موسكو ضاقت ذرعا بسياسة انقرة الانتهازية والعدوانية / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 25/5/2021 م …




عرف عن تركيا انها دولة تنتهج سياسة  توسعية اقليمية وعدوانية في العالم وحتى مع دول اعضاء في حلف شمال الاطلسي ” ناتو” العدواني ” اليونان” مثالا  دون ان تعير وزنا للعلاقات الدولية ولحسن الجوار .

 مثلما  تتاجر وبطريقة معيبة  بالقضية الفلسطينية وهي التي لم تقدم شيئا ملموسا للفلسطينيين غير الكلام المعسول والكاذب شانها بذلك شان معظم الحكومات والدول التي تتاجر بدماء الفلسطينيين وب ” الاماكن المقدسة ” في الاراضي المحتلة.

  وقيل والعهدة على القائل ان مادة السمنت التي تشيد بها المستوطنات الصهيونية تصل الى فلسطين المحتلة من تركيا التي تقيم علاقات مميزة مع تل ابيب منذ عقود من السنين وقد سبقت معظم الدول والانظمة الفاسدة في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني منذ   عشرات السنين .

  ووصل الحال بهذه الدولة المارقة التي تحتل اراض عراقية وسورية وتوجد  قوات ومرتزقة لها  في ليبيا بصورة غير شرعية  تحت حجج واهية وصل بها  الحال  حتى التطاول في سياستها على دولة ترتبط معها باتفاقيات وقعها اردوغان مع الرئيس الروسي بوتين تتعلق بالوضع في سورية لكنها تملصت من تلك الاتفاقات  مستغلة صمت روسيا  الذي املته ظروف طارئة رغم تلميحات موسكو الكثيرة التي كانت بمثابة رسائل  منها وقف الطيران السياحي بين موسكو والمنتجعات التركية والذي اكده البعض بانها خطوة سياسية  لاعلاقة  لها بوباء كورونا  الا ان  انقرة  كانت تمر  على تلك  الرسائل دون اكتراث  ليات الرد هذه المرة على لسان وزير الخارجية الروسي  سيرغي لافروف واضحا وصريحا  بل ومدويا دون تردد..

 فقد عكست تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى صحيفة ” ارغومينتي فاكتي” امتعاضا روسيا شديدا من سياسة تركيا التي وصفها عميد الدبلوماسية الدبلوماسية بانها تغذي المشاعر العدوانية في اوكرانيا وحذر من  مغبة تشجيع  اي  مبادرات تصدر عن كييف بشان شبه جزيرة القرم.

   ونبه لافروف تركيا ودعاها الى التوقف عن تغذية المشاعر العدوانية الاوكرانية ووصف  الموقف الروسي بشان جزيرة القرم بانه واضح ويرقى المساس به  الى التطاول على وحدة و سيادة اراضي روسيا داعيا انقرة الى تعديل خطها لجهة مراعاة مشاعر موسكو.

فهل هناك اوضح من هذه الصورة التي وضعها لافروف امام عيون اردوغان التي تصاب بالغشاوة بين فترة واخرى عندما هرول مع المهرولين لدعم النشاطات الداعية الى عقد مؤتمر حول جزيرة القرم مما اثار غضب موسكو وهوما ورد على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف.

كانت روسيا ولاتزال تتعامل بحذر شديد مع  النشاط التركي الذي تعتبره موسكو نشاطا استفزازيا وتكتفي في الغالب بتوجيه انتقادات للطريقة التي  تتعامل بها انقرة وكييف في المجالين الدبلوماسي وحتى العسكري.

تصرفات تركيا هذه التي اثارت امتعاض موسكو والتي تجسدت في تصريحات لافروف ليس وحدها التي اغضبت روسيا بل ان هناك نشاطات وتدريبات عسكرية تركية اذربيجانية تجري وسط معلومات تشير الى ان روسيا التي تبذل جهودا مضنية من اجل تطبيع الوضع على الحدود عند  حدود اقليم ناغورني كارباخ المتنازع عليه بين اذربيجان وارمينيا اخذت تلمس ان تركيا تعمل على تعزيز القدرات القتالية للوحدات العسكرية الاذربيجانية المتمركزة قرب ارمينيا خلافا للاتفاقات التي ابرمت بين باكو ويرفان باشراف روسي افضت الى وقف الحرب بين البلدين باشراف قوات روسية على مناطق النزاع الاخير بين ارمينيا واذربيجان الذي وقفت خلاله تركيا الى جانب اذربيجان.

ان سياسة تركيا المتهورة هذه ومحاولة استفزاز روسيا  في اكثر من مكان قد تدفع بموسكو  بعد انتهاء وظهور النتائج الانتخابية في سورية الى التحرك في سورية لوضع حد للاستهتار التركي والتخلص من ازمة” محافظة ادلب”  الورقة المتبقية بيد مجموعات ارهابية لازالت  تدعمهم انقرة رغم الاتفاقات الموقعة في سوتشي بين الرئيس بوتين واردوغان الذي تملص منها وقد مر على ذلك سنوات. وان بيد روسيا اكثر من دليل على تنصل تركيا عن التزاماتها بشان الازمة السورية .

ونامل ان يكون  وصول ثلاث قاذفات روسية عملاقة من طراز 22. ام 3 الى قاعدة حميميم الجوية في سورية لاول  مرة  للمساهمة  في تدمير اوكار الارهابيين و للتخلص من بقايا شراذم  الاجرام في محافظة ادلب التي طال انتظار تحريرها من المجرمين الذين يعول عليهم الغرب الاستعماري بحجة حماية المدنيين  ويواصلون   احتلال المحافظة بحماية الاستخبارات التركية .

قد يعجبك ايضا