مسخرة المطالب السعودية خارج اطار المعقول / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 12/2/2021 م …




الكل يتذكر  ان مفاوضات ايران التي افضت الى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس دونالد ترامب  تواصلت لعدة سنوات بمشاركة ممثلين عن الدول الكبرى الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة فضلا عن المانيا لذا اطلقوا عليها مفاوضات 5 زائد واحد ورقم واحد هي المانيا التي تعد  دولة كبرى اضافة الى ايران  فاصبح الرمز 6 زائد واحد  لتات السعودية وتطالب بضمها الى مفاوضات تحلم  الولايات المتحدة نفسها التي انسحبت منها باستئنافها  بشروط لازالت طهران ترفضها .

السعودية التي تطالب بان تكون عضوا اصيلا حتى ولا مراقبا في المفاوضات التي تحلم باستئئنافها هي الاخرى بعد ان سمعت لغطا في البيت الابيض من ان واشنطن تسعى الى ضم اطراف اخرى في المنطقة للمفاوضات التي يحلمون باستئنافها دون ان يعودوا الى التاريخ و يصغوا جيدا الى العناد الايراني وعدم التنازل عن الحقوق الذي  يعد سلوكا ونهجا تاريخيا  لطهران  حتى قبل الحرب مع العراق عام 1981  وصولا الى  فرض العقوبات والحصار  الامريكي الاحادي  عليها  خلافا للاعراف والمواثيق الدولية .

السعودية حتى هذه اللحظة لم تقدر حجمها الحقيقي سوى ب” الدولارات” التي يدرها النفط عليها معتقدة انها تستطيع الى الابد شراء مواقف  الاخرين وذممهم  وهي التي تعجز عن حسم حربها العدوانية في  اليمن وللعام السادس على التوالي لمواجهة شعب  اصيل  يرفض  الاهانة التي يقبل بها حكام  نجد والحجاز ولايمتلك اموالها ولا الاسلحة الغربية التي تتدفق عليها  بل يمتلك ارادة وطنية شريفة وبسالة وبطولة فائقة  يعتمد على قواه لا على المرتزقة كما تعتمد السعودية.

شيئ مثير للضحك تاتيك السعودية التي تحميها القوات الامريكية وعلى لسان الرئيس الامريكي السابق ترامب عندما كرر القول مرات عديدة  لولا واشنطن لم تبق هذه الحكومات والانظمة اسبوعا واحدا وتطالب بضمها الى الدول الكبرى التي حاورت ايران بشان برنامجها النووي ومن يدري فقد تطلب السعودية في يوم ما  عضوية دائمة في مجلس الامن الدولي ليصبح العدد 6 دول لها الحق باستخدام الفيتو وغيره وذلك ضمن مبدا ” من لديه دولارات اكثر” وليس من لديه اسلحة نووية.

تحضرني وانا استمع الى طلب السعودية ان يكون لها عضوية اصيلة في ” مفاوضات  الاتفاق النووي ” تحلم بها الدول الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة نكتة عراقية مفادها:

قيل مرة انه طلب من الخيول الاصيلة ان تمد ارجلها لوضع الاصفاد فيها والاصفاد عادة ترتبط بالخيول الاصيلة فقط واذا ب” الخنفسانة” ” الخنفساء”  وهي حشرة صغيرة  تمد ارجلها بين ارجل الخيول الاصيلة.

الخنفسانة السعودية تريد ان ترى ارجلها بحجم ارجل الخيول الاصيلة ب” الدولارات” هكذا  تتخيل لتردد كالببغاء مسالة مستحيلة ترفضها ايران التي ترفض العودة الى التفاوض بشان برنامجها النووي بالشروط الامريكية .

معروف ان احد كبار المسؤولين الامريكيين صرح مرة بان واشنطن تسعى الى ضم دول من المنطقة الى مفاوضات تتعلق ببرنامج ايران قالها دون ان يتطرق الى وجود ضمانات لعودة ايران الى المفاوضات واذا ب” الجماعة في الرياض ” يطرحون انفسهم ” عضوا اصيلا” وحتى ليس مراقبا في مفاوضات ليست موجودة اصلا ولا توجد في الافق ما يشير الى استئنافها.

 

 

قد يعجبك ايضا