المصور الصحفي حسن التميمي .. رمز للأمانة والمسؤولية / أسعد العزّوني

  أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 31/3/2021 م …




رغم تداعيات جائحة كورونا علينا كأردنيين ،وتقصير الحكومة في تخفيف حدة هذه الجائحة عنّا،من خلال إجراءات يتوجب على كل وزير أن يعرفها ،وإتساع مساحة الفقر ،وعمق دائرة البطالة في صفوفنا ،ووضعنا جميعا تحت ضغط نفسي،في معظمه ناجم عن عدم رحمة أرباب العمل الذين قاموا وبدم بارد بتسريح عمالتهم وتركهم بدون معيل ،إلا أن الأردن  اليوم سجل ظاهرة تستحق  التقدير والثناء ،وتكريم صاحبها الذي رسم للجميع لوحة ضمّنها ألوان الشرف والعزة والكرامة ورفع إسم الأردن عاليا .

أتحدث عن زميل عزيز عملنا معا في “جريدة العرب” المغدورة،هو المصور حسن التميمي الذي يعيش نفس ظروفنا ويعاني كما نعاني من ضيق وكربة وكدر ،لكنه يتمتع بمواطنة حقة جعلته يتصرف كما لو انه الخليفة عمر بن عبد العزيز ،وهو بذلك رفع رأسه عاليا ورفع إسم الأردن فوق السحاب،وقد عجز الكثيرون ممن يتوسدون المناصب العليا فعل ذلك،وأتى بما لم يستطع الكثيرون الإتيان به،ولذلك خلّد نفسه في سجل الأمناء الواعين الحريصين على رفعة بلده ،والحفاظ على سمعة وطنه وشعبه .

كان المصور الصحفي حسن التميمي بمثابة الفارس الذي رد الغارة، والشهم الذي حمى نساء القبيلة عند غياب الرجال،والأمين الذي حافظ على الحقوق وأعطاها لأصحابها في أحرج الأوقات،والمنقذ الذي أنقذ صاحب المبلغ الذي عثر عليه،وحال دون احراجه أمام نفسه  وأمام إبنته المريضة ،رغم حجم المبلغ وقيمته ،والوضع الصعب الذي نعيشه.

لم يكن المبلغ الذي عثر عليه زميلنا المصور حسن التميمي عشرة دنانير ،أو خمسون أو ألف دينار ،بل كان أكبر من ذلك بكثير،وتبين أن مغتربا عاد إلى الأردن لإجراء عملية جراحية لإبنته فلذة كبدة في أحد المستشفيات الأردنية،ولكنه وربما لإنهماكه في لملمة أشلائه المبعثرة بسبب مرض إبنته وقلقه عليها والتفكير العميق في مدى إحتمالية نجاح العملية،أو ربما كان يفكر في كيفية سداد المبلغ الذي قد يكون إستدانه من آخرين،أضاع المبلغ لأن الإنسان السوي يضيّع حتى عقله في مثل هذه الحالات،ولكن الله سبحانه وتعالى ولكي يتم تسجيل نقطة لصالح الأردن ،قيّض المصور الصحفي حسن التميمي كي يعثر على هذا المبلغ،ويعيده بسبب عزة نفسه إلى صاحبه بعد التحقق منه.

ما قام به المصور الصحفي حسن التميمي درس للمسؤول قبل المواطن ،ورسالة للجميع أن عزة النفس والكرامة والمواطنة الحقة ،تطغى على الطمع وأكل حقوق الآخرين،كما نلمس عند بعض المسؤولين .

شكرا زميلنا المصور الصحفي حسن التميمي ….بيّضت وجوهنا ،ونحن بإنتظار من يقوم بتكريمك.

قد يعجبك ايضا