الدكتور فؤاد الهلالي يكتب: الدكتور اليمني حسن العزّي ( نطاسيّا وإنسانا ) كما عرفته

الأردن العربي – الثلاثاء 19/1/2021 م …




كتب د. فؤادالهلالي 

البروفيسور حسن العزي، الرجل الأكاديمي والاداري الذي لم يستعرض نفسه يوما ، جمّ التواضع ونقي السريرة، عرفته منذ كان مديرا عاما لمكتب الصحة محافظة تعز، مجرد ما تقترب منه يعاملك كصديق، ولا يعطي مجالا للرسميات، متواضع، وفي نفس الوقت يمتلك الكاريزما والهيبة، فيه شموخ جبل صبر، وعراقة قلعة القاهرة.

حاليا هو مسؤول التعليم الاكاديمي والمهني للاختصاصات الطبيه للزمالة العربية، تخرج على يده العديد من الكوادر الطبية لخدمة هذا البلد، كان الأطباء يأتون من اغلب المحافظات اليمنية إلى تعز، يستقبلهم بابتسامته المعهودة بحفاوه، ويقدم التسهيلات الإدارية.

إنتقل في الآونة الأخيرة إلى محافظة إب التي أصبحت مركز تدريب مؤقت لكل الاطباء الذين هم يتقدمون لدراسة البورد، ومن خلال ذلك المركز وبفعل الأطباء المنتسبين للبورد حدثت ثوره طبية في مدينة إب.

حتى وهو يتقلد منصب تلو الآخر لم ينس أنه أكاديمي تربى على البحث العلمي، ويبدو أن تخصصه في القلب أضاف لممارسته الطب عناية خاصة بقلوب من حوله، ومن لا يعرفهم، يؤدي عمله بضميره الحي، لا يجرح ولم يستغل منصبه يوما.

الدكتور حسن العزي مثال للرجل الذي يعمل بصمت، وبعيدا عن الأضواء، لا يلفت انتباه أحد ولا يتزلف، هو إبن تعز وإبن تربة هذه المدينة، من أصالة البسطاء نبتت بذرته وشب عوده.

الدكتور حسن من النوع الذي يعرف قدراته جيداً، ويعي مهاراته الأكاديمية والادارية والطبية، لكنه لا يقدم نفسه في الضجيج، يؤدي عمله بكل تفاني وينزوي عن الأضواء ويترك المساحة للآخرين.

الدكتور حسن العزي من الأشخاص القلائل الممتلئين بالمعرفة والعلم، قدم الكثير في الميدان والادارة، لم يتوانى عن واجبه لحظة، ومع ذلك يفضل المساحات الصامتة ولا يحب الضجيج.

هذا الدكتور ظُلم في حقه، ولم ينل الدورالمستحق لمؤهلاته ومعرفته، هامة أكاديمية ليتكم تعرفون ماذا لديه، الدكتور حسن لا تنتظرون منه أن يقدم لكم نفسه، بل يحب البحث عنه ومعرفته بأنفسكم، وبماذا يمتلئ فكره وعقله، أؤمن بأن أنصار الله سينصفونه حقه وسيعرفون قدره فيهم، وسيمنحونه المكانة التي يستحقها.

برغم رحيل الكوادر الطبية خارج اليمن جريا وراء المادة ظل الدكتور حسن العزي مؤمنا للقسم الطبي الذي أداه، ثباتا في أرض اليمن، ومساهم في الثورة الطبية ورائد من الوطنين الشرفاء الذين ضحوا ويضحون في سبيل تراب هذا الوطن.

أشكر الأيام التي جعلت منك صديقا وأخا لي ..

 

 

 

قد يعجبك ايضا