معركة الأقصى…صمم عربي وإسلامي / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 11/5/2021 م …




عادة ما تقوم الأمم الحية بالتجديد في كل مرحلة من المراحل المفصلية ،أو الأزمات العميقة المصيرية،لكن ذلك ما نفتقده عند الأمتين العربية والإسلامية ،اللتان تميزتا على المستوى الرسمي بنفس المواقف التي ما تزال تتكررها بوهجها الإجرامي ما بين الفينة والأخرى،ونعني بذلك ردات الفعل إزاء الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

نعيش هذه الأيام مغامرة هروب إلى الأمام قام بها “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،بدعم من حلفائه الجدد العلنيين ومنهم  :مبز ومبس،وتتمثل أولا في محاولة السيطرة على المسجد الأقصى ،وثانيا في الهجوم على قطاع غزة ردا على رشقات صواريخ المقاومة على أهداف إسرائيلية،وأثبت العرب تقليديتهم المطلقة في هذا الموقف ومعهم المسلمون  بطبيعة الحال ،إذ تركوا المقدسيين والغزيين يواجهون مصيرهم بأيديهم .

صمت رسمي عربي –إسلامي مطبق على الأرض وكأننا مجردون من كل شيء ،علما أن المال العربي كفيل بشراء كل سلاح العالم ،والنووي الإسلامي قادر على ردع البعيد قبل القريب،لكن العرب والمسلمين متمسكون بوهم حل الدولتين ،ومعهم بطبيعة الحال أشلاء أوسلو القابعين في رام الله،ويمثلون عبئا إضافيا على الشعب الفلسطيني ،ويعدون  وكيلا معتمدا للإحتلال ،مهمتهم حماية المستدمرة  وتنفيذ ما تعجز عنه ونعني بذلك التنسيق المني وتنفيذ عمليات  أمنية يعجز عنها الإحتلال ،وآخرها الكشف عن هوية منفذ عملية زعترة بعد أن عجز الإحتلال عن الوصول إليه.

سياسة الشجب والإستنكار هي سيد المواقف العربية والإسلامية،والبعض تهاون قليلا بسماحه لجماهيره بالنزول إلى الشوارع للهتاف الكاذب :بالروح بالدم نفديك يا أقصى،والبعض الآخر  قام بقمع هذه المظاهرات وهو يعلم علم اليقين أنها لا تسمن ولا تغني من جوع،وإنما هي قضاء حاجة ليس إلا بأقل كلفة،ولا ننسى أن الرسمية العربية والإسلامية أغرقتنا ببيانات الشجب والإستنكار والإدانة ،والتهديد باللجوء للمجتمع الدولي.

أشد ما يؤثر في النفوس الأبية هو أن العربان العاربة والمستعربة ،هبّت مستنفرة للوساطات بين الفلسطينيين والصهاينة ،طالبين من الفلسطينيين التهدئة،وأولهم كان مبس الذي هدد السلطة بوقف الدعم السعودي في حال إستمر التصعيد الفلسطيني ،الذي لا ترضى عنه السعودية التي باتت لسان هذا العدو وعينه وأذنه وذراعه،ولا ننسى بطبيعة الحال المخابرات المصرية التي تمارس التهديد الواضح ضد المقاومة في غزة ،وتستخدم الشتائم وأقذع الألفاظ في مخاطبة المعنيين في غزة ،وتطلب منهم وقف التصعيد.

ما ألحق الأذي بنا على كافة الأصعدة هو موقف الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان ،الذي كان أملنا في تحرير فلسطين بسبب ما تمتلكه تركيا من قوة ،وبسبب ديناميكة وحركة جيشها هنا وهناك،ولكن الصدمة كانت كبيرة عندما لمسنا موقفا مغايرا لتوقعاتنا ،وعندما قال أردوغان أنه سيعمل جاهدا لتحريك المجتمع الدولي لوقف الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين،بينما لم نصدق ماقاله السيد حسن نصر الله أن حزب الله جاهز للتدخل في حال طلبت منه الفصائيل الفلسطينية ذلك!!!!!!!!!!!!!!!

الصمت العربي –الإسلامي طال أيضا المؤسسات المعنية مثل جامعة الدول العربية ،التي إنتشرت عنها نكتة تحقيرية تقول أن الجامعة العربية تهدد إسرائيل بتشغيل أغنية الحلم العربي بصوت مرتفع،أما منظمة التعاون الإسلامي السعودية ورئيسها المتهود فإنها مشغولة بالحديث عن الإعتراف بالآخر.

عموما رب ضارة نافعة ،فما يجري عبارة عن فرز في المواقف ،وسيخلد التاريخ صمود الصامدين بأحرف من نور في حين أن مزابل التاريخ ستلفظ الخونة والمتآمرين أيا كانت جنسياتهم ومناصبهم .

قد يعجبك ايضا