عولمة بعض الجيوب الجغرافية المتقيحة … واشنطن ومذابحها الخارجية المتسيدة للمشهد / المحامي محمد احمد الروسان

 المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 10/7/2021 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …  




الكارتل العميق في الولايات المتحدة الامريكية، يتبنى خطّة السلام الامريكية المسمّاة اعلامياً بصفقة القرن تكتيكيّا لا استراتيجياً، لغايات مسارات الخلط، في ظل صراعاته مع بريطانيا من تحت الطاولة على الساحات ومساحات النفوذ السابقة، لخلق الفوضى المطلوبة، ليصار لاحقاً لترسيم كل شيء بما ويتفق مع المصلحة الامريكية أولاً وأخيراً، وعلى الهامش مصلحة الكيان الصهيوني والذي صار عبء قاتل على الكارتل العميق، في مفاصل الدولة الامريكانية الولاياتية. 

حيث خطّة السلام تلك، والتي تعني شطب النظام السياسي الأردني، لصالح نظام سياسي جديد وبديل ومهندر بديمغرافيا وجغرافيا جديدة، أو حتّى اسم جديد: كمملكة الانباط مثلاً أو المملكة العربية المتحدة أو أي اسم آخر، هؤلاء الأمريكان الرسميون ومؤسسات حكمهم والايباك وعبر الكارتل العميق الحاكم الحقيقي هناك، ما زال وما زالوا  يتبنون  الوهابية بشقيها(السياسي والعسكري). 

وكما يتبنون الاسلام السياسي ويراهنون عليه(عبر اي ادارة ان كانت ديمقراطية أم جمهورية)، لغايات العبث مع الصين عبر ملف الايغور، والعبث في جمهوريات أسيا الوسطى لغايات اضعاف الفدرالية الروسية وتصاعدات نفوذها. 

وتهدف واشنطن الى ترسيخ مواقفها العسكرية والسياسية والمخابراتية في المنطقة، عن طريق انتشار القوّات المسلحة لحلفائها في سورية وعلى الأطراف لدول الجوار السوري من جديد، مع تقليصات محدودة ولكنها وهمية لعدد وعديد قوّاتها المسلحة في سورية والعراق، ونقل مسؤولية ونفقات الحرب على حلفائها، وتوريط أكثر عدد من الدول العربية والأسلامية من جديد وبنسخ مختلفة، في كواليس الحرب في سورية  لغايات عولمة بعض الجيوب الجغرافية المتقيحة من ناحية(كجيب ادلب، وجيب شرق نهر الفرات وجيب التنف)للعبث بالاستقرار السوري وبالحكومة السورية، ودفع جديد للمدنيين للقيام بالاحتجاجات ضمن سيناريو استعادة للمجتمع المدني وتوظيفه، ومن أجل خفض عدد الخسائر بين الجنود الأمريكيين، مع امكانيات استبدالهم ببعض العرب المنبطح والشركات العسكرية الخاصة، وهناك معلومات تشير الى أنّ السعودية والأمارات تبحث عن مجاميع المرتزقة بعمق هذه المرة لشركات البلاك ووتر وأكاديمي بجانب ترتيب أدوار مستحدثة لقطر من جديد.  

واشنطن رغم التصريحات الرسمية تسعى الى تقسيم سورية وانشاء دويلات مستقلة ككانتونات، من دمشق في المناطق الحيوية المهمة من وجهة النظر الأقتصادية، الأمر الذي يقود الى فدرالية سورية، وقتل مركزية الدولة لأضعاف المركز، وهذا يعني افشال اتفاقيات أستانة بنسخها المختلفة، وما جرى مؤخراً من تطور في ملف اللجنة الدستورية، وسابقاً في تبادل أسرى، بين ما تسمى بقوات درع الفرات والجيش العربي السوري، ومسارات جنيف القادمة ان حدث التفاهم الدولي على تقاسم الكعكة في المنطقة، لذلك قلنا دوماً معركة الشمال السوري والشمال الشرقي لسورية، معركة الجيوب الجغرافية المتقيحة ومعركة كانتونات تحدد معالم المنطقة.  

ومرةً ثانيةً وثالثةً ورابعةً نقول: المبادرة الأمريكية الجديدة لما يسمى بالسلام بنسخة ادارة جوزيف بايدن، عبارة عن خطر مباشر لأمن دول المنطقة التي تشارك في تنفيذها كأدوات ومعاول هدم لا بناء، فاستمرار المسألة السورية له تأثير سلبي واضح للوضع السياسي والأجتماعي والأنساني والأقتصادي في دول الشرق الأوسط، والوجود العسكري الأمريكي الدائم هدفه تأييد القوى السياسية الموالية لواشنطن، فالأردن ومصر مثلاً، مصدران للقوّة البشرية تخسران خسائر كبيرة، مما يقود الى زيادة انتقاد السلطات من قبل الشعوب، وزيادة في نشاطات المعارضة في المركز والأطراف لجلّ المحيط الجغرافي لاحقاً. 

انّ دبلوماسية مملكات القلق على الخليج، عرب روتانا الكاميكازيين وحلفائهم من بعض العرب المرتبك، والذي صار بريد رسائل للآخر مع كل أسف وحصرة وحزن، جعلتهم أن يسيروا في اتجاهات الجحيم من دون ارشادات بفعل الأمريكي البراغماتي والتبعية له، فأن تكون حليفاً لماما أمريكا أكثر خطورةً بأن تكون عدوّاً لها، بالرغم من أنّ العداء لها له سلّة مخاطره، لكن أن تكون حليفاً لها أشد خطورةً من الأولى، وهذا ما يعاني منه الأردن وسيعاني بعمق لاحقاً، ان تماهى وتساوق مع شروط صفقة القرن تحت عنوان الورقة الأقتصادية و”..لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده..”. 

ودوما نؤكد أنّ هذا يعني بالسياسة شطب الكيانية الجغرافية والديمغرافية الأردنية بوضعها الحالي وكذا الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل، لصالح كيانية جديدة وديمغرافيا جديدة وبرأس جديد وهذا بمجمله يسمى بالهندرة السياسية للقطر الأردني والقطر الفلسطيني ضمن سورية الطبيعية، ورهاننا على شعبنا في الداخل الأردني وفي الداخل الفلسطيني المحتل فقط لأفشال ذلك، وعلى الملك والعائلة المالكة وحكومة بلادنا وجيشنا والمنظومة الأمنية، وكذا في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفتح وحماس والجهاد الأسلامي وكل الفصائل، أن ينحازوا جميعاً الى هذا الخيار الشعبوي، في مواجهة الرسمي الأمريكي الصفق والصهيوني الأوقح. 

استخبارات البنتاغون الامريكي، وبالتزواج مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي كالضباع لا تستطيع العيش بمكان لا يحوي جيفاً تجتمع عليها، خاصة بعد اعادة هيكلة بعض أقسامها وهندره للبعض الآخر حيث الهندرة بالمفهوم الأداري تعني الشطب واعادة البناء عندما تفشل الهيكلة، فهي بمثابة مخابرات تبرير وفبركة لسباق تسلّح محموم ونشر للفوضى خاصة بوجود مستر وليام بيرنز ووزير الخارجية أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي الأمريكي مستر جاك سوليفان. 

 وحيث الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على( استغبائنا واستغفالنا) كعرب ومسلمين، فهي تعمل هذا الأوان على إعادة إنتاج مفهوم الخطر الإيراني من جديد، وقولبته توليفاً وتوظيفاً في المنطقة، ان في الجنوب السوري(حيث المحور الخصم للمحور المقاوم، يعمل على عولمته من جديد، كمنطقة خفض تصعيد بدأت تترنح وفقاً لمفهوم استعادتها الى حضن الدولة الوطنية السورية ان عبر المصالحات، وان عبر البوط العسكري، بعد أن قام اتفاق تخادم المصالح بمهمته ازاء جلّ الأطراف، حيث بدأ موندياله العسكري والسياسي، ان في شرق نهر الفرات في التنف كمنطقة خفض تصعيد، حيث بدأت المقاومة الشعبوية السورية في استهداف المستشارين العسكريين بجانب ما يسمى بجيش المغاوير. 

وثمة شيطنة لحزب الله اللبناني وبالتعاون والتنسيق مع الدولة العبرية(الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة)ومع الأدوات القذرة في الداخل اللبناني وبعض الدواخل العربية من جماعات تكفيريّة وغيرها، مترافقاً مع شحن طائفي ومذهبي واثني عرقي، وذلك عبر اسطوانات إعلامية “بروبوغنديّة”مشروخة، وتحت يافطة المحافظة على السلم والأمن الدوليين على المستوى الإقليمي والأممي، بشكل يتزامن في تصعيدات قادمة لمستويات الأرهاب المدخل الى الداخل السوري والداخل العراقي من دول جواره العربي وغير العربي بحجة خرق دمشق لأتفاقيات خفض التصعيد، في استهداف الدولة الوطنية السورية والدولة الوطنية العراقية وموردها البشري، بالرغم من بوادر تقارب تركي روسي ايراني عميق في الشمال السوري وخاصة في ادلب(لقاء استانة ونتائجه بنسخه المختلفة مؤشر حقيقي)، وترك مكب الأرهاب هناك في مواجهة الجيش العربي السوري وحلفائه، لذلك نلحظ عناصر مجاميع الأرهاب في ادلب بدأت تحلق اللحى من الآن، بالرغم من قول وزير الخارجية التركي أنّ اتفاق منبج ما غيره والمعروف، من شأنه أن يقرّب العلاقات بين تركيا وواشنطن. 

 الروسي يضع وشاحه الأحمر أمام الثور الأمريكي المهجّن، فينفث الأخير أنفاسه غاضباً محرّكاً أرجله ومطئطئاً لرأسه، حيث الأول يثير استفزاز الثاني، فكانت القاعدة العسكرية الأمريكية في رميلان والتي تخضع لسيطرة قوّات سورية الديمقراطية(قسد)، مقابل القاعدة الروسيّة في حميميم، وكان الضوء الأخضر الأمريكي لبعض بعض الكرد في اعلان اقليم كردستان الغربية اقليم روج ايفا في ايطار فدرالي، عبر مؤتمر قيل أنّه تأسيسي وعام ضم عناصر عربية وسريانية وآشورية، من باب النكهة السياسية لا أكثر ولا أقل من ذلك، مع اعلان أمريكي فوق الطاولة رافض له.  

والولايات المتحدة الأمريكية عسكريّاً ومخابراتيّاً واقتصاديّاً لم تغادر العراق الذي احتلته لكي تعود اليه من جديد أصلاً وتحت عنوان محاربة داعش، فهي تملك أكبر سفارة في الشرق الأوسط والعالم فيه، ولها قواعد عسكرية ذات حواضن في الجغرافيا والديمغرافيا العراقية وخاصةً قاعدة عين الأسد وهي أهم من قاعدة انجرليك في تركيا بالنسبة لواشنطن.  

هذا وقد عملت أمريكا على هندرة وجودها الشامل في العراق المحتل عبر الأتفاقية الأمنية الموقعة في العام 2008 م، وأمريكا صنعت الأرهاب وأحياناً تحاربه تكتيكيّاً وأحياناً كثيرة تتحالف معه وتوظفه وتولفه خدمةً لمصالحها ورؤيتها، صنعت القاعدة بالتعاون مع السعودية في أفغانستان وفيما بعد حاربتها ثم تحالفت معها وما زالت في الحدث السوري، وصنعت داعش وأحسنت وتحسن توظيفه في الداخل العراقي وبالتنسيق والتعاون مع الأستخبارات السعودية والقطرية والتركية، انطلاقاً من استغلال الساحة العراقية للضغط ومزيد من الضغط على ايران لتقديم تنازلات في موضوعة الأتفاق النووي، ثم لأستخدامه لاحقاً لأستنزاف ايران نفسها عسكريّاً، وكذلك لأضعاف تركيا لاحقاً. 

 والأتراك شعروا الآن أنهم تورطوا بالتحالف مع جبهة النصرة وداعش وفتحوا لهم معسكرات تدريب في الداخل التركي في استهدافاتهم لسورية، وكيف استطاعت القاعدة وداعش من اختراق جهاز الأستخبارت التركي والمخابرات التركية عبر الضبّاط الذين أفردوا للتعامل والتنسيق مع جبهة النصرة وداعش في الحدث السوري، حيث انتقل الوباء العقائدي والأيدولوجي لهم، وتقارير المخابرات الأيرانية الى مجتمع المخابرات التركي لم تنقطع حيث مفادها: أنّ جبهة النصرة وداعش صارتا تشكلان خلايا نائمة في الداخل التركي وتخترقان الأجهزة الأمنية التركية نتيجة التنسيق الأمني المشرّع معهما عبر حكومة أرودوغان لأستهداف الدولة الوطنية السورية، ومنذ بل قبل بداية الحدث السوري بعام تحديداً في عام منتصف عام 2010 م، وأن ايران وواشنطن ونتيجة للقاء غير معلن في ذلك العام، وضعت الدولة الوطنية الأيرانية ما في جعبتها من معلومات استخبارية على طاولة اللقاء مع واشنطن، وعلى أثر ذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية بارسال وفد أمني عالي المستوى معه مسؤولين من الأف بي أي الى تركيا، وطلبت واشنطن من أنقرة وقف التنسيق مع جبهة النصرة وداعش، فقامت تركيا في حينه بوضعهما على قوائم الأرهاب الأممي والأقليمي وقبيل الطلب من داعش في تحركاتها السريالية في المنطقة. 

وما زالت تعاني المؤسسات الأمنية والمدنية في العراق ومؤسسة الجيش العراقي وجهاز مكافحة الأرهاب من آفة الفساد والأفساد الممنهج، حيث الفساد في المؤسسات الأمنية وعن المال القطري والسعودي والاماراتي ودفع الرشى لتسهيلات مهمات مجاميع الأرهاب، وكيف فعل فعله المال في تقدم داعش كما فعل فعله المال السعودي في تقدم حركة طالبان أفغانستان وطالبان الباكستان في حينه، وعن تساوقات السياسة الخارجية السعودية مع واشنطن ازاء المنطقة، حيث خلاصة السياسة السعودية هي: سورية فلنخرّبها، وبغداد فلنفجّرها، لبنان فلنعطّلها، واليمن فلنصفعها وتبقى دولة فاشلة، وايران فلنستنزفها، ومصر فلنهيكل دورها عبر آفة المال ومدينة اليونيوم وتفعيل مشكلة سد النهضة في أثيوبيا، على أن لا تستعيده لدورها التاريخي. 

 لذلك ما يجري في سورية وأحيانا في العراق، هو عمليات كر وفر استخباراتية دولية واقليمية بأدوات عراقية محلية نتيجةّ لفعل استخباراتي قذر وقذر على الأرض، سرّعت من خلاله واشنطن من تفعيل وجودها في الداخل العراقي وتهيئته لفعل قادم ازاء ايران وازاء سورية ولاحقاً ازاء الدور التركي والسعودية نفسها ليعلن بوضوح أنّ ايران ستحارب الأرهاب في الداخل العراقي والمنطقة والعالم، وهذا الأعلان الأيراني هو نتيجة لمعرفة مجتمع المخابرات الأيرانية بخطط ونوايا الولايات المتحدة الأمريكية نحوها ونحو سورية ولاحقاً تركيا والسعودية نفسها أيضاً، انّ ما يجري في العراق وسورية وجلّ المنطقة، لعبة أمم بأدوات بعض محلية وبعض عربية وبعض غربية، كعواميس الدواخل العربية.  

للتاريخ وفي التاريخ في عام 1973 م عندما أبكت المخابرات السورية ثكنة المرتزقة “اسرائيل” عبر ضابط الموساد عاموس ليفينبرغ، الذي اصطحب معه كتاب(تنفيذ الأوامر القتالية لسلاح الطيران الأسرائيلي الصهيوني)، والذي يعتبر توراة سلاح الجو وحلم أي جهاز مخابرات معادي، وتم خطفه وكافة زملائه الذين كانوا برفقته في الوحدة 8200 الأستخباراتية الأسرائيلية، عبر وحدة خاصة من الجيش السوري ووحدة خاصة من المقاومة الفلسطينية تدربوا في جبال اللاذقية، لتماثل ظروف قاعدة حرمون على أعلى جبل الشيخ في لبنان حيث قاعدة الأستخبارات الأسرائيلية بخمسة طوابق وحواسيبها وشيفرات سلاح الجو، وكر ما كرّ من معلومات للمخابرات السورية ثم المصرية ثم الروسيّة بعد أن تم اقناعه وافهامه أنّ اسرائيل انتهت، والدبّابات السورية والمصرية تسرح وتمرح في شوارع تل أبيب، والسؤال هنا: كم من عواميس الداخل السوري ذهبوا الى من تآمر على سوريتنا الطبيعية ليسلموه حقائب ملأى بالأسرار؟ أليس من ذهب الى الجنيفات بأرقامها المتعددة حتّى اللحظة، وبأرقامها القادمة من وفد الرياض والهيئة العليا برئاسة الحائط المتحرك رياض حجاب ونسخه من عواميس سوريين؟ هؤلاء وأمثالهم اصطفوا طوابيراً أمام مكاتب الأستخبارات الأجنبية وتقاطروا زرافات ووحداناً من كلّ زوجين اثنين ليبوحوا للموساد وغيره بما يعرفونه عن سورية وجيشها واسرارها طواعيةً لا تحت التعذيب وعلى رأس هؤلاء الأخونجي السوري كمال الليبواني ،عاموس بجلد جينات عربية ومن حركة اسلامية. 

 واذا كان عاموس ليفينبرغ قد ألحق بثكنة المرتزقة جروحاً غائرة لا تزال تلعقها وتداويها الى يومنا هذا، وتدفع ثمن ما أباحه من معلومات وحتى لحظة كتابة هذا التحليل، فكم تحتاج سوريتنا من الوقت والجهد والأموال والدماء لتلافي الأضرار الفادحة التي تسبب بها عشرات بل مئات أو ربما آلاف العواميس، ان لجهة سورية، وان لجهة باقي الساحات العربية؟ أه يا سوريتي الطبيعية كم هم السفلة والخونة من أبناء أمتنا العربية والأسلامية. 

في مفصل المشهد الدولي الأن:

هنا اللحظة الروسية: سقوط دمشق يعني سقوط موسكو، ويعني سقوط طشقند في أسيا الوسطى، وسقوط غروزني في القوقاز بيد دواعش الماما الأمريكية، وفي الذاكرة الروسيّة الحيّة: ذكرى مدرسة بيسلان وذكرى مسرح موسكو حاضرتان، وموسكو وبلغه عسكرية متدرجة جديدة جديّة هذه المرة ومباشرة قالت: تعالوا نضع قواعد النظام العالمي الجديد، وأي خيار آخر يعني دوّامة الوهم التي تبتلع الكلّ في الكلّ بالكلّ، وفي لحظة الضياع الأمريكي(التواطؤ الأمريكي)الروس قالوا كلمتهم صراحةً كالشمس والقمر، وتبعهم جلّ الأوروبيون، فمتى يلحق بهم البعض العربي المتردد؟ 

يبدو أن العالم ذاهب إلى الصراع عبر الحدث السوري وغيره، وقدوم التحالف الامريكي مع الاسلام السياسي من خلال الدولة العميقة عبر الناطق الرسمي جو بايدن، بادارة ثالثة لباراك أوباما، الأصولية تنتشر كالنار في الهشيم في كل المذاهب والأيدولوجيات وتغزو العالم، وثمة هلال سلفي لا هلال شيعي، تبدأ ملامحه من مشيخات الخليج وتحالفها مع الكيان الصهيوني لأسرلة المنطقة، وصولاً الى شمال أفريقيا، وتوقيع الاسلام السياسي اتفاق تطبيع مع اسرائيل الصهيونية، لتسريع الأسرلة من خلال حكومة سعد الدين العثماني الاخونجية. 

والانسان يريد أن يقتل أخيه الانسان لأنه مّل دعوات المحبة والأخوة والمساواة في الخلق، ويريد أن يعود إلى طباع جده الأول قابيل القاتل المنتصر على أخيه هابيل،  فما يشهده عالمنا اليوم من قتل وانتهاك واستعداء وكراهية يدل على ذلك، في حين أن هذه الأشياء تعتبر الغذاء الأشهى للنزعات الأصولية، لتتقوى ويشتد عودها في كل الأديان و المجتمعات، والمتابع اللمّاح يدرك هذا جيداً، حيث أنّ انحباس الأحقاد وكبت الكره أصبح ظاهرة خطيرة تهدد العالم، أكثر من ظاهرة الاحتباس الحراري، ويمكن تلمّس أثارها بدءً من شمال العالم، مروراً بالشرق الأوسط، وصولاً إلى جنوب الكرة الأرضية.  

وأمريكا تعود بقوّة إلى سلفيتها و أصوليتها المعهودة، وتخصصها في مجال الإبادات الجماعية وإراقة الدماء، أنّهم مولعون بإشعال فتيل الحروب، قاموا بإبادة الهنود الحمر معلنين بداية جديدة، واليوم يسعون وراء إبادة جماعية أخرى لشعب ما، علّهم يعلنون بداية عالم جديد بدأوا يتحسّسون أنه يخرج عن سيطرتهم، أجدادهم الأوربيين حدّث ولا حرج، يلهثون اليوم لخوض أي حرب تحفظهم من التشتّت والتفتّت وضياع دولهم، لذلك هم يصرّون بقوّة على تخريب سورية قلب الشرق وتاجه، ودعم الأصوليين والسلفيين مشابهيهم في الطباع والصفات.  

واشنطن تعاني من HOMESICK لماضيها الدموي شوقاً وحنيناً، وروسيّا تتمسك بالشرعية الدولية وقواعد القانون الأممي، وتعرف أنّ الهدف النهائي هي بالأساس ومعها الصين وايران وترد هنا وهناك وفي كل الساحات وعلى كافة المسارات سرّاً وعلناً، وتحظى باسنادات صينية تتعاظم لدرجة تموضعات صينية عسكرية قادمة ولكن بهدوء. 

العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هي عاصمة طبقة مجرمة ارهابية في عروق مجتمع كارتلات الحكم الولاياتي في الداخل الأمريكي، تستخدم الحروب لتحصد دماءَ الأمريكيين والضحايا لأدواتها من الشعوب الأخرى، لتشنَ حروباً خارجية للهيمنة على الموارد والسيطرة السيكولوجية الداخلية، بحيث يتم تطبيق إجراءات حربية بشكل روتيني بهدف خداع الجماهير وتركها في حالة من الصدمة والتحرك الدائم باتجاه الاستعمار الخارجي ضد مجموعات مستهدَفة، ترغب واشنطن وشركات النفط الغربية في الاستيلاء على مواردها الطبيعية، وسرقة أراضي شعوب العالم الثالث لتمرير خطوط الأنابيب الاستراتيجية عبر آسيا الوسطى. 

 يعمل قادة واشنطن بشكل روتيني على استحضار فكرة وجود مخاطر خارجية تهدد الأمة في محاولة ساخرة لبناء عقيدة لدى الجمهور الأمريكي، يتم من خلالها تفحص موارد الأمم الأخرى( من قبل العقائد التنفيذية)بصفتها ملكاً للأمريكيين. 

 تعمل أرباح شركات الأسلحة على نقل الثروة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وتفرض الضرائب على غالبية الطبقة العاملة والوسطى، بينما يعاني الفقراء والمحرومون من البطالة لغياب فرص العمل. 

إنّ قتل واغتيالَ المدنيين، حدث روتيني في عقيدة الحرب على التمرد المضاد، فقد اغتالت “سي آي إيه”، أو خططت لاغتيال، أكثر من 50 زعيماً أجنبياً، في تشيلي، والعراق، وليبيا، وبَنما، والسلفادور، وسوريا، وفلسطين المحتلة، ولبنان، وروسيا، وايران. 

والذكاء أن تدفع خصمك ليلعب الحركة الأخيرة لا أن يحوّل هزيمته المحتومة لتعادل، حيث ثمة ادراك أمريكي أنّ الأكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لأرتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الأنتحار، ان كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية يتفاقم بعد توالي الأنتكاسات لأدواتهم في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي هذا من جهة، ومن جهة أخرى، 

 في أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب فخّاً للرياض وأنقرة)تتجلّى حكمة طبيعية: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم، ليتهم يلعبون هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة.  

ولكننا كجيب مقاومة مع غيرنا من المثقفين كما نزعم، لا بدّ من الأستمرار بفعلنا وجهدنا، بكتابة الدراسات والتحليلات والبحث عن المعلومات الأستخباراتية وتحليلها تحليلاً علميّاً بعيداً عن العواطف وجمعها في حويصل ونشرها للناس كافةً ولمن يقرأ من أجهزة الأستخبار العربية، وبرسائلنا التنويرية لأبناء أمتنا، وفضح التروتسك العرب والمتسربلون منهم، ان بلباس الليبرالين الجدد كبرامكة الساحات العربية، وان بأي ثوب آخر أو ثقافة دخيلة مخترقة ملوّثة.  

الآخر الغربي وعلى رأسه الأمريكي عبر جنين دولته العميقة، يريدون تحويل منطقة بلاد الشام الى ولايات متعددة، ثم اقامة دولة اتحادية تجمعها مع الكيان الصهيوني ثكنة المرتزقة، عبر سلطة فيدرالية كحل للمشكل الأسرائيلي الفلسطيني، وعبر غربلته بما تسمى بصفقة القرن(تم اختصار وتقزيم الصراع العربي الأسرائيلي الأستراتجي في زمن عرب روتانا وداعش الى هذا المشكل الثنائي، وليس كمشكل جمعي يشترك مع العرب كوحدة واحدة، ليصار الى التصفية لاحقا له عبر أشكال سياسية معينة من كونفدرالي ثنائي، الى كونفدرالي ثلاثي، الى فدرلة سكّانية تمهد لما هو قادم عبر التروتسك الغربي أو البعض العربي بشكل عام)، مع جعل العراق ولايات أربع(كركوك، الموصل، بغداد، البصرة)، ومحاولات اسقاط النظام في سورية وفدرلتها عبر الأثنيات، وفرض دستور محدد(دستور الطوائف والأثنيات)، مع انتاجات لآشكال من 14 أذار لبناني في الداخل السوري، حيث لبنان لم يستقر منذ اتفاق الطائف الذي وضع حدّاً للحرب الأهلية اللبنانية. 

 والعديد من الساحات السياسية العربية، ان لجهة القويّة، وان لجهة الضعيفة، هي في الواقع ولغة المنطق تقع على خط صدع زلزالي مترنّح، فكلما تحركت الصفائح السياسية الأستراتيجية في المنطقة(أعني الصفيحة الأستراتيجية السورية)حيث التآمر على المنطقة عبر سورية، تحرك الواقع في هذه الساحات لشق الجغرافيا والديمغرافيا، ان في لبنان، وان في الأردن، وان في فلسطين المحتلة، هذا يحدث في زمن العولمة وانتشارها الفج غير المدروس أحياناً كانتشار النار في الهشيم، حيث تتساقط الحدود الثقافية بما فيها التاريخية، فبانت حدود الدول متداخلة. 

 نعم انّ تطورات الميدان العسكري السوري، أرخت بثقلها على عواصم حلف الحرب على سورية وفي سورية وحولها، نرى واشنطن تنشط ضمن منظومة التسوية السياسية لحجز مقعد سياسي لحلفائها من البعض العربي وغيره، كما تنشط ضمن منظومة الحرب على الأرهاب لتدعو حلفائها الى حجز حصّة من الجغرافيا السورية، فنصحتهم بعدم اضاعة الوقت والمسارعة، ليسبقوا الجيش العربي السوري وحلفائه، ويمسكوا بجزء من الجغرافيا المشغولة من قبل بقايا الأرهابيين، يجري تسليمها للقوى التابعة لتركيا والسعودية، وجعل وحدة التراب السوري الجغرافي، رهناً بالتوافق مع هذه الجماعات الأرهابية تفاوضيّاً. 

 وبعبارة أدق: لأنتزاع الكلمة العليا في سورية، والتي صارت تتركز بيد السوري والروسي، باسناد ايراني وحزب الله، وبغطاء صيني الى حد ما، فعداء السعودي الرسمي للسوري يفوق عدائه لطفله البيولوجي الداعشيّ. 

 الصيني يدعم الروسي في سورية لأسباب عديدة ومعروفة، بجانب حاجة الصيني للروسي ودعمه له في علاقاته الصدامية مع الأمريكي في بحر الصين، ولمساعدته في ضبط مغامرات كوريا الشمالية، مع سعي الصين وعبر الملف السوري الى ارباك الناتو في الشرق الأوسط، قبل التمدد الأمريكي الأكبر والأعمق في شرق أسيا، فمجتمع المخابرات الصيني متقاطعاً مع نظيره الروسي ونظيره الأيراني، يتابع أليات اعادة الهيكلة للوجود الولاياتي الأمريكي في المنطقة وخاصةً في الخليج، بعد دخول الأتفاق النووي الأيراني في غرفة العناية المركزية، بسبب الامريكي وتقاطع الاوروبي المنافق معه.

 ثمة اكتفاء أمريكي تكتيكياً من الطاقة، لغايات استراتيجيتها الجديدة(الأرتكاز الأسيوي)في شرق ووسط أسيا لمحاربة الصين، فبعد أنّ سلّمت واشنطن قاعدتها لبريطانيا في البحرين(راجع تحليلانا: ثمة صراع أمريكي بريطاني على فرز ديمغرافي وجغرافي للساحات)والمنامة تريد أخذ مباركة روسية لغايات تأمين غطاء دولي لأوضاعها الداخلية والمنامة مبتلعة سعودياً، وحيث أنّ التصرفات الأمريكية صارت غير مؤكدة اليوم، وقد تكون هذه هي القطبة المخفية في علاقات المنامة مع روسيّا اليوم. 

علينا كرجال فكر حر متنور، غير مرتبط بأجندات دول وأجهزة مخابراتية، أن نعمل على فضح الجرائم الأمريكية، وأسرار أمريكا القذرة في سورية، وكما فعل ويفعل الكثير من المفكرين السياسيين في الغرب وأمريكا الى فضح  الجرائم الأمريكية، ليس فقط أمام الرأي العام الأمريكي بل والاممي، ولا سيما الاعتداءات المتتالية، واحتلال جزء من أراضيها، ودعم التنظيمات الإرهابية منذ بداية الحرب التي شنت عليها، في محاولة لمنع الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن من تكرارها، بفعل دور ومسار قد ترسمه لها الدولة العميقة في الداخل الامريكي. 

وصحيح منطق وواقع، انّ أفضل أمل لمنع جولة جديدة من الأخطاء والأكاذيب والفظائع، هو الكشف عن الأخطاء والأكاذيب والجرائم الأمريكية السابقة في سورية، وإلى ضرورة فتح الملفات السريّة الأمريكية القذرة بشأن سورية، وهذا من شأنه أن يوفر سلاحاً فعّالاً، في يد أعداد هائلة من الأمريكيين وغير الامريكيين في العالم، الذين يعارضون بشدة شن حروب جديدة. 

ومن الجدير ذكره أنّ حملة الرئيس جو بايدن الانتخابية، تذكرون كيف تعهدت بزيادة الضغوط على سورية الدولة والنسق والشعب، من خلال تزويد التنظيمات الإرهابية التي تطلق عليها واشنطن اسم المعارضة، بالمزيد من الأسلحة والمال، وعلى سبيل الدلالة والاستدلال، نرى أنّ كل خبير في السياسة الخارجية تم طرحه كعضو في مجلس حكومة جو بايدن، سبق له أن دعم سياسة إسقاط  الحكومات والدول، ومساعدة تنظيمات إرهابية من بينها القاعدة وداعش وتدمير البلدان وتهجير ملايين اللاجئين من ديارهم.

هذا وقد وجّه أحد المفكرين في أمريكا، المفكر الامريكي الحر جيميس بوفارد سؤالاً للناخبين الأمريكيين بقوله:  كم عدد السوريين الذين صوتم لقتلهم في يوم الانتخابات؟ وأضاف: بفضل نظامنا السياسي المنحرف، سيتم الكشف عن الإجابة على هذا السؤال على مدى السنوات الأربع المقبلة، إذا نجحت إدارة جو بايدن بجر الولايات المتحدة مجدداً إلى الحرب في سورية.

وبلا أدنى شك، انّ سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية، جسّدت لفترة طويلة من الزمن انحلال وخبث السياسيين وصناع القرار السياسي في واشنطن، فضلا عن فساد قسم كبير من وسائل الإعلام الأمريكية، الى أنّ منظومة وسلال الأكاذيب، شكّلت أساساً لهذه السياسة، وأن الحجج المختلقة التي تذرع بها السياسيون الأمريكيون، لتبرير تدمير كل من صربيا والعراق وليبيا، قام بتطبيقها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري في عام 2013 على سورية.

فالكذب والقتل في كثير من الأحيان، كانا وجهين للعملة السياسية ذاتها، فالحكومة الأمريكية  في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما ، قدّمت مبالغ نقدية كبيرة وكمية هائلة من الأسلحة للجماعات الإرهابية وصنعت داعش، وهي ما زالت مستمرة في التذرع بأن هذه الجماعات تمثل متمردين معتدلين وفق وصفها، وجلّ هؤلاء المسلحين المتمردين، تعاونوا مع تنظيم داعش الإرهابي صنيعتها لحكومة أوباما، أو مع تنظيمات إرهابية أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة، الصنيعة الامريكية الأحقر والأقذر.

وانّ جلّ تغطيات وسائل الإعلام الأمريكية للحرب على سورية، كانت وما زالت، تستند على الأكاذيب، واختلاق القصص الخرافية والتهليل للاعتداءات الصاروخية من قبل القوات الأمريكية على الأراضي السورية رغم الاستناد إلى مزاعم ملفقة باستخدام أسلحة كيميائية. 

انّ ما يسمى بخبراء السياسة الخارجية الأمريكية، يعدون أكثر المخادعين احتراماً في واشنطن، وأنّه لن يكون من المستغرب أن يكرر المعينون من قبل جو بايدن الروتين نفسه، الذي كان سائداً في سنوات باراك أوباما، وهو تمويل الإرهابيين لتعذيب دولة، لمجرد عدم موافقة واشنطن على قيادتها، وخاصةً أنّ ادارة جو بايدن المنتخبة بضعف، هي بمثابة ادارة ثالثة لباراك أوباما. 

فاذا بدأت إدارة جو بايدن بتنفيذ مخططات للعدوان على سورية، فسيكون من السذاجة أن يتوقع الأمريكيون، تعلم الحقائق من أخبار المحطات الفضائية أو الصحف الصباحية الأمريكية، حيث يشير ذلك، إلى توافق وسائل الإعلام في الولايات المتحدة مع سياسييها، باعتماد نهج الكذب فيما يتعلق بسورية، وأنّ هذه الوسائل ستستمر في حال وقوع أي اعتداءات بتجاهل الأطفال السوريين، الذين يموتون في الغارات الجوية الأمريكية، وستسميهم الصحافة الامريكية، والبنتاغون ووزارة الخارجية، ووكالات الاستخبار الامريكية: بالأضرار الجانبية.

ثمة قول قديم وحكيم: إن أشعة الشمس، هي أفضل مطهر، أما بالنسبة للسياسة الأمريكية في سورية، فإن المطلوب هو التطهير بالأسيد، لسمعة أي مسؤول حكومي متورط بخلق الكوارث أو إدامتها أو التستر عليها، وأي مسؤول حكومي أمريكي، متورط في تسليح ما يسمى بالمعارضة المعتدلة يستحق السخرية إلى الأبد، مع ضرورة أهمية فضح الوثائق والسجلات الخاصة بالتدخل الأمريكي في سورية، على غرار ويكيليكس، مع التحذير في الوقت ذاته، من أن يتم تصنيف الأغلبية العظمى منها على أنها: أسرار عسكرية أو أسرار تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، لغايات عدم نشرها وشرححها للرأي العام الامريكي والعالمي.

ومن الضروري أن يتضمن فضح وثائق التدخلات والجرائم الأمريكية في سورية، كشفاً عن الخيوط التي نسجتها الحكومات الأجنبية لدفع التدخل الأمريكي أو إدامته، لتحصين الأمريكيين المعارضين للحروب من حيل مماثلة في المستقبل، وهنا نشير الى اعتراف سلطات الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي والذي قبله، بتقديمها مساعدات عسكرية ولوجستية للتنظيمات الإرهابية في سورية، إضافة إلى ضخ النظام السعودي والقطري والاماراتي، كميات هائلة من الأسلحة والأموال في أيدي هذه التنظيمات بموافقة إدارة باراك أوباما، وتحت اشراف نائبه آنذاك جو بايدن، الرئيس الامريكي الحالي. 

انّ مسألة فتح ملفات التدخل الأمريكي في سورية اليوم من شأنه، أن يوفر أدلة كثيرة ومتعددة، تساعد مناهضي الحروب والتدخل في الدول الأخرى على الوقوف بوجه هذه السياسة الرعناء، أكثر من أي وقت مضى. 

واشنطن لم تعد قادرة على إخفاء مذبحتها الخارجية وفي كفن النوايا الحسنة، فلا توجد مصلحة وطنية أمريكية تبرر قتل المزيد من الناس بلا فائدة في سورية، أو في أي مكان آخر، وأنه يجب على الأمريكيين الوقوف ضد سياسيي بلدهم الذين يروجون للتدخل العدواني في دول العالم، والسخرية مع الفضح، من أولئك الذين يصورون هذا العدوان على أنه انتصار للمثالية.

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111     خلوي: 0795615721

سما الروسان في 11 تموز لعام 2021 م .

هاتف المنزل: 5674111    خلوي : 0795615721 

*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الأشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والأقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي: طلقات تنويرية.

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

 

 

قد يعجبك ايضا