المزارعون هم جيش الأردن الثاني / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 20/1/2021 م …

يحرص كل بلد صغير كان أم كبيرا ،على تقوية قواته المسلحة وتسليحها بأفضل أنواع الأسحة ،وتدريبها على فنون القتال والمواجهات،وترسل كبار ضباطها إلى الدول المتقدمة في دورات تكسبهم مهارات متعددة ،ينقلونها لجنودهم،من أجل الإستعداد لأي طاريء والدفاع عن أرض وحدود الوطن وتحقيق النصر.




هذه بدهية لا يختلف فيها أوعليها عاقلان حصيفان سويان،ونحن في الأردن نفخر أشد الفخر بقواتنا المسلحة ومستواها القتالي الحرفي المشهود له  عالميا،ولكننا في الأردن نختلف على قضية أخرى لا تبعد عن القضية الأولى شيئا ،وهي موضوع الزراعة والإهتمام بالمزارعين وتقديم الدعم اللازم لهم ،كونهم يعدون جيشا ثانيا للأردن،يمارسون مهامهم يوميا في حين أن القوات المسلحة التي نجلها ونعتز بها يظهر دورها في المعارك والحروب،وقد أصبح جنودنا جزءا لا يتجزأ من قوات حفظ السلام الدولية،ولكن ماذا عن المزارعين؟

قبل الغوص بالتفاصيل ،طالبت مرارا في مقالات سابقة أن يتم تغيير إسم وزارة الزراعة ،إلى وزارة الدفاع الزراعية لإنصافها وانصاف المزارعين الذين هم جيشنا الثاني الذين يسهمون في تأمين غذائنا وحماية أمننا الغذائي،وهم الذين يسيرون على درب “النبي”جبران خليل جبران في منفاه الطوعي بأمريكا الجنوبية الذي قال”لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع ،وتلبس مما لا تصنع”،فطوبى لهم وألف طوبى.

يعاني المزارعون الأردنين من الإهمال ،ونأمل من الله أن لا يكون هذا الإهمال متعمدا أو مدروسا وهادفا لتجويعنا ،كي تصبح لقمتنا فقط من “السم الزعاف”الإسرائيلي الذي لا نعلم ماذا يضعون لنا فيه ،حتى لو كان نباتا مزروعا،ففي تلمودهم نص يقول:”أرسل لجارك الأمراض”،لذلك وجب علينا الحذر منهم ومن ألاعيبهم،ودعم مزارعينا بحمايتهم من الكوارث الطبيعة ،وفتح أسواق خارجية لهم ،وإبتكار نمط جديد من الأسواق المحلية بعيدا عن “القومسيون”الذي “يمص”دماء المزارعين والمواطنيين  معا،وأن تكون هناك أسواق بيع مباشر في كافة مناطق المملكة ،وكسر احتكار السوق المركزي.

مطلوب من الجهات المهنية تعيين وزير دفاع زراعي من طبقة المزارعين ،وأن يعطى مطلق الصلاحية لتنمية هذا القطاع ،والوقوف على مشاكله من أجل حلها والنهضة بهذا القطاع الحيوي،خاصة وأننا في الأردن بلد زراعي بإمتياز،ولدينا تربة حمراء خصبة وصحراء بكر  تعطي الكثير في حال توفرت المياه،ويتوجب إصدار مرسوم ملكي بتأسيس صندوق وطني للنهوض بالقطاع الزراعي،ومنح المزارعين قروضا ميسرة في الحالات الضيقة ،وتقديم الدعم الكامل للمزارعين كي يتوسعوا في زراعاتهم ويبعثوا الحياة في مساحات أكبر من صحرائنا البكر المعطاء،وأن يتم إقامة المصانع التكميلية ،وتقديم القروض الميسرة للشباب كي يؤسسوا مشاريع صناعية -زراعية،وبذلك نكون قد قضينا على البطالة ونهضنا بالشباب وحاربنا الفقر والجوع والتطرف والمخدرات.

هذه رسالة نرفعها لجلالة الملك عبد الله الثاني أن يوجه المعنيين وأن يتابعهم ،حتى نحصل على قفزة نوعية في الأردن ،ونصبح مصدرين ومنتجين بدلا من أن نبقى مستوردين مستهلكين،إذ لا يجوز إغراق السوق المحلية بمنتجات أجنبية وتحديدا عند نزول منتجاتنا إلى السوق.

 

قد يعجبك ايضا