في ذكرى يوم الأرض.. ما هي أبرز المتغيرات في المشهد الفلسطيني؟

الأردن العربي – الثلاثاء 30/3/2021 م …



 

تمر ذكرى يوم الأرض الـ45، وسط معطيات جديدة قد تغير من شكل المشهد الفلسطيني وطبيعة الصراع مع الاحتلال، يتقدمها الانتخابات الفلسطينية والحراك الشعبي في أراضي الـ 48، بالإضافة إلى واقع سياسي مهزوز إسرائيليا.

“يوم الأرض، مناسبة ذات بعد وطني يرسم حالة الارتباط ما بين الهوية والانتماء ووجدان الإنسان الفلسطيني والوطن، يصعب تفسيره وفق بعده الزماني والجغرافي، بل هو حدث مرتبط بالحالة الفلسطينية بكافة أزمنتها وتواجد الفلسطينيين بمختلف بقاع الجغرافيا”، هكذا يصفها الباحث والمحلل السياسي، سليمان بشارات، في حديثه لـ”قدس برس”.

وأضاف: “تزامن هذه المناسبة مع حالة الحراك الشعبي في الأراضي المحتلة عام 48، يأتي تعزيزا لحالة استمرارية رفض الاستسلام الفلسطيني على مدار كل هذا الشريط الزمني، ودليلا على أن الحالة الوطنية إن خفتت في ظل ظروف معينة، تبقى موجودة وسرعان ما تعود من جديد”.

وعبر “بشارات” عن أمله في أن “تنطوي صفحة هذه المرحلة، وأن تكون المتغيرات التي تمر بها الحالة الفلسطينية، بدءا من الانتخابات، بمثابة تأسيس لمرحلة تشاركية في العمل السياسي”.

 وأردف: “باعتقادي أن المناسبات الوطنية عملت على الإبقاء على حالة الامتداد والارتباط الوطني ابتداء من تاريخ النكبة والنكسة ويوم الأرض، وكذلك الانتفاضة الأولى والثانية، فهي تمثل امتدادا للحالة الوطنية العامة”.

ويرى “بشارات” أنه بالرغم من حالة السوداوية في المشهد السياسي العام إقليميا ودوليا، وفرض الاحتلال خططه على الأرض، إلا أن عدم الرضوخ الفلسطيني أمام كل هذه المخططات الإسرائيلية، يمكن أن يشير إلى أن التحرر الوطني كمشروع باق ويصعب اندثاره.

بدوره، يرى الباحث والمحلل السياسي، علاء الريماوي، أن “انتفاض مدينة أم الفحم والمناطق المحتلة في أراضي ٤٨، تعبير عن حالة الدفاع والوجود والهوية والمكانة والمساحة التي تؤكد على بعد الوطن”.

وأشار إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يعبث بوجودنا، إما بطريق القتل المباشر أو النحر غير المباشر، فهو يقتل علانية أو يعطي السلاح للقاتل، وهذه مقاربة مهمة”، وفق الريماوي.

ويتساءل: “هل سنستفيد من ترجمة يوم الأرض لإعادة بناء نسيج وطني متكامل ينهي الانقسام والانشقاق وحالة التشرذم”.

ويعتقد الريماوي، في حديثه لـ”قدس برس”، أن “حالة الوعي المجتمعي في الشعب الفلسطيني تدفع بهذا الاتجاه، لكن مازال هناك مسارا تقوده فئة سياسية لا تعترف حتى الساعة ولا ترى بأن مقومات الوحدة هي مقومات انطلاق للتحرير، ولا ترى ضرورة أن يحدث هناك حالة من التغيير الجذري لإعادة بناء منظومة الوحدة الفلسطينية”.

وأضاف: “نحن أمام مسارات معوجة، يوصل بعضها إلى السواد، وبعضها إلى طريق قد يكون فيه السلام، ولكن كل ذلك يحتاج إلى منهجية للوصول إلى السلامة العامة”.

ويتابع: “لست متفائلا بأن الانقسام سيحط في ذكريات النسيان، لكن أن متفائل لأول مرة، بأن نحدث رأياً جمّعيا رافضاً للعبثية القائمة على سياسة إبقاء الانقسام”.

وأكد أن “الانقسام الفلسطيني في أرضه لا يقف عند حدود المناطق المحتلة في الـ48، وإنما يسعى الاحتلال للسيطرة على مدينة القدس ومسجدها وكينوناتها، ونموذج حي الشيخ جراح ظاهر في التعامل الاحتلالي مع القضية الفلسطينية”.

وشدد أن “هذا الأمر يتطلب نصرة عاجلة للقدس، خاصة، إذا اعتبرنا أن القدس مساحة إذا غابت سقطت القضية الفلسطينية، وأصبح لدينا عنوان أخطر، وهو مسألة القضاء على وجود الشعب الفلسطيني”.

وتعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

قد يعجبك ايضا