مشروع الاستيطان الصهيوني في أوغندا … خلفية تاريخية / د. أمين محمود




د. امين محمود* ( الأردن ) – السبت 27/2/2021 م …
* وزير أردني أسبق …

**مخططات صهيونية مبكرة للتغلغل في افريقيا والتحكم بمنابع النيل

لم يكن فشل مشروع العريش وسيناء نهاية المطاف بالنسبة لمشاريع الاستيطان اليهودي ، فبمجرد ما اتضح عدم امكانية تنفيذ هذا المشروع، سارعت بريطانيا الى تقديم مشروع اخر لتوطين اليهود في اوغندا ، ففثثي الثالث والعشرين من ابريل عام 1903 حظي هرتزل بمقابلة تشمبرلين الذي كان عائدا لتوه من جنوب افريقيا مرورا بمصر وشرق افريقيا .e وحسب ما دونه هرتزل في مذكراته عقب المقابلة فان تشمبرلين قال له: * لقد وجدت اثناء رحلاتي قطعة ارض مناسبة لك في اوغندة ، انها حارة عند الساحل ولكن المناخ يصبح معتدلا في الداخل ومناسبا للمعيشة حتى بالنسبة للاوروبيين، ويمكنكم ان تزرعوا فيها القطن والسكر. وقد قلت لنفسي بمجرد ان وقعت عيناي عليها ، هده ارض مناسبة للدكتور هرتزل ( Herzl , Diaries، Vol , 1V , pp,1473-1474).

غير ان الارض التي كان يفكر فيها تشمبرلين لم تكن في الواقع جزءا من اوغندا ، وانما كانت هضبة غوس نغيشو Gaus Ngishu الواقعة ضمن المرتفعات الغربية البيضاء لكينيا ، والممتدة من الساحل الجنوبي لبحيرة رودلف حتى حدود تنزانيا الحالية وتبلغ مساحتها حوالي 9.6 آلاف كم مربع ، وقد ظل المشروع يعرف خطا حتى الان بمشروع اوغندا.

اما تفسير هذا الاهتمام البريطاني المتزايد بايجاد رقعة ارض كي يستوطنها اليهود فمرده الى التخوف من نتاىج التدفق المستمر ليهود اوروبا الشرقية عبر القنال الانجليزي . وقد اضطرت الحكومة البريطانية الى اصدار تشريع ما يعرف بلائحة الاجانب ، التي استهدفت منع المهاجرين اليهود من دخول الجزر البريطانية . وفي المقابل فانها وجدت في توجه هذه الهجرات الى مكان مناسب ضمن ممتلكاتها البريطانيةخدمة كبرى لمصالحها الاستعمارية، اذ ان باستطاعة هؤلاء المستوطنين اليهود القيام بنفس الدور الذي قام به المستوطنون الاوروبيون في جنوب افريقيا وذلك بهدف تثبيت دعائم السيطرة البريطانية في منطقة شرق افريقيا ، ولا سيما ان المنطقة كانت تعج بالثورات الداخلية في كينيا واوغندا والسودان ، بالاضافة الى بروز المنافسة الالمانية والايطالية في المنطقة.

وقد تزايدت اهمية هذه المنطقة بالنسبة لبريطانيا في اعقاب بناء الخط الحديدي الذي اوشك على الاكتمال والذي يربط الساحل الافريقي الشرقي ببحيرة فكتوريا في قلب افريقيا ، وقد بلغ طوله 584 ميلا وبلغت كلفته حوالي خمسة ملايين جنيه . وقد ادى بناء هذا الخط الى زيادة حركة الشحن نحو الجنوب الى اربعة اضعاف ، وبات من الضروري جلب المزيد من المستوطنين لتوفير الحماية اللازمة لهذا المرفق الحيوي ( Desmond Stewart , Theodor Herzl , p. 362 ).

اما بالنسبة لهرتزل ومؤيديه فانهم استخدموا مجموعة من الاسباب لتبرير موافقتهم على مشروع اوغندا ، اذ يمكن استخدام هذه المنطقة كملجا ليلي Nachtasyl يتجمع فيه ما لا يقل عن مليون يهودي من شتى ارجاء العالم ، يتدربون على الاعمال السياسية والعسكرية ثم ينزحون ثانية الى فلسطين حينما تتهيا الفرصة لذلك . واشار هرتزل الى ان مشروع اوغندا بامكانه ان يشكل وسيلة للضغط على الدولة العثمانية كي تعيد النظر في امكانية السماح لليهود بالاستيطان في فلسطين قبل انصرافهم عنها نهائيا الى اوغندا. وقد ارسل هرتزل بالفعل مجموعة من الرسائل الى السلطان العثماني وعدد من مستشاريه بخصوص هذا الموضوع . ويعتقد البعض ان ارسال هذه الرساىل بالرغم من ادراك هرتزل عدم جدواها، لم يكن في حقيقته سوى محاولة طمانة لجماعة احباء صهيون الذين كانوا يتشبثون بفلسطين واقناعهم بان الظروف لم تكن مواتية للاستيطان بها، وبالتالي فلا بد لهم من قبول مشروع اوغندا كمحطة موقتة على الطريق الى * صهيون * ( احمد طربين ، فلسطين في خطط الصهيونية والاستعمار ١٨٩٧-١٩٢٢ ، ص ٨٠ ).

وتشير بعض الاراء الى ان احد الاهداف الرئيسية وراء هذه المحاولة الاستيطانية في هذه المنطقة هو الوصول الى منابع مياه نهرالنيل وامكانية استغلالها كوسيلة ضغط على الاطراف المصرية التي سبق وعارضت محاولة الاستيطان اليهودي في منطقة العريش وسيناء وارغامها على التخلي عن معارضتها لهذا المشروع مستقبلا ، ولا سيما فيما تضمنه من مقترحات متعلقة بتحويل مجرى نهر النيل لتغذية صحاري سيناءوالنقب التي كانت تقع منذ ذلك الوقت ولا تزال ضمن المخططات الصهيونية الاستيطانية.

وهناك دلائل كثيرة في كتابات هرتزل تشير الى انه لهذا السبب ضمن اسباب اخرى، جعلته يفكر في اوغندا كمنطقة استيطان لليهود . وقد تعززت الفكرة لديه حينما وجد المنطقة في شرق افريقيا تشكو من قلة السكان، بحيث ستكون اقل تهديدا لانجاح عملية الاستيطان فيما لو كانت في منطقة كثيفة السكان . واتخذ هرتزل من مشروع سيسيل رودس الاستعماري في منطقة جنوب افريقيا ، التي كانت تماثل في قلة كثافتها السكانية منطقة شرق افريقيا ، نموذجا يقتدى به. ومما يسترعي الانتباه في هذه الفترة لجوء مؤيدي هرتزل بزعامة المفكر الصهيوني الالماني ماكس نورداو. الى المناداة بالتجميد الموقت لفكرة الاستيطان في فلسطين لحين استكمال مخططاتهم الصهيونية فيما يتعلق بالاستيطان في الشرق الافريقي والهيمنة على منابع نهر النيل. غير ان المعارضين لمشروع اوغندا من جماعة احباء صهيون بادروا الى توجيه الاتهام الشديد لهرتزل اثناء الموتمر الصهيوني السادس عام 1903 بتخليه عن فلسطين وقيامه خلال زيارته لروسيا بالاتفاق مع وزير داخليتها فون بليهفيه على تهجير اعداد كبيرة من اليهود خارج روسيا توطئة لارسالهم الى* فلسطين الافريقية * ( ويقصد بها اوغندا ). ولم يجد هرتزل ازاء هذا الهجوم الشديد ما يبرر به محادثاته مع فون بليهفيه امام معارضيه سوى انه كان حريصا على وقف الاضطهاد الروسي لليهود وتحسين اوضاعهم السيئة .ولكن محادثاته في واقع الامر كانت تهدف الى اقناع وزير الداخلية الروسي بجدوى السماح بهجرة اليهود خارج روسيا لابعادهم عن الحركات الثورية الروسية التي كانت انذاك مصدر تهديد للنظام القيصري بمجمله .ويتضح من الطريقة التي ادار بها هرتزل محادثاته مع فون بليهفيه، بانها لم تكن مجرد تكتيك ارتاه مناسبا لكسب رضا المسؤول الروسي ، انما كانت في الواقع تعكس موقفا استراتيجيا ثابتا للحركة الصهيونية يعكس في مضمونه مصالح
الامبريالية الاوروبية والبورجوازية اليهودية ، وتبين انها على استعداد للتحالف مع القوى الرجعية والعنصرية طالما ان في هذا اضعافا للقوى الثورية المضادة التي تهدد المصالح التي تمثلها الحركة الصهيونية.

واذا ما عدنا لمراجعة الاراء التي تضمنها كراس هرتزل * دولة اليهود * فاننا نجد انه لم يتقيد ببقعة معينة لاقامة دولته المقترحة عليها، فهو قد ابدى في اواخر ايامه حماسا فاترا للتركيز على فكرة الدولة اليهودية في فلسطين لما يمكن ان تثيره هذه البقعة التاريخية من رغبة لدى المستوطنين اليهود في * اعادة صورة الحياة اليهودية القديمة وعدم ممارسة الحياة العلمانية الحديثة * ، التي كان من الممكن ان يوفرها لهم الاستيطان فيما لو بدأوا فيه في منطقة شرق افريقيا. ومما جعل هرتزل اكثر تشبثا بمشروع اوغنداازمته الصحية التي بدات تستفحل في هذه الفترة .فالرؤية التي ملكت عليه تفكيره طيلة حياته بكونه * الملك اليهودي الذي يسير على راس قافلة اليهود صوب وطنهم القومي * ، ويصف هرتزل في مذكراته حلما له في صباه قائلا : * وجدت نفسي طاىرا على اجنحة الريح يطوقني المسيح – الملك بذراعيه ،حيث كان يتخذ شكل رجل مسن تبدو عليه امارات العظمة والجلالة … وحينما التقينا موسى التفت اليه المسيح قائلا : * من اجل هذا الصبي كنت اصلي * ، ثم التفت الي وقال : ابلغ اليهود بان موعد عودتي قد اقترب … * دلالة على قرب انشاء
الدولة اليهودية التي ارتبط موعدها بعودة المسيح المنتظر ( Alex Bein , Theodore Herzl , pp. 13-14. ) .

غير ان صحة هرتزل ما لبثت ان بدأت تترنح نتيجة اشتداد المرض عليه والذي اودى بحياته بعد ذلك بشهور قلائل. لقد اصبح هرتزل في نهاية حياته عصبي المزاج متوتر الاعصاب يريد تحقيق حلمه باي شكل كان . وهذا ما يحدث لكثير من ساسة العالم حين يتصورون ان القدر قد اختار لهم مهمات عظيمة لتأديتها ، وسرعان ما يتحول هذا الحلم الى ازمات عنيفة في سلوك هولاء الساسة لدى احساسهم بدنو اجلهم دون تحقيق تلك المهمات ،فتتخذ قراراتهم صفة التهور والاندفاع وعدم الاتزان.

كان مشروع اوغندا في مقدمة جدول اعمال الموتمر الصهيوني السادس عام 1903،وكان جدول الاعمال قد اشتمل على مجمل الاتصالات السياسية التي قام بها هرتزل منذ الموتمر الصهيوني الاول، اذ تحدث عن مفاوضاته مع السلطان العثماني ومباحثاته مع الحكومة البريطانية بشان قبرص وسيناء، ثم انتقل للحديث عن مباحثاته مع الحكومة الروسية، فجاء امتداحه لموقفها تجاه اليهود مفاجئا للكثيرين.

ولعل سر ذلك يعود الى الاتفاق الذي عقده هرتزل مع وزير الداخلية الروسي فون بليهفيه والذي تضمن تهجير عدد من اليهود الروس الى اوغندا . وقد اعلن هرتزل خلال الموتمر ان الحكومة البريطانية قررت وضع جزء من ممتلكاتها في شرق افريقيا تحت تصرف المنظمة الصهيونية بهدف تنفيذ مشروع استيطاني يهودي فيها . واقترح هرتزل ارسال لجنة صهيونية لدراسة امكانات الاستيطان في هذه
المنطقة ، وفي حال توصل اللجنة الى نتاىج ايجابية تتفق ومخططات الحكومة البريطانية ، فان المنظمة الصهيونية بوسعها انشاء مستعمرة لهم في شرق افريقيا تتمتع بحكم ذاتي مع ادارة يهودية وحكومة محلية يهودية ومندوب سام يهودي على ان تخضع مؤقتا للسيادة البريطانية العليا. وقد اكد هرتزل لمستمعيه ان هذا المشروع سيساهم بالتاكيد في حل الضائقة اليهودية دون ان تتنازل الحركة الصهيونية عن شيء من خططها الاستيطانية في فلسطين وغيرها حينما تحل الفرصة المناسبة لتحقيق ذلك . ولدى طرح المشروع للنقاش ارتفعت اصوات المعارضة وانقسم المؤتمرون فيما بينهم بين مؤيد ومعارض ، فقد راى المؤيدون ان هذا المشروع يتضمن في
طياته اعتراف الدولة العظمى باحقية * الشعب اليهودي * المنتشر في *ارض الشتات * بان يستقر في بقعة محددة يتخذها * وطنا * له، كما انه يتضمن ايضا اعتراف هذه الدولة العظمى بالمنظمة الصهيونية ممثلا شرعيا لهذا الشعب. بينما رأى المعارضون ان المشروع يعتبر انحرافا عن تطلعات واماني * الشعب اليهودي* ، وهددوا بالانشقاق عن المنظمة الصهيونية ، غير ان هرتزل حال دون الانقسام النهائي
حينما اعلن انه لن. يوافق على الاستيطان في اوغندا قبل ان يحصل على موافقة مؤتمر صهيوني يعقد خصيصا لهذه الغاية،وان الهدف من اقتراحه ارسال لجنة الى اوغندا هو لاستقصاء ودراسة المنطقة ولا سيما ما يتعلق بمصادر المياه ومنابع نهر النيل وامكانية التحكم فيها كوسيلة ضغط مستقبلية لتحقيق حلمه – كما ذكرنا سابقا – بتحويل مجرى نهر النيل صوب سيناء والنقب حينما يتسنى لهم احتلال فلسطين والسيطرة عليها.

ومن الملاحظ ان المعارضة الحقيقية للمشروع جاءت من ممثلي يهود روسيا الذين اتهمتهم بعض الاوساط الصهيونية بعدم التعبير بصدق عن اراء ناخبيهم ، اذ ان الرأي السائد بين اليهود في روسيا كان رأيا مؤيدا للمشروع ( خالد القشطيني ، مشروع المستعمرة اليهودية في يوغندة ، شوون فلسطينية ، مايو١٩٧١ ، ص ١٠٨ ). ولعل السبب الحقيقي في معارضة الوفد الروسي في الموتمر لهذا المشروع يعود الى تخوفهم من التهديدات المتكررة العنيفة التي كانوا يتلقونها من العصابات الصهيونية المتطرفة التابعة لجماعة احباء صهيون التي كانت متشبثة بالاستيطان في فلسطين دون غيرها . ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد ان غالبية اليهود القاطنين في فلسطين انذاك ، كانوا يحبذون مشروع اوغندا لا سيما وانهم بداوا يتشككون في امكانية انشاء دولة يهودية لهم في فلسطين. لم يمض وقت طويل حتى تسربت انباء مشروع اوغندا الى المستوطنين الانجلو سكسون الذين كانوا قد استقروا في منطقة شرق افريقيا منذ آواخر القرن التاسع عشر، فاثاروا موجة ساخطة من الاحتجاج والاستنكار ضد الحكومة البريطانية لتبنيها مثل هذا المشروع. وقد نشرت صحيفة التايمز اللندنية نص برقية مرسلة من زعيم المستوطنين اللورد ديلامير Lord Delamere في اوغندا الى وزارة الخارجية البريطانية تضمنت ما يلي : * التهبت مشاعر المستوطنين هنا ضد مشروع توطين اليهود الغرباء في افضل قطعة ارض في شرق افريقيا . ان قدوم مثل هولاء المستوطنين اليهود سيؤدي حتما الى مشاكل مع المواطنين الافارقة ويثير حالة من الفوضى والاضطراب في المنطقة .هل يرضى دافع
الضريبة البريطانية المالك لافريقيا الشرقية ان يمنح بلدا جميلا وثريا الى غرباء ؟! اما عندنا مدد من ابناء جنسنا ليستوطن هذه الارض ؟! اننا نهيب بالرأي العام في بريطانيا ان يقف معنا ضد هذا التصرف الذي يهدد باغراق البلاد في العديد من المشاكل ويقضي على مستقبلها الواعد ( The London Times , Aug 29, 1903 ) . وقد ارسلت جميع اتحادات المستوطنين الانجلو سكسون في شرق افريقيا برقيات متتالية الى الحكومة البريطانية تهدد فيها بمقاومة المشروع بشتى الاشكال . كما وجه اسقف ممباسا في كينيا رسالة الى المندوب السامي البريطاني حذر فيها من نقل ملكية هذه الارض الى * الطبقة الدنيا من اليهود الذين سيتسببون بالحاق الجمود بعملية تطوير الحياة المسيحية الحقيقية بين القبائل الافريقية الوثنية * ( Bein ,pp. 443 ).

وكان من اهم المعارضين لمشروع اوغندا الرحالة البريطاني المشهور هاري جونستون Sir Harry Johnstonالذي قاد حملة لاقناع اليهود بالاتجاه نحو فلسطين لخلوها من * الجنس الانجلو سكسوني * وسهولة التخلص من* المحمديين * القاطنين فيها ، كما بين لهم صعوبة الاستيطان في اوغندا لان المستوطنين هناك سيقاومونهم بشدة لانهم بذلوا جهودا مضنية في استصلاح الارض ، وبالتالي لن يقبلوا بسهولة مهاجرين جددا من غير جنسهم يفدون لمزاحمتهم في مصدر رزقهم. وهكذا فانه لم يعد بوسع الحكومة البريطانية مواجهة الضغوط الشديدة لارباب المصالح الراسمالية والاستعمارية ناهيك عن تلك الضغوط الواسعة التي كان يمارسها المستوطنون في الشرق الافريقي رفضا للمشروع ، وقد ادى هذا كله الى تراجع بريطانيا التدريجي عن تبنيها لهذا المشروع ، فاعلنت في نهاية عام 1903 انها لم تلتزم ازاء اليهود باكثر من مجرد وعد قدمته لدراسة امكانية انشاء مستوطنات يهودية وانها ستحتفظ لنفسها دوما بحقها في العودة الى احتلال تلك الاراضي فيما لو لم تنجح مسألة الاستيطان اليهودي فيها . اما الضربة النهائية للمشروع فقد جاءت على يد لجنة الدراسة والاستقصاء التي سبق ان تم ارسالها الى منطقة شرق افريقيا ، اذ جاء تقريرها سلبيا وغير مشجع نظرا للجو المعادي للمشروع بين المستوطنين الانجلو سكسون واستعدادهم لمقاومته بشتى السبل ( Stewart p. 378 ) . ولم تمض شهور قلائل على توقف هذا المشروع حتى لفظ هرتزل انفاسه الاخيرة في الثالث من يوليو عام 1904، وبعد وفاته بعام اجتمع المؤتمر الصهيوني السابع وقرر تجميد هذا المشروع دون التخلي عن فكرة الوصول الى منابع نهر النيل يوما ما.

قد يعجبك ايضا