هل الزواج أنواع؟ وما هي الآثار السلبية على المجتمع؟ / سوزان حرز الله

سوزان حرز الله*  ( الأردن ) – الأحد 7/2/2021 م … 
*ناشطة اجتماعية وسياسية وكاتبة …



ظهر في العصر الحديث مسميات متعددة للزواج فمنها
الزواج الشرعي والزواج العرفي وزواج المسيار وزواج المتعة وزواج الدية (الدم)، وظهر في مجتمعاتنا العربية زواج القاصرات الذي له اثار على المرأة، فالمرأة هنا هي العنصر المظلوم.
وللموضوع انعكاسات وأثار سلبية لا تعد ولا تحصى، من أبرزها حرمان الفتاة من عيش مرحلة الطفولة والمراهقة، وفرض مسؤوليات كبيرة عليها، وهي لا تعرف شيئا عن الحقوق والواجبات الأسرية، وتجبر الفتيات على الحرمان من التعليم، وتضطرهن للحمل والإنجاب خضوعا للبيئة الاجتماعية المحيطة.
فقد تتعرض الفتاة لمشاكل اجتماعية مع الزوج، وأيضا مشاكل صحية بسبب الحمل والإنجاب الذي لا يتناسب مع عمرها ووعيها وهي لا تتجاوز 18 عاما، حيث إن زواج القاصرات يزداد في المجتمعات التي تسودها النزاعات والفقر والفوضى وعدم الاستقرار، وتذهب الفتيات ضحية لذلك، فيُحرمن من الكثير من حقوقهن، فالزواج العرفى للقاصرات هى ظاهرة اجتماعية لها كثير من الآثار السلبية على الأسرة والمجتمع، حيث إن الفتاة فى هذه المرحلة العمرية وهى مرحلة الطفولة تكون غير مهيأة من الناحية النفسية والعقلية والثقافية والجسدية لتقوم بمسؤولية إدارة بيت ورعاية زوج وتربية أطفال، فتتحمل عبئاً لا قدرة لها عليه، ولا تستوعب دورها به مطلقاً.
فمثل هذا الزواج يعد اغتصاباً للحق فى الطفولة، واعتداءً صارخاً على كرامة الطفل، فهو يمثل جريمة مكتملة الأركان فى حق الأطفال القاصرات فهمنّ ليسا على دراية بتربية هذا الطفل ورعايته وهما اللذان فى حاجة إلى تربية ورعاية، فإن لزواج القصّر أثاره الاجتماعية الخطيرة كالتسريب من التعليم وتفشى الأمية وتدنى الصحة الإنجابية بما ينعكس أثره على ذرية هذا الزوج، ويمتد هذا الأثر ليؤثر على سلامة المجتمع فى جوانبه الأسرية والصحية والتعليمية وهى أثار تترك ندوبها على وجه المجتمع سنين عددا ويغدو اصلاحها من الصعوبة بمكان.

قد يعجبك ايضا