روسيا ومواقفها المتصهينة / المهندس ابراهيم ابو عتيلة

المهندس ابراهيم ابو عتيلة* ( الأردن ) – الأحد 28/2/2021 م …




  • مندوب الأردن الأسبق في منظمة ( فاو ) …

ويستمر العهر الروسي بأن وصل الأمر في تصريح وزير الخارجية لافروف بأن أمريكا لم تبلغنا عن نيتها تنفيذ عدوانها الأخير على سوريا إلا قبل دقائق ، وهو تصريح يشبه تماماً كما كنا نسمع من المسؤولين الروس عند قيام العدو الصهيوني بقصف المدن والمواقع السورية ، تصريحات تعني بالضرورة علم روسيا بكل الضربات السابقة وبوقت كافٍ وربما كان سر ذلك تنبيه روسيا لإخلاء جنودها من المواقع المستهدفة إن وجدوا فما الذي أخر الإبلاغ الأمريكي لروسيا هذا المرة … إنه وبلا شك تأكد أمريكا بأن تلك الماقع التي استهدفت لا يتاجد بها روسي واحد وهذا يدفعنا للقول بأن التنسيق الروسي الصهيوأمريكي قد وصل درجة عالية ، إذا أخذنا بعين الإعتبار ما يلي :

·        لم تتدخل روسيا بدعم الدولة السورية إلا بعد سنوات أربع من بداية العدوان الظلامي العالمي عليها وبعد أن تأكدت من صمود وقوة الجندي السوري والإرادة السورية في مواجهة المؤامرة الدولية وذلك على الرغم من أن ما قدمته الدولية السورية قد صب بشكل مؤكد وواضح في مصلحة روسيا من حيث:

1.     رفض مد خط الغاز القطري عبر الأراضي السورية للوصول إلى أوروبا ليكون منافساً قوياً لغاز الروسي الذي يمثل ركناً أساسياً في الاقتصاد الروسي.

2.     قيام سوريا بمواجهة القوى المعارضة لروسيا ممثلة بالمقاتلين الشيشان مما أضعف شوكتهم ومنعهم من استهداف قلب موسكو الذي كان قد ظهر قبيل الحرب على روسيا .

3.     تنظيف سمعة السلاح الروسي وقدراته مما أهل روسيا للعودة والدخول بقوة إلى سوق السلاح العالمي .

4.     ما منحته سوريا لروسيا من امتياز طالما حلم به الروس بأن وفرت لهم قاعدة ومكاناً في المياة الدافئة على شواطئ البححر المتوسط .

·        عندما بدأت قوة الجيش العربي السوري واضحة وقوية لتصفية عصابات الظلام في الغوظة السورية وأماكن أخرى توسطت روسيا لنقلهم إلى منطقة إدلب ، وتم ذلك ، وعندما أنهت سوريا تصفية قواعد العصابات القريبة من دمشق وحلب وحمص ودير الزور وبدأت المعركة لتصفية العصابات في منطقة إدلب قامت روسيا بالإتفاق مع ناهب الثروات السورية أردوغان للعمل على وقف الزحف السوري على عصابات إدلب فيتناغم واضح مع العصملي الأمر الذي ثبت تلك العصابات في إدلب لتكون خنجراً كبيراً يمكن استخدامه لضرب الدولة السورية في أي وقت.

·        السكوت التام عما قامت وتقوم به قسد المدعومة صهيونياً وأمريكياً بحججة عدم الصداممع أمريكا مما منع الدولة السورية من محاربة عصابات قسد وجعلها تتجه لإعلان شبه دولة وحكم ذاتي في مناطق شمال شرق سوريا تشبهاً بما حدث في شمالي العراق .

·        المماطلة والتاخر الطويل في توريد منظومة صواريخ الإس 300 المدفع ثمنها مسبقاً وقبل سنوات ولم تسلمها إلا بعد أن أصبحت فديمة بعد دخول المنظمات الأحدث في عالم الدفاع الجوي وهنا يمكن التأكيد بأن روسيا لم تكتف بذلك بل منعت استخدام منظومة الإس 300 مواجهة الإعتداءات الصهيوأمريكية كما لم توفر لسوريا المنظومة الأحدث من صواريخ الإس 400 في الوقت الذي سمحت وتعاقدت على بيع تلك المنظومة لعدو سوريا الأردوغاني .

·        الهبات والعطايا التي قدمتها روسيا للعدو الصهيوني فيعد أن أعادت للعدو الدبابتين الصهيونيتين اللتين كانت في متحف موسكو العسكري قام الجنود الروس بنبش مقبرة مخيم اليرموك للبحث عن بقايا جثث الجنود الصهاينة وبعد أن عثروا على أحداها قام بوتين بتسليمها لصديقه نيتنياهو العدو الأكبر لسوريا، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ، فالفضيحة الأكبر أن روسيا مازالت تنبش القبور وتبحث بكل قوة عن بقايا عظام كووهين أكبر جاسوس عرفته سوريا عبر تاريخ الصراع العربي مع العدو الصهيوني .

·        وقوف الروس مع حصار وتجويع وضرب الشعب اليمني بدعمها للمعتدين الذي خلقوا في اليمن أكبر مجاعة تواجهها لبشرية في هذا العصر وهو موقف يخالف موقف الدولة السورية ويخالف كل حق وضمير ولا يرضي إلا الصهاينة الطامعين بالسيطرة على الملاحة في مضيق باب المندب .

وبعد كل ذلك ، مازالت أبواق تتغزل ببوتين وبعطاء الروس الكبير لسوريا بل وتتجاوز تلك الأبواق كل الحقائق بأن تعتبر بوتين حليفاُ حقيقياً للدولة السورية  متناسية كل الحقائق التاريخية بقيام الروس ومنذ زرع الكيان الصهيوني في القلب العربي بدعم هذا الكيان دولياً وتسهيل الإعتراف به واستمرار التناغم معه عبر العقود وهي حقائق يطول شرحها ، لعل الغزل ببوتين ليس غريباً ممن تعودوا على حمل المظلات في منطقتنا عند هطول المطر في موسكو ، وهنا لا بد من القول أن كل من يعرف الوضع الروسي يدرك النفوذ الكبير للصهاينة في منظومة الحكم الروسية من بوتين ومساعديه وكبار الرأسماليين الروس المتصهينين ، وإن كانت الأمور تشير إلى علاقة بوتين القوية بالصهاينة فإن من سيأتي بعده في حكم روسيا سيكون أسوأ ….

قد يعجبك ايضا