حماس تجهّز نفسها للتفاوض المباشر مع الصهاينة / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 13/7/2021 م …




ورد في الأمثال أن الكيّس من إتعظ بغيره،أي أن علي الفطين ألا يخوض تجربة خاضها غيره  وأوقعته في المهالك،وقيل أيضا أن من يجرّب المجرّب فإن عقله مخرّب أي خربان،بمعنى أن علينا عدم الخوض في تجربة  سابقة فاشلة،ولكن يبدو أن شهوة السلطة لدى حماس غلبت العقل والمنطق ولم تسمح للحكمة أو أي من بناتها بالتواجد في هذه الحلقة ،لأننا نعرف كيف تأسست ومن أسسها ولماذا ؟،حسمت أمرها وقررت الخوض في البحر اللجي الذي لم يخرج منه من وقع فيه وكان ماهرا في العوم والسباحة،وقد تنازل عن كل شيء ولم يحصل على شيء.

ها هي حماس التي بدأت “النضال”في وقت متأخر – أي إنها ظهرت في وقت شهد فيه النضال  تمويتا متعمدا تمهيدا للخوض في العملية السياسية المسمومة،وذلك إنطلاقا من عقلية الإسلام السياسي الذي يقوم على إنتظار الفرص ليقفز عله يصطاد الفرصة،دون علم منه أن الثعلب هنا أذكى مما يتصور الجميع ،فهو لن يترك للقطط أي أثر لقطعة الجبنة المختلف عليها ،لمهارته في اللعب على الإثنين،وها هي الحالة تنطبق على الواقع الفلسطيني المرير حيث السلطة الخانعة وحماس المتهالكة- ها هي تمهد للدخول في مفاوضات مباشرة مع الصهاينة مستفيدة من جهود المقاومة الفلسطينية في غزة إبان معركة سيف القدس  التي شاركت فيها مكرهة وبدأتها حركة الجهاد الإسلامي أصلا بقثف القدس المحتلة،ويقوم أتباعها بالتمهيد لخطوتها المقبلة ،وتبرير دخولها سوق النخاسة التفاوضي الذي لم يعد بالنفع على الشعب الفلسطيني.

لو كانت حماس حركة ثورية بمعنى الكلمة ،وتؤمن بنهج الجهاد المقدس والكفاح المسلح،لما وصلت إلى هذه الحالة من التهالك  والإرتماء في أحضان الخونة والعملاء، والقيام بزيارات لعواصم العمالة والخيانة والتوسل لمن باعوا فلسطين ان يسمحوا لهم بزيارتهم ،لشرح توجههم الخياني لهم والتأكيد لهم بأنهم اصبحوا كإسلام سياسي في خانة العمالة التي تضم المطبعين ،وأمامنا حالة المنشقين عن الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة بقيادة الجاسوس منصور عباس نموذجا واضحا للإسلام السياسي،الذي أثبت براعة في تنفيذ المطلوب منه  من قبل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ،الذي إتفق مع الملك المغربي محمد السادس على تنفيذ مقاولة التطبيع الحمساوي المجانية مع الصهاينة بدلا من السيسي.

نهمس في آذان قادة حماس الذين أثروا على حساب الشعب الفلسطيني ،وتنعموا في المشي على السجاد الأحمر،وأشتقنوا عض الأيادي التي إمتدت إليهم داعمة لهم ،أن العدو لا يفهم سوى لغة الرصاص،ولتكن هذه هي لغتنا في التفاوض والحوار معه،في حال كنا حريصين فعلا على تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني.

قد يعجبك ايضا