القدس بين البطولة والنذالة / موسى عباس

موسى عبّاس  ( لبنان ) – الأحد 9/5/2021 م …



صفحاتٌ سوداء من تاريخكم أيّها الأعراب، سوّدتها أياديكم القذرة المُلّوثَة بدماء الأبرياء، بعذابات الأسرى ،وبجراحات الجرحى وبآهات الأرامل والثكلى.
معاذ الله أن تكونوا تعبدون الله ، إنّما أنتم منافقون تعبدون الكرسي والدولار والدينار ، أنتم من قال عنكم العزيز الجبّار: * في الدَركٍ الأسفلِ من النار*.
حوّلتُم بلادكم إلى أوكار للتجسس وللتآمر على المناهضين للكيان الصهيوني  المناصرين للفلسطينيين أفراداً وجماعات ودول ، ترجون بذلك رضا  حُثالة البشر ، وستكتشفون بعد فوات الأوان أنّكم لستم أكثر من أدوات يحرّكونها وثروات يستغلّونها فقط لمصالحهم.
أنتم ، الّذين تدَّعون الإيمان ، خنتمُ الأمانة، خُنتُم عهدَ الله وعهد رسوله، خُنتمْ أمانة العهد بالمحافظة على حُرُمات الله وحُرُمات رُسُلِه وكتبهم المنْزَلة لهداية البشر ، بمؤامراتكم وخداعكم ونفاقكم وموالاتِكُم لأعداء الله ومناصرتِكُم لهم في استباحتهم لمقدّسات المؤمنين في القدس الشريف، مَسْرى الرسول الذي تدّعون كذِباً أنّكم توالونه.
أيّها المتربّع على كُرسي السلطة في مقرّ المقاطعة،أنت ومن يواليك من أتباعٍ ، يا من بعتُم الأقصى والبُراق والقبّةَ والصّخرة والقيامة والناصِرة وبيت لحم ، بعتُم شرفكم وكرامتكم من خلال عمالَتِكُم للكيان الغاصب للأرض والعرض .
أنتُم نخّاسون في أسواق العبيد ، لا أنتم العبيد الأذلاء الجبناء الذين أرتضوا بالألقاب الواهية وجلستُم على موائدِ الإستكبار والإحتلال تشحذون ما تُسمونه تنسيقاً أمنيّاً وهو جاسوسية ضد الأحرار والشرفاء والأبطال من أبناء شعبِكم الذي وللأسف تنتمون إليه ولا يُشرّف أيّ طفلٍ فلسطيني بل أيّ حجرٍ من حجارة  فلسطين أن تنتموا إليه، فهُم في القمّة وأنتُم في الحضيض.
لا أحد يمكن له أن يتقبّل فكرة أن يعطي رئيس سلطة  يدّعي أنّه رئيس دولة فلسطين الأمر بملاحقة المناضلين الأحرار الذين ينتقمون لكرامتهم وكرامة شعبهم ويسلّمهم إلى جلّاديهم.
أتعتقدون أن أحداً ما في الكيان الصهيوني يحترِمكم أو يحسب لكم أيّ حساب؟!
إنّ أحقرَ مستوطنٍ صهيوني يحتقركم وينعتكم بالخونة.
أيّها الخونة
يُنْسَبْ إلى أحد القادة الفلسطينيين الذين إغتالهم الموساد الصهيوني رُبّما يكون “كمال ناصر أو كمال عدوان أو صلاح خلف”
يّنسب إلى أحدهم أنّه قال؛
“سيأتي يوماً تصبح فيه الخيانة وجهة نظر”
العامل المُشترك بين هؤلاء القادة أنّهم إغتيلوا  بفعل خيانة أحد ما سهّل للموساد عمليّة إغتيالهم ، وهذا الأحد ربّما أصبح في أحد أعلى المراكز السياسية والأمنية في السلطة الفلسطينية.
فعلاً الخيانة أصبح لها أنصارها والمدافعون عنها تحت حجّة سياسة الإنفتاح عند محميّات الأعراب ، وتحت حجّة “ما باليد حيلة” و”العين لا تقاوم المخرز”عند السلطة وأزلامها ، علماً أنّ من يخشونه تكرّرت وتتابعت هزائمه على أيدي أطفال الحجارة في فلسطين قبلَ أن يهزمَه مقاوموها ، كما أبطال المقاومة في لبنان .
 إنّ حذاء طفلٍ من أطفال “حيّ الشيخ جرّاح” أشرف وأنبل وأطهر من رؤوسكم العفنة.
لستُم الأوائل في الخيانة ، رُبّما لا يذكر  الأحرار من العرب أنّ تاريخ الخيانة أقدم بكثير بدءًا من:
“مؤيد بن العلقمي في بغداد، وجان بردى الغزالي في دمشق، وخيْر بك في حلب، والأعرابي حسن بن مرعي والمحتسب بركات بن موسى في مصر ، كما نتذكر بعد ذلك خونة عُرابي باشا في مصر أيضاً  ،وقد نتذكر  معهم أحمد الجلبي في العراق وبشير الجميّل في لبنان”  وغيرهم الكثير ممّن كان مصيرهم مزابل التاريخ ومن المؤكّد أنّكم ستلقون نفس المصير.
إنّ الشعب الفلسطيني الذي أطلق مُقاومته منذ مئة عام ، هذا الشعب الفذّ بأحراره وماجداته لن ينكسر ولن ينحني ولن ينهزم  ولن يساوم على وطنه ولن يبيع كرامته مهما غلت التضحيات.
منذ أوّل إنتفاضة ضد الإنتداب البريطاني في العام 1920 وإلى إنتفاضة الأقصى في شهر رمضان 2021 ، هذا الشعب الجبّار لم يكلّ ولم يتعب ولم ييأس جيلاً بعد جيل وسيُقدّم الشهيد تِلْوَ الشهيد يُسانده الشرفاء من أحرار الأمّة إلى أن يأتيَ اليوم الذي لا بُدّ وأن  تتحرّر فيه فلسطين كامل فلسطين على  أيديهم وأيدي المقاومين ، وهذا اليوم “يَرونهُ بعيداً ونراه قريباً بإذن الله”.

قد يعجبك ايضا