الكاتب والمفكر المناضل نارام سرجون يرثي اللواء الدكتور بهجت سليمان ( ابو المجد ): دمي على قلمي .. ودم قلمي على دمي

 




نارام سرجون ( سورية ) – السبت 27/2/2021 م …

ياأبا المجد .. ياسعادة السفير .. وفخامة الجنرال .. لم أكن أظن يوما أنني سأكتب عنك الا لأقلدك الأوسمة .. كما كنت تقلدني الأوسمة كلما تحدثت عني .. فاذا بي أكتب عنك قبل أن أعلق الأوسمة العظيمة .. أبحث عنك ووسامك في يدي فلا أجدك .. ولاأعرف لك طريقا .. وأناديك .. فلا شيء سوى الصدى ..
جرحتني برحيلك ياصديق .. قلمي جريح .. وحرفي جريح .. وصوتي جريح ..
ياصديقي ماكنت اظن يوما أنني سأرى دمي يقطر من قلمي كما اليوم .. ولم أكن اظن أن الحزن سيف يذبح ..
ولم أكن اظن يوما أنني لن أعرف الفرق بين دمي ودم الحروف ودم القلم .. فدماؤنا اختلطت .. ولم أعد أعرف دمي من دم القلم من دم الكلام .. أهو دمي على قلمي؟؟ ام دم القلم على دمي؟؟ ام دم الكلام على الكلام؟؟
سامحك الله ياابا المجد .. كيف تغادرني وتتركني وحيدا .. ونحن حاربنا معا وقاتلنا معا .. وتقاسمنا الرصاص .. وكانت السهام تصيبك وتصيبني .. تنزعها من جسدي .. وانزعها من جسدك .. فمن سينزع السهام من جسدي بعد اليوم يا صديق؟؟ .. أهكذا السيوف تتخلى عن السيوف؟؟ فهل أقول: كل الذين أحبهم نهبوا رقادي .. واستراحوا؟؟

اني أستأذنك بأن استريح قليلا .. لأضمد جراحي .. وأضمد قلمي .. واضمد الكلام.. وأسعف الحروف التي تنز دما ..
ان غبت قليلا عن النزال .. فلأن جراحي عميقة وتريد ان ترتل بعض الحزن .. ياابا المجد .. فهلا سامحتني ..

لمن لايعرف أبا المجد: انه باختصار قبل ان يكون سفيرا .. وقبل ان يرتدي الثياب المدنية .. كان اول قائد كتيبة دبابات في حرب تشرين عام 1973 .. وأول لواء مدرع في حرب عام 1982 .. وهناك يمكن أن تسألوا الدبابات عن (أبو المجد) .. الدبابات والدروع هي التي يجب ان تعطي الشهادة في هذا الفارس العربي السوري .. ومن كانت الدبابات هي التي ستمنحه الشهادة فانه ليس بحاجة لشهادة من أحد .. انه جنرال الدبابات الذي لم يقهر ..

بهجت سليمان أيام الشباب خلال خدمته بالجيش العربي السوري

قد يعجبك ايضا