بوتين: نراهن على حل الأزمة السورية سياسياً لا عسكرياً

 

الخميس 14/4/2016 م …

الأردن العربي … ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الجيش السوري بات قادرا على تحرير أراضي البلاد، لكنه أكد أن موسكو تراهن على العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وليس على العمليات العسكرية.

وقال بوتين خلال حواره السنوي المباشر مع المواطنين الذي تبثه القنوات الروسية الخميس 14 أبريل/نيسان: “نعول كثيرا على أن يقود امتناع قوات أطراف النزاع السوري بدعم (اللاعبين الخارجيين) بمن فيهم نحن، ليس إلى التهدئة فحسب بل وإلى عملية سياسية. لكن يجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتبني دستور جديد، وإجراء انتخابات مبكرة على أساس هذا الدستور، والخروج من الأزمة بهذه الطريقة”.

وذكر الرئيس أن قرار موسكو سحب الجزء الأساسي من قواتها التي كانت منتشرة في سوريا، لم يؤد إلى تراجع قدرات الجيش السوري.

وأوضح: “لقد سحبنا جزءا كبيرا من مجموع قواتنا في سوريا. لكننا بعد سحب القوات الأساسية، تركنا الجيش السوري في حالة تسمح له بإجراء عمليات هجومية واسعة النطاق بدعم قواتنا المتبقية في سوريا. وبعد انسحاب قواتنا الأساسية، استعاد الجيش السوري تدمر”.

كما ذكر بوتين أن الجيش السوري تمكن أيضا من استعادة بلدات أخرى ذات أهمية استراتيجية، وأشار إلى زيادة عدد البلدات التي انضمت إلى المصالحة.

وأكد الرئيس أن موسكو ستبذل كل ما بوسعها من أجل الحيلولة دون تدهور الوضع الميداني في سوريا ولاسيما في ريف حلب، قائلا إن الوضع في هذه المنطقة الاستراتيجية معقد جدا.

وفي معرض تعليقه على سؤال حول المواعد المحتملة لـ “تحرير حلب” قال بوتين: “الوضع في محيط حلب معقد جدا.. إنها منطقة ذات أهمية استراتيجية وحلب هي العاصمة الصناعية للبلاد”.

وأوضح أن “ما يسمى المعارضة المسلحة موجودة في هذه المنقطة وبجوارها توجد “جبهة النصرة” وهي تنظيم معترف به دوليا أنه إرهابي. ومن الصعب أن نفرق بينهم، ولهؤلاء تصرفات متفاوتة، وهم يحاولون في الوقت الراهن تحسين وضعهم واستعادة ما فقدوه سابقا”.

وأضاف أن الأطراف التي تخوض المعارك في ريف حلب هي الفصائل الكردية وبعض التشكيلات المسلحة الأخرى بالدرجة الأولى وليس الجيش السوري  وذكر بأن هذه التشكيلات تشتبك مع بعضها البعض ومع الفصائل الكردية أيضا.

وأضاف بوتين: “إننا نراقب هذه التطورات عن كثب، ونفعل كل ما بوسعنا لمنع تدهور الوضع”.

كما اعتبر الرئيس أن الجيش السوري في عملياته داخل ريف حلب لا يحتاج إلى المساعدات الروسية.قائلا: “الجيش السوري ليس بحاجة إلى تحسين وضعه، لأنه حقق مساعيه  قبل إعلانه عن الانضمام للهدنة. ونحن ساعدناهم، وليسوا في حاجة إلى تحسين  أي شيئ في وضعهم”.

بوتين: رغم الغارات الروسية في سوريا.. الإرهاب قد يطل برأسه مجددا والقيادة التركية تدعم الإرهابيين

أكد الرئيس أن الإرهاب ما زال يهدد روسيا، رغم الضربة القوية التي وجهتها القوات الجوية والفضائية الروسية إلى الإرهابيين في سوريا.

وردا على سؤال حول احتمال أن يطل الإرهاب برأسه مجددا، قال بوتين: “سيبقى هذا الخطر دائما، إن لم نعير الاهتمام الضروري لمحاربة الإرهاب”.

وأوضح أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودولا كثيرة في الشرق الأوسط وآسيا، تعاني من خطر الإرهاب. وذكر بأن روسيا قد تكبدت خسائر كبيرة في مواجهتها للإرهاب.

وبشأن موقف أنقرة من محاربة الإرهاب، اعتبر بوتين أن السلطات التركية تدعم المتطرفين بقدر أكبر مما تعمله للتصدي لهم.

وأكد أن تركيا ما زالت مقصدا خطيرا بالنسبة للسياح الروس. وأكد أنه واثق من أن السلطات التركية تسعى لضمان أمن السياح ، علما بأن السياحة تمثل أحد أهم ركائز العائدات في الميزانية التركية، لكنه شكك في قدرة أنقرة على القيام بهذه المهمة فعلا.

وأشار إلى ازدياد عدد الهجمات الإرهابية في الأراضي التركية، موضحا أن السلطات الروسية ملزمة بأن تحذر المواطنين من المخاطر المحدقة بالسياح في تركيا.

وبشأن الوضع الأمني في تركيا قال بوتين، إن “حربا أهلية تجري في الواقع بجنوب تركيا… ويحاول المجتمع الدولي أن يغض النظر عن هذه الحرب، لكنها واقعية لا سيما أنها تجري باستخدام أسلحة وآليات ثقيلة ومدفعية وأسلحة أخرى”. وأضاف أن هجمات إرهابية تهز تركيا بصورة شبه أسبوعية.

وأكد بوتين أن موسكو تعتبر تركيا والشعب التركي من أصدقائها، لكن “لديها مشاكل مع بعض السياسيين الأتراك الذين يتصرفون بصورة غير مناسبة”.

وأضاف: “كما ترون، إننا نعمل بهدوء”، وأكد استعداد الجانب الروسي لبناء علاقات حسن جوار مع الشعب التركي”. لكنه أكد أن موسكو ملزمة بتقديم الرد على الخطوات غير الودية تجاهها من جانب بعض السياسيين.

بوتين: نعمل مع السلطات المصرية من أجل استئناف الرحلات الجوية إلى مصر

وذكر بوتين أن أسبابا مختلفة دفعت بالسلطات الروسية إلى فرض قيود على الرحلات السياحية إلى تركيا ومصر، لكن كل هذه الأسباب ترتبط بانعدام ضمانات أمن السياح الروس في هذين البلدين.

وأعاد إلى الأذهان أن السلطات المصرية تحارب المتطرفين، لكن هذه الجهود لم تتكلل بالنجاح في العديد من الحالات. واستطرد قائلا: “في هذه الظروف ليس من حقنا أن نخفي عن الناس أن السفر إلى هذه البلاد أمر خطير”.

وتابع الرئيس أن عودة الطيران الروسي إلى مصر تتطلب أولا إيجاد حل مشترك بين السلطات الروسية والمصرية لتفتيش الركاب والحقائب والوجبات التي تقدم على متن الطائرات.

وأضاف: “حتى الآن، لم نتوصل إلى مثل هذه الآلية في عملنا مع الشركاء المصريين، رغم مواصلة التعامل بين الاستخبارات والأجهزة الأمنية الروسية والأصدقاء المصريين لإيجاد حل لهذه المسألة”.

بوتين مرتاح لمستوى التعاون مع واشنطن في محاربة الإرهاب والتسوية بسوريا

وبشأن العلاقات بين موسكو وواشنطن، قال بوتين إن روسيا تتعاون مع الولايات المتحدة بشكل لا بأس به حول العديد من القضايا، ومنها منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومحاربة الإرهاب، وتسوية الملف النووي الإيراني، وإتلاف الأسلحة الكيميائية السورية، ومحاربة الإرهاب بشكل عام.

لكنه نصح واشنطن بعدم الانطلاق من “موقف القوة” لدى التعامل مع روسيا، والتخلي عن الطموحات الإمبراطورية. ودعا الأمريكيين إلى دراسة “جذور” القضايا في العلاقات الثنائية مع روسيا.

المصدر: وكالات

قد يعجبك ايضا