطانية(كونها لديها داتا معلومات وهي جزء من المطبخ)في مفاصل طور وصناعة مجاميع الأرهاب والدواعش المعولمين والمتحولين في مطابخ الأدارة الأمريكية وبلدربيرغها، فصرنا نسمع حديثاً وتحديداً هذه الأيام عن انشقاقات في داعش تقاتل داعش وتحت مسميات أبو عبيدة الجرّاح، وسنرى لاحقاً القعقاع وخالد وابن عباس وما الى ذلك، وستظهر الدواعش المعولمة بمسميات مختلفة.  

فبريطانيا دورها دائماً دور الظل والظل العجوز للولايات المتحدة الأمريكية مع امكانيات تنافسها لأستعادة نفوذها الضائع في السابق، فلندن تعتبر مثلاً سقوط سورية والعراق في يد الأرهاب المعولم، يعني مثلاً سقوط لبنان والأردن والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزّة المحتل والمسخ “اسرائيل” في الشمال الفلسطيني المحتل، وهنا هذا يعني تغير دراماتيكي في الخارطة الأستراتيجية للمنطقة دون أن يكون الخليج ومشيخاته مملكات القلق العربي بمنأى عن التداعيات الكارثية.  

العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هي عاصمة طبقة مجرمة ارهابية في عروق مجتمع كارتلات الحكم الولاياتي في الداخل الأمريكي، تستخدم الحروب لتحصد دماءَ الأمريكيين والضحايا لأدواتها من الشعوب الأخرى، لتشنَ حروباً خارجية للهيمنة على الموارد والسيطرة السيكولوجية الداخلية، بحيث يتم تطبيق إجراءات حربية بشكل روتيني بهدف خداع الجماهير وتركها في حالة من الصدمة والتحرك الدائم باتجاه الاستعمار الخارجي ضد مجموعات مستهدَفة، ترغب واشنطن وشركات النفط الغربية في الاستيلاء على مواردها الطبيعية، وسرقة أراضي شعوب العالم الثالث لتمرير خطوط الأنابيب الاستراتيجية عبر آسيا الوسطى. 

يعمل قادة واشنطن بشكل روتيني على استحضار فكرة وجود مخاطر خارجية تهدد الأمة في محاولة ساخرة لبناء عقيدة لدى الجمهور الأمريكي، يتم من خلالها تفحص موارد الأمم الأخرى( من قبل العقائد التنفيذية)بصفتها ملكاً للأمريكيين. 

تعمل أرباح شركات الأسلحة على نقل الثروة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وتفرض الضرائب على غالبية الطبقة العاملة والوسطى، بينما يعاني الفقراء والمحرومون من البطالة لغياب فرص العمل. 

إنّ قتل واغتيالَ المدنيين، حدث روتيني في عقيدة الحرب على التمرد المضاد، فقد اغتالت “سي آي إيه”، أو خططت لاغتيال، أكثر من 50 زعيماً أجنبياً، في تشيلي، والعراق، وليبيا، وبَنما، والسلفادور، وسوريا، وفلسطين المحتلة، ولبنان، وروسيا، وايران.  

ويمكن للاغتيالات، أو مؤامرات اغتيال القادة والكوادر، أن تأخذ أشكالاً مثل أساليب تفجير الطائرات التي تتواجد على متنها شخصيات مستهدفة من قبل “سي آي إيه”، أو دعم الفصائل العسكرية التي يدفعها كرهها للجنرالات الذين يتمتعون بشعبية كبيرة إلى محاولة اغتيالهم، كما تستخدم “سي آي إيه” فرق الموت لقتل المعارضين السياسيين والقادة الدينيين الداعمين للفقه التحرري من أمثال الأسقف روميرو، لكنها تشارك أيضاً في عمليات اغتيال وحشية لسياسيين وجنرالات يقاومون، أو لا يتماشون مع، أهداف السياسة الخارجية للمجمع العسكري- الصناعي أو الشبكة النقابية الإجرامية لمافيا “سي آي إيه”، من أمثال رافايلو تروجيللو (جمهورية الدومينيكان)، ونغو دينه دييم (فيتنام).  

إنّ “سي آي إيه” تعمل كملحق للآلة الحرب الإجرامية الجماعية وتقوم بحماية ثروات النخب المهيمنة على “وول ستريت“. 

يتم قتل المدنيين الأبرياء مع استهتار كبير بحقوق الإنسان والسيادة، إذ يتم ذبح النساء والأطفال من قبل الجيش الأمريكي و “سي آي إيه” التي تعمل على اغتيالهم من خلال أساليب على غرار “عملية فينيكس” التي تقوم على برامج معسكرات الاعتقال ومكافحة التمرد، كما تعمل عبر البنتاغون على الأبادة الجماعية بحجة محاربة داعش، كما جرى في الرقّة السورية ويجري الآن في محيط دير الزور وفي قريتي الشعفة وهجين السوريتين. 

إنّ معاداة الأشتراكية والشيوعية هي المحرك الرئيس للسياسات الأمريكية في العالم، التي تعمل على قتل بلدان العالم الثالث الأصلية، هذا فضلاً عن التدخل في عملياتها الانتخابية و تدمير بناها التحتية. إنّ صفقات الأسلحة عامل روتيني في شرح هذه العملية، حيث تتم التضحية بحقوق السكان الأصليين لصالح الأرباح المتأتية من بيع الأسلحة، والغزو الأوروبي العرقي، والحرب الدائمة تحت الراية الوطنية التي ترفرف فوق فرق القتل التي تذبح المدنيين من أجل الدولارات الملوثة بالدماء التي يجنيها المساهمون.  

كما يطال القبح الذي يميز الحرب الإمبريالية الأمريكية التعذيب في نظام سري في القواعد حيث يتم تعذيب الرجال بلا أية محاكمات أو إجراءات قانونية في ظل الدستور الأمريكي.  

وكما أن القنابل الأمريكية عامل روتيني آخر في زهق الأرواح البريئة، وتبين كيف يعمل دافع الربح على تقويض أي قيمة للأعراق الأخرى بصفتها زائدة عن الحاجة. أمّا المحتجون الذين يتجمعون بالقرب من مواقع قواعد الطائرات الآلية، حيث تعمل أنظمة القيادة والسيطرة على القتل الروتيني للمدنيين في باكستان واليمن والصومال وأفغانستان والعراق والفيليبين والنيجر وسورية، فيتم التعاطي معهم بصفتهم مجرمين حيث يواجهون أحكاماً بالسجن، بينما يبقى المجرمون المرضى الذين ينفذون أوامر مجرمي الحرب في الدولة طلقاءَ يقتلون المدنيين الذين لم يروا وجوههم أبداً(أفغانستان حالة من قبل ومن بعد ما يجري الان). 

تستخدم الدولة البوليسية الحجج العقلانية في إبادتها للمجموعات الأخرى بناءً على أعراقها، وتعمل على تعميم الفكرة القائلة إن الهجمات موجهة ضد عرق أشبه بالحيوانات أو الحشرات بحيث يتم تقنين التفكير العقلاني في دوائر ضيقة تتوجه نحو القتل ونهب الثروات أو احتجاز تلك المجموعات في معسكرات الاعتقال. فقد أنفق البنتاغون ملايين الدولارات على إطلاق عملية مكافحة الإرهاب الداخلي في الولايات المتحدة على شكل فرق شبه عسكرية تشمل عدة وكالات فدرالية وحكومية ومحلية.  

ويمكن أن تهدف الخطة إلى معالجة الاضطرابات الداخلية لقمع الشعب الأمريكي في حرب إبادة على غرار الحالة التاريخية في بلدان العالم الثالث بإشراف الدولة البوليسية الأمريكية الإمبريالية. فقد عمل “مكتب السلامة العامة” بمثابة واجهة لوكالة الاستخبارات الأمريكية وهو فرع من “يو إس إيد”، التي تدير برامج النشاطات المدنية التي تشكل غطاءً لاختراق “سي آي إيه” للمجموعات المستهدَفة التي تقاوم الإبادة الإمبريالية الأمريكية. ويتم إعطاء الأوامر لشبكات المخبرين باستهداف واغتيال القادة الثوريين بشكل عام . 

الطبخة أمريكية والحطب تركي والوضع بوضعيات الكاماسوترا عسكرياً في الشمال السوري وفي الشرق السوري – شرق نهر الفرات بالقرب من قاعدة التنف، حيث واشنطن تسعى لأنشاء اقليم شرق نهر الفرات بحكم ذاتي موسّع بوجود عسكري سعودي اماراتي، وبالتالي المنطقة مفتوحة على كلّ شيء الاّ الاستقرار. 

 ميليشيا ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد)تسيطر على مناطق شرق نهر الفرات، والبالغ مساحتها 28 ألف كم أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة لبنان بدعم اليانكي والكابوي الأمريكي، وعبر ما يسمى بالتحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده واشنطن(الأردن جزء منه)، تحالف البرغر كينج والماكدونلدز، ومؤخراً انسحبت منه بلجيكيا والنرويج.  

 الولايات المتحدة الأمريكية، تمارس استراتيجيات التصريحات المتناقضة لأرباك الجميع للوصول الى العميق من أهدافها،  فهي تفعل عكس ما تقوله دائماً وأبدأ، ولسانها ينطق بخلاف فعلها، فلا خروج أمريكي من المنطقة بمعنى الخروج كما يروّج بعض السذّج والمراهقين في السياسة، بل اعادة تموضع وانتشارات هنا وهناك، مع اعادة بناء وتفعيل لشبكات العمليات الأستخباراتية العنكبوتية القذرة، لتعويض تموضعها وانتشارها، للبدء باستراتيجيات الأستدارة نحو أسيا وروسيا، والصين وايران، ودول أمريكا اللاتينية، ان في البرازيل بالرغم من أنّ النخبة الحاكمة هناك حليفة لها، وان في فنزويلا ومسارات الحصار الأمريكي منذ سنوات ونتائجه والآن التهديد بفعل عسكري، وان في باقي الساحات والحدائق الخلفيه لها هناك، وأي ادارة أمريكية(ان جمهورية، وان ديمقراطية)في واشنطن دي سي، هي بمثابة ناطق رسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي لا أكثر ولا أقل.  

يهدف الأمريكي بقوّة للعمل جنباً إلى جنب مع الأوروبي الجمعي، وقبل أن يقوم على شطبه فهو تابع له وعاجز، فبين جيب الرأسمالية الفيزيائية والبرجوازية الإرهابية، الأوروبيون لا يعملوا كمحسّن كريم للبشرة بل تعزيز هندسة الترتيب الإرهابي، فبريطانيا ومثيلاتها صانعوا إسلام الإرهاب كعملاء للغرب، في منطقة غرب آسيا تحت عنوان “مكافحة الإرهاب” الذي عانت منه القارة الأوروبية في الفترة الأخيرة، ووجود مئات الألاف من اللاجئين الذين قد يتضمنون خلايا نائمة، تابعة للجماعات الإرهابية، وفق العديد من المصادر الأمنية الأوروبية، يتسبب في الرد الإيجابي على الطلب الأمريكي.  

ويرى الأمريكي الساعي الى توظيف الأوروبي وشيطانه الأرهابي لخدمة مصالحه، أنّه عبر التعاون الأوروبي الأمريكي بشكل أكبر في المنطقة يخفّف من حدّة تداعيات أي ضربة عسكرية واسعة، قد توجّهها واشنطن في منطقتي غرب آسيا وشمال أفريقيا على الرأيين العالمي والأوروبي.  

كما يرى الأمريكي أنّ دخول أوروبا بشكل واسع إلى جانب واشنطن يقطع الطريق على أي إرتدادات “خطيرة” للرأي العام الأوروبي، بتحميل واشنطن التي تنوي ليس القضاء على التنظيم الإرهابي بقدر اضعافه واعادة هيكلته وتوجيه من جديد نحو أسيا ضمن استراتيجيات الأستدارة الأمريكية والتحالف مع الأرهاب، بعد عودة العراق أولوية أولى في الأمن القومي الأمريكي ازاء ايران، وان كانت أوروبا رفضت طلب واشنطن في السابق، باستقبال أكثر من ألف داعشي أوروبي ومحاكمتهم، باعتبارهم جزء من مسؤولية تنظيم داعش عن التفجيرات الأرهابية في أوروبا، على شاكلة باريس وبروكسل وغيرهما، بإعتبار أن الوصول إلى القارة الأمريكية أصعب بكثير على هذه الجماعات من العمل داخل أوروبا حيث توجد بيئة حاضنة وخلايا نائمة منذ سنوات.  

هذا وتسعى واشنطن من خلال فخها هذا للأوروبي عبر دعوته لمزيد من الأنخراط، الى الوصول الى حالة من مظلة تمديد فترة الإعتماد الأمني الأوروبي على أمريكا، وذلك في إطار الإبقاء على “القطب الواحد” من ناحية، وجذبها بشكل أكبر في مواجهة واشنطن مع كل من الصين وروسيا من ناحية آخر.  

وإذا كان التدخل الأوروبي اليوم إلى جانب أمريكا يعد تحدياً غير مباشر لروسيا، فمن غير المستبعد أن تلجأ واشنطن للخطوة نفسها في أي مواجهة مقبلة مع الصين، لاسيّما في ظل التوترات الحالية في بحر الصين الجنوبي.

حالة عدم الأستقرار هي ما تعانيه منطقتنا الشرق الأوسطية، ومع ذلك تجيء تركيا وتبني قاعدة عسكرية في قطر منذ أربع سنوات، وتحت عنوان الشراكات مع الدوحة، تفعيلاً لأتفاق عسكري مسبق بينهما، يفيد بتمركز قوات تركية عبر استجلاب ثلاثة آلاف جندي تركي، من القوّات البريّة ووحدات جويّة وبحرية ومدربين عسكريين، وقوّات عمليات خاصة وهي أول منشأة عسكرية تركية في الشرق الأوسط، وأحسب أنّ هذه القاعدة العسكرية التركية في قطر ليست في وارد حماية الدوحة بسبب التواجد العسكري الأمريكي، وتهدف الى مزيد من عسكرة المنطقة، ويريد الرئيس التركي أن يقول للجميع أنّ تركيا هنا وفي كل ما يجري من تطورات اقليمية، كحال واشنطن وموسكو وباريس ولندن، وها أنا أبني قاعدة عسكرية في الصومال عبر تدريب عشرة آلاف جندي صومالي، وسأكون في أريتريا عسكريّاً، حيث ايران لها تواجد عسكري في جزيرة مستأجرة هناك، تقابلها جزيرة اسرائيلية وتواجد عسكري فيها، مقابل جزيرة تستأجرها الأمارات مع تواجد عسكري، وسيطرة اماراتية على ميناء عصب(التواجد الأماراتي هنا سببه كما تقول المعلومات، بدفع و رؤية لمحمد دحلان، عبر ارتباطاته مع مجتمع المخابرات الأسرائيلي، التي بناها من خلال التنسيق الأمني بين سلطة أوسلو وثكنة المرتزقة اسرائيل)منذ بدء العدوان البعض العربي على اليمن لمنافسة الرياض على السيطرة على باب المندب، حيث 10% من التجارة العالمية تمر عبره.  

وإشعال الساحة الجزائرية، ومحاولة إسقاط النسق السياسي فيها، يعني إضعاف القدرات الجزائرية، وتحول الجزائر، إلى دولة فاشلة، أكثر فشلاً من دولة اليمن المعتدى عليه عربياً، وهذا الأمر تسعى له تحديداً، المخابرات الفرنسية، حيث فرنسا تعيش، حالة قلق سياسي عميق، على نفوذها في مناطق شمال وغرب أفريقيا، من خطر تعاظم قوّة الجزائر، وتحولها إلى قوّة إقليمية نافذة وفاعلة وناجزة باسناد روسي واضح. 

وإشعال الساحة الجزائرية حرباً وقتالاً عنيفاً، من شأنه أن يتيح إلى جانب التخلص، من العناصر الجهادية الإسلامية، المسلّحة الليبية والجزائرية، يقود إلى التخلص أيضاً، من العناصر الجهادية الإسلامية المسلّحة الموجودة، في أوروبا كخلايا نائمة، بحيث تقوم أجهزة المخابرات الأوروبية، على دفع وتسهيل مسألة هجرة، هذه العناصر الإسلامية المسلّحة، والمتواجدة  على الساحات الأوروبية، للذهاب إلى الجزائر للقتال والمساهمة، في إسقاط النسق السياسي الجزائري. 

وإشعال المسرح السياسي الجزائري، سوف يأخذ طابع العنف السياسي الديني، المرتفع الشدّة، وطابع عسكري دموي، وهذا يعني ببساطة: حرب أهلية إسلامية اثنيه عميقة حرب جزائرية – جزائرية. 

إنّ خط العلاقات الجزائرية – الروسية، صار أكثر إدراكاً ووعيّاً، لجهة أنّ واشنطن، تسعى لجعل دول الإتحاد الأوروبي، تحصل على إمدادات النفط والغاز، من ليبيا والجزائر لاحقاً، وهذا من شأنه أن يبطل مفعول مشروعات روسيا الفدرالية، والتي تهدف لجهة احتكار، تزويد أسواق الإتحاد الأوروبي، بالنفط والغاز الروسي، وهذا من شأنه أن يضر بمصالح روسيا والجزائر، ويؤثر على معدلات النمو الاقتصادي الروسي وهذا ما تسعى إليه أطراف مثلث:- واشنطن باريس لندن. 

ورغم محاولات مجتمع الأستخبارات الجزائري للوصول الى حالة استقرار معقولة في الشمال المالي، الاّ أنّه من المعروف أنّ منطقة شمال مالي وخاصةً إقليم(أزواد)تخضع حالياً لسيطرة متمردي الطوارق أو نفوذهم، وجماعات إسلامية متشددة ومنها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي الإسلامي، وجماعات جهادية أخرى متحالفة معه، والقرار الدولي في التدخل العسكري في مالي آواخر عام 2012 م في حينه، كان بحجة القضاء على المتمردين الطوارق ومن ارتبط بهم من حركات جهادية مسلحة بجانب تنظيم القاعدة، لكن الهدف منه كان محاولة لنقل الصراع إلى داخل الجزائر عبر توريط الجزائر بهذا الصراع، والذي يشبه شبكة العنكبوت لجهة شكل خيوطها، ليصار إلى تثوير الشارع الجزائري ضد نسقه السياسي التحرري العروبي.  

اذاً وبعمق ثمة شراكات تاريخية عميقة لكارتل “الرجعية العربية الحديثة المستحدثة”هذه، مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وبعض وكالات استخبار مجتمع المخابرات “الإسرائيلي” وبعض الغربي الأستخباري المرتهن ونظيره البعض العربي المنبطح والذي يعتقد أنّ استمراره في الحكم والسيطرة يعود الى قربه من الشيطانين الأمريكي والصهيوني وأذرعهما ان في الجنّة وان في النار. 

 الأمريكي الآن يتخذ من سلال بروباغندا عدائه لأيران، لفرض سياسات جديدة على حلفائه في المنطقة، تمتد من الأستحلاب المالي الى التوظيف العسكري والمخابراتي لخدمة سياسته في الشرق الأوسط والتي هي سياسة الكيان الصهيوني بامتياز، فلا ثمة حيّز حل للقضية الفلسطينية في ظل سياسات ورؤى البلدربيرغ الأمريكي العدوانية والتي تعبر عنها الأدارة الحالية، فلابدّ اذا من تحريك الشارع العربي وخاصة الشارع الفلسطيني والأردني، لشطب ما تسمى بصفقة القرن أو صفعة القرن والتي صارت تأخذ فكرة السلام الاقليمي مشروع سلام فيّاض، وعلى من قد يتساوق معها من النظام الرسمي العربي المتهالك، فليس لنا الاّ الجبل أي الشعب بمكوناته المختلفة.

ونؤكد أنّ ما يجري في الشرق الأوسط، هو حصيلة جمع نتائج التصادم الدولي حول المصالح الأقتصادية وأوثق استثماراتها وعلاقاتها، بجانب صناعة الأزمات والأرهاب والأستثمار في العلاقات العسكرية، والسيطرة على الموارد الطبيعية وعلى منابع الطاقة ومسارات عبورها ووصولها، بأقل تكلفة وبأسرع وقت الى مصانع ومجتمعات منظومات الدول المتصارعة.   

عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل:عمّان : 5345541     خلوي: 0795615721

عمّان في 12 – أيلول لعام 2021 م.

 

 

 

قد يعجبك ايضا