تركيا وتبريرها المثير للسخرية للتدخل في شؤون الدول الاخرى / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الأحد 7/3/2021 م …




يتضح من خلال تصريحات المسؤولين الاتراك وفي مقدمتهم الرئيس اردوغان ان جميع هؤلاء يحلمون  وهكذا يتخيل لهم بان تركيا وجراء الصمت على جرائمها واحتلالها اراضي دول مثل ” سورية والعراق” وسرقة المؤسسات السورية كما تسرق الولايات المتحدة نفط الشعب السوري واستفزازاتها ضد الدول المجاورة  وسبق  ذلك احتلال جزء من قبرص اصبحت دولة عظمى على شاكلة الدول الاستعمارية الكبرى وذلك عندما يتحدثون عن ان تركيا في عهد اردوغان باتت حامية وضامنة  للسلام في العالم.

ماشاء الله ؟؟

 اخر صيحة في هذا الاطار بيان صدر عن الناطق باسم وزارة  الخارجية التركية  يعلن ان   تركيا تحولت في عهد اردوغان الى “حامية وضامنة للسلام في العالم ” وان تدخلها واحتلالها لاراض  سورية وعراقية وتدخلها العسكري في ليبيا ياتي في هذا الاطار وفق بيان الخارجية  التركي عبر فيه الناطق الرسمي عن امتعاضه من ادانة الجامعة العربية الوجود العسكري اللاشرعي وغير القانوني في سورية والعراق وليبيا.

وزعم الناطق التركي ان هدف تركيا  هو حماية امن الدول  الاخرى التي تحتل اراضيها .

هذه كما يبدوا” نظرية اردوغانية جديدة” مفادها اذا اردت ان تضمن السلام في بلد ما عليك الا ان تحتل مدنه واراضيه وتقتل ابناء شعبه وتنهب المصانع  فيه  وترسل الارهابيين له ليعبثوا ويدمروا وتشرد  الملايين من ابنائه وتستثمر ماساتهم ” لتستجدي” من الدول الاوربية وابتزازها وتهديدها لارسالهم كلاجئين وتحويل  بعض من ضعاف النفوس من الهاربين من الارهاب الى مرتزقة ترسلهم الى مناطق متازمة كما حصل في نزاع ناغورني كارباخ بين ارمينيا واذربيجان او تبعث بهم الى ليبيا او تحتل ارضهم وتصر على ابقاء قواتها رغم المطالبات بسحبها  كما يحصل في  مدينة سنجار العراقية او تقطع الماء جراء السدود التي اقامتها على نهري دجلة والفرات واستغلال ذلك للضغط على العراق وسورية  وابتزازهما خلافا للاعراف والاتفاقات الدولية.

 والشيئ المثير للسخرية ان انقرة تطالب الدول الاوربية التي لجا اليها السوريون جراء ارهابها وعدوانها المستمر ان تسمح للسوريين بالعودة طواعية الى بلادهم لكنها تحتفظ وفق بعض وسائل الاعلام باعداد هائلة من اللاجئين السوريين على حدودها ولن تسمح لهم بالعودة الطوعية الى  وطنهم سورية لانها تستفيد منهم بابتزاز دول الاتحاد الاوربي للحصول على الاموال كما تستخدمهم كورقة رخيصة ضد الحكومة والدولة السورية بحجة ان البلد مازال يعاني من الارهاب والكل يعرف ان هذا الارهاب الذي لازال يعشعش في محافظة ادلب السورية ومناطق اخرى يلقى الدعم والحماية التركية سواء في ادلب وغيرها وتمنع الدولة السورية من كنس هذه الجماعات الاجرامية من بقية المناطق السورية بعد ان طردتهم  من مدن سورية كانوا قد غزوها ليتجمعوا في ادلب” برعاية تركية بمختلف مسمياتهم.

بيان الجامعة العربية  الاخير اثار غضب حكومة ودولة اردوغان عندما ادان الوجود العسكري التركي في دول مثل سورية وليبيا والعراق ليتحفنا الناطق  باسم الخارجية التركية بمقولة حماية وضمان السلام في العالم .

تركيا كما هو معروف ومنذ تسلط اردوغان على الحكم  ازداد شغفها ب” احياء” السلطنة وتحولت الى دولة منبوذة ليس فقط من الدول التي تتعرض للاعتداءات التركية العسكرية  باستمرار مثل سورية والعراق بحجة محاربة الارهاب بل هناك كرها لامثيل له لهذه الدولة المتغطرسة التي باتت  تستحق  وصف ” شرطي المنطقة” وهو الوصف  الذي كان يطلق على شاه ايران” بل تجاوزت ذلك الى مناطق اخرى فهي منبوذة من اليونان وقبرص وحتى من بعض دول الاتحاد الاوربي التي لازالت ترفض طلباتها للحصول على عضوية الاتحاد فضلا عن العراق وسورية وكذلك مصر جراء تدخل انقرة وارسالها الارهابيين الى ليبيا.

كل هذا يحصل ويطلع علينا الناطق باسم وزارة الخارجية التركية بمسرحية” حماية و ضمان امن وسلام العالم”.

 تبا لتلك الحماية ومن يزعم انه يوفرها للعالم وهاهي منطقتنا لن تشهد السلام وتتواصل الصراعات والحروب فيها جراء تدخل الدول الاجنبية الاستعمارية لتنضم تركيا الى هذا الرهط الذي يسعى الى تمزيق دول المنطقة ونهب ثرولتها .

قد يعجبك ايضا