صيغة “استانا ” حول سورية تحمل توجها روسيا جديدا / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 9/7/2021 م …




لاشك ان الوضع غير الطبيعي  الذي يسود المناطق السورية التي مازالت تخضع لاحتلال تركي وامريكي بغيض منذ سنوات قد طال امده وان صبر سورية وروسيا قد  نفد  خاصة ما يتعلق  بمحافظة  ادلب والمناطق  الشمالية  الشرقية التي تخضع لبعض القيادات  السورية الكردية الخائنة التي تحتمي بالامريكي وتشاركه عمليات سرقة ثروات الشعب السوري وغذائه.

  ان الدولة السورية ليست عاجزة يدعمها الاصدقاء والحلفاء وفي المقدمة روسيا و بامكانها ان تحسم الامر عسكريا وتطرد بقايا الجماعات الارهابية التي تلقى الدعم والمساندة التركية كما الامريكية  مثلما طردتها من بقية المناطق السورية لتتجمع في ادلب محتمية بحكومة اردوغان .

 لكن هناك وجهات نظر منها  ما  يجري التعويل عليه  يتعلق بالحوار السياسي ” مع معارضة بل معارضات  ” عميلة تتخذ من عواصم دول عدوة  لسورية مقرات لها  هذا الحوار فقد  معناه بل  وحتى قيمته وكذلك  الخشية على  المدنيين  في تلك المناطق وغيرهم  علما ان انقرة لاتسمح حتى  للذين يوجدون على اراضيها ” كلاجئين” بعد ان تسببت في  هجرتهم جراء دعم الارهاب  لن تسمح  بعودتهم الى الوطن الام سورية بعد ان تحولوا الى مصدر رزق لتركيا تبتز بهم دول الاتحاد الاوربي للحصول على مليارات ” اليورو   وتجند الاستخبارت التركية المرتزقة منهم  مستغلة حاجتهم المالية .

  و الذريعة التي تتحجج بها واشنطن  وبقية عواصم الغرب الاستعماري  هي ان الاوضاع في سورية ليست مناسبة للعودة  الا ان هذه الحجج فقدت مصداقيتها طيلة هذه السنوات وبات الجانب الروسي الذي منح  اكثر من فرصة لتركيا للايفاء بالتزامتها والاتفاقيات التي وقعتها مع الجانب الروسي   بات  يدرك  انها تمصلت منها.

   ان روسيا ليست بغافلة عن مثل هذه الاساليب  ويعلم  قادتها  جيدا الاعيب تركيا و الغرب  لذا فان موسكو اخذت تشير وبالاسماء الى الدول التي  توجد قوات عسكرية لها بصورة غير شرعيةعلى الاراضي السورية وفي المقدمة تركيا والولايات المتحدة وتطالبها بالانسحاب .

وللمرة الاولى نسمع وبعبارة صريحة وبتحديد الاسماء دون مجاملة او تردد من مسؤول روسي رفيع المستوى هو  الكسندر  لافرينتييف مبعوث الرئيس فلاديمير  بوتين الخاص الى سورية حين  شدد في ختام الجولة 16من مفاوضات صيغة استانا التي عقدت في  مدينة نور سلطان عاصمة  جمهورية كازاخستان على  سحب القوات الامريكية والتركية من شمال غرب سورية ووصف هذا الوجود العسكري بالمؤقت.

تاكيد مبعوث الرئيس الروسي  على ضرورة الحفاظ على وحدة الجغرافيا السورية ايضا ودعا الغرب الى وضع حد  لاستخدام العقاب الجماعي ضد الشعب السوري ووصف ذلك بالاسلوب المعيب.

يتضح من خلال تاكيد لافرينتييف ان روسيا نفد صبرها ولم يعد تتحمل المزيد جراء الاسلوب التركي  المرائي والاستمرار بلعبة ” محاربة الارهاب” لابقاء قواتها في مناطق سورية وهو ذات الاسلوب الخبيث الذي تمارسه الولايات المتحدة للبقاء في سوريا رغم بعض الخلافات حول ” وجود اطراف كردية عميلة تتعكز عليها واشنطن للبقاء .

ان اشارة مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى سورية الى القوات التركية والامريكية لم تات عفوية بل انها تعكس امتعاض موسكو من الموقفين التركي والامريكي في سورية  بصرف النظر عن  العلاقات الروسية والتركية  التي تفرضها بعض المصالح المشتركة .

 ولابد ان  تعقب اشارة المسؤول الروسي  الرفيع المستوى نشاطات وتحركات عملية تتماشى من الجهود المبذولة لحلحلة الاوضاع  من اجل معافاة سورية وعدم الاكتفاء بالتصريحات لاسيما وان محاولات الولايات المتحدة وحلفائها  مواصلة ممارسة سياستهما  العدوانية نحو روسيا واستفزازها في مناطق البحر الاسود والبلطيق لم تتوقف.

 لابد وان ترد عليها موسكو  ليس بالضرورة  ان يكون الرد عند حدودها مع الدول الاوربية  الغربية  الاعضاء في حلف ناتو العدواني بل ربما خارج حدودها وفي اكثر من منطقة في امريكا اللاتينية ” فنزويلا وكوبا ” مرشحة للرد و حتى سورية لن تكون بعيدة عن ذلك بعد المناورات الروسية  الاخيرة قرب  الموانئ السورية في البحر المتوسط التي تعتبر واحدة من رسائل روسيا لتاكيد وجودها العسكري ودعمها للدولة السورية .

 

قد يعجبك ايضا