العقوبات على سورية / الوزير السابق عمرو سالم

دام برس : دام برس | العقوبات على سورية .. إضاءات على ما كتبه الوزير السابق عمرو سالم



الأردن العربي – الأربعاء 20/1/2021 م …

كتب عمرو سالم*

  • وزير سوري سابق ...

سأتحدّث بصراحةٍ تامّةٍ مع علمي بأنّني سأغضب الكبير من النّاس وقد يسمع منّي بعضهم بعقل مفتوح وقلبٍ سليم … لا يمكن أن يخفى على أحدٍ ما يقوله المبعوث الأمريكي إلى سوريّة وبومبيو وغيرهم ولا ما يصدر كلّ يومٍ من عقوباتٍ وإجراءاتٍ ضدّ سوريّة … ولا يمكن أن يخفى على عاقلٍ أنّ كلّ هؤلا يقولونها علناً: إنّنا نريد خنق سوريّة لجعل اقتصادها ينهار ويضيق العيش على أهلها بهدف منع سيادة الرئيس من الترشح … هذا ما يقولونهه حرفيّاً، وليس قراءةً منّي لنظريّات المؤامرة … يقولون أنّهم يريدون منع سيادته من الترشّح. فلو كانوا يعلمون بأنّ هناك من سينتخبه الشّعب غير سيادته، لما كانوا بحاجةٍ إلى منع سيادته من الترشّح … نعم، لا يوجد كهرباء بسبب نقص الوقود والوقود يدخل ضمن العقوبات مباشرةً. وليس هذا فحسب. بل يهاجمون السّفن الناقلة والصّهاريج ويقصفونها ويفجّرونها … ونعم هناك فسادٌ في توزيع الوقود وبيعه. لكنّ القلّة والأزمات هي التي تفتح الفساد. وإذا أردنا أن نراقب كلّ صهريج وكلّ كازيّة وكلّ مستودع لاحتجنا إلى مليون مراقب! يحاربوننا في قمحتنا فيحرقون المحاصيل ويهرّبون الباقي إلى تركيّا … ويحاربون عملتنا بالمضاربة وبسرقة أموال السّوريّين في لبنان وغير لبنان … لن أدافع عن الحكومة ولا إجراءاتها فهي لديها لسانٌ ويمكنها الكلام عن نفسها. لكنّني أجزم وبناءً على ما هو موجود من عقوبات ومن تصريحات رسميّة أمريكيّة وغربيّة أنّ كل أزماتنا هي من صنعهم …. لدينا تجّار حرب وتجّار أزمات وفاسدون جمعوا أموال طائلةً من الحرب ومن العقوبات. لكنّ العقوبات هي التي تحيجنا إلى طرقٍ غير تقليديّةٍ لتأمين حاجاتنا … والتي لولاها لما كان لدينا قمحٌ ولا وقود. ولعشنا في عتمةٍ تامّة … وفوق كلّ ذلك يخلقون الإشاعات والأخبار المزوّرة لزيادة إحباط النّاس ولتحريضهم … وسوف يستمرّون حتّى تحين الانتخابات. وربّما يزيدون من كذبهم وضغوطهم وخنقهم … لكنّ ما يجب أن نثق به تماماً، هو أنّ ما تقرره الولايات المتّحدة والغرب ليس قضاءً وقدراً … وقد تعرّضنا منذ أيّام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الحصار والتجويع وغدونا دولةً عظمى رغم أنوفهم … وأنا واثقٌ من أنّنا سنشهد انفراجاتٍ متلاحقةٍ الآن وبعد الانتخابات … أمّا اللصوص الّين نهبوا الدّولة ويظهرون بمظهر المظلومين ويحرّضون فهم من أوّل من يجب أن يحاربوا … وأمّا ما يشيعه الإعلام المعادي عن صلحٍ مع إسرائيل، فسيادة الرئيس قد أوضح موقف سورية الّذي لا يتغيّر وهو أنّه بدون الجولان، لا يوجد سلام وهذا موقف قديم ولن يتغيّر … وأمّا ما يشيعونه عن تدخّل السيّدة أسماء الأسد في الاقتصاد، ولو أنّني كنت أتمنّى لو أنّها تتدخّل لكفاءتها وخبرتها ونزاهتها. إلّا أن ما لديها من ملفّات الإغاثة والتنمية وصناديق جريح الجيش وغيرها وإعادة تمكين من هجّر يحتاج إلى وقت عشرات من يرأسونه. وهي ليس لديها وقتٌ ولا اهتمامٌ إلّا للإغاثة والتنمية وتضميد الجراح … من يظنّ أنّني أكتب ما كتبت لأنّني أحبّ سيادة الرئيس. أقول أنّ حبّي لسيادته لا يتعلّق بمنصبه … لكن هناك أمران لا يمكن أن أحرم منهما. وهما أنّني عملت تحت رئاسة سيادته وأعرف قدرته وأداءه وأخلاقه وبالتّالي لا يمكن أن يجعلني الإعلام المعادي غبيّاً أكذّب نفسي وأصدّق من هدم بلدي … وكذلك فأنا أقسمت بالله العظيم أمام سيادته عندما أصبحت وزيراً. والمنصب ينتهي لكنّ القسم لا ينتهي … وأهمّ شيءٍ هو أنّني أعلم كمعلومةٍ وليس عن توقّع أنّ ما يتمّ هو لإنهاء سوريّة إلى الأبد … ولن نسمح لهم بذلك. ليس على مبدأ الأسد أو نحرق البلد. بل سنقطع أيدي من يحرق البلد ومن يضغط على الأسد لانه الرئيس ابشرعيّ لهذا البلد … ومن كان واثقاً من قدراته وشعبيّته ويحقّق الشروط القانونيّة، فليرشّح نفسه أو فليخرس … إنّها ليست سوريّة الأسد. بل سيادته هو أسد سوريّة … ولا اعتذار من أحد … عمرو سالم: تزول الدّنيا قبل أن تزول الشّام ….يمنع حذف أو  تعديل أو إضافة أي جزء عند النقل

قد يعجبك ايضا