المفكر الأردني المحامي محمد احمد الروسان يكتب: التطهير بالأسيد للسياسات الخارجية الأمريكية … كارتلات الحكم في واشنطن ومذابحها الخارجية

  المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 2/1/2021 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية … 




هنا اللحظة الروسية: سقوط دمشق يعني سقوط موسكو، ويعني سقوط طشقند في أسيا الوسطى، وسقوط غروزني في القوقاز بيد دواعش الماما الأمريكية، وفي الذاكرة الروسيّة الحيّة: ذكرى مدرسة بيسلان وذكرى مسرح موسكو حاضرتان، وموسكو وبلغه عسكرية متدرجة جديدة جديّة هذه المرة ومباشرة قالت: تعالوا نضع قواعد النظام العالمي الجديد، وأي خيار آخر يعني دوّامة الوهم التي تبتلع الكلّ في الكلّ بالكلّ، وفي لحظة الضياع الأمريكي(التواطؤ الأمريكي)الروس قالوا كلمتهم صراحةً كالشمس والقمر، وتبعهم جلّ الأوروبيون، فمتى يلحق بهم البعض العربي المتردد؟ 

يبدو أن العالم ذاهب إلى الصراع عبر الحدث السوري وغيره، وقدوم التحالف الامريكي مع الاسلام السياسي من خلال الدولة العميقة عبر الناطق الرسمي جو بايدن، بادارة ثالثة لباراك أوباما، الأصولية تنتشر كالنار في الهشيم في كل المذاهب والأيدولوجيات وتغزو العالم، وثمة هلال سلفي لا هلال شيعي، تبدأ ملامحه من مشيخات الخليج وتحالفها مع الكيان الصهيوني لأسرلة المنطقة، وصولاً الى شمال أفريقيا، وتوقيع الاسلام السياسي اتفاق تطبيع مع اسرائيل الصهيونية، لتسريع الأسرلة من خلال حكومة سعد الدين العثماني الاخونجية. 

والانسان يريد أن يقتل أخيه الانسان لأنه مّل دعوات المحبة والأخوة والمساواة في الخلق، ويريد أن يعود إلى طباع جده الأول قابيل القاتل المنتصر على أخيه هابيل،  فما يشهده عالمنا اليوم من قتل وانتهاك واستعداء وكراهية يدل على ذلك، في حين أن هذه الأشياء تعتبر الغذاء الأشهى للنزعات الأصولية، لتتقوى ويشتد عودها في كل الأديان و المجتمعات، والمتابع اللمّاح يدرك هذا جيداً، حيث أنّ انحباس الأحقاد وكبت الكره أصبح ظاهرة خطيرة تهدد العالم، أكثر من ظاهرة الاحتباس الحراري، ويمكن تلمّس أثارها بدءً من شمال العالم، مروراً بالشرق الأوسط، وصولاً إلى جنوب الكرة الأرضية.  

وأمريكا تعود بقوّة إلى سلفيتها و أصوليتها المعهودة، وتخصصها في مجال الإبادات الجماعية وإراقة الدماء، أنّهم مولعون بإشعال فتيل الحروب، قاموا بإبادة الهنود الحمر معلنين بداية جديدة، واليوم يسعون وراء إبادة جماعية أخرى لشعب ما، علّهم يعلنون بداية عالم جديد بدأوا يتحسّسون أنه يخرج عن سيطرتهم، أجدادهم الأوربيين حدّث ولا حرج، يلهثون اليوم لخوض أي حرب تحفظهم من التشتّت والتفتّت وضياع دولهم، لذلك هم يصرّون بقوّة على تخريب سورية قلب الشرق وتاجه، ودعم الأصوليين والسلفيين مشابهيهم في الطباع والصفات.  

واشنطن تعاني من HOMESICK لماضيها الدموي شوقاً وحنيناً، وروسيّا تتمسك بالشرعية الدولية وقواعد القانون الأممي، وتعرف أنّ الهدف النهائي هي بالأساس ومعها الصين وايران وترد هنا وهناك وفي كل الساحات وعلى كافة المسارات سرّاً وعلناً، وتحظى باسنادات صينية تتعاظم لدرجة تموضعات صينية عسكرية قادمة ولكن بهدوء. 

العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، هي عاصمة طبقة مجرمة ارهابية في عروق مجتمع كارتلات الحكم الولاياتي في الداخل الأمريكي، تستخدم الحروب لتحصد دماءَ الأمريكيين والضحايا لأدواتها من الشعوب الأخرى، لتشنَ حروباً خارجية للهيمنة على الموارد والسيطرة السيكولوجية الداخلية، بحيث يتم تطبيق إجراءات حربية بشكل روتيني بهدف خداع الجماهير وتركها في حالة من الصدمة والتحرك الدائم باتجاه الاستعمار الخارجي ضد مجموعات مستهدَفة، ترغب واشنطن وشركات النفط الغربية في الاستيلاء على مواردها الطبيعية، وسرقة أراضي شعوب العالم الثالث لتمرير خطوط الأنابيب الاستراتيجية عبر آسيا الوسطى. 

 يعمل قادة واشنطن بشكل روتيني على استحضار فكرة وجود مخاطر خارجية تهدد الأمة في محاولة ساخرة لبناء عقيدة لدى الجمهور الأمريكي، يتم من خلالها تفحص موارد الأمم الأخرى( من قبل العقائد التنفيذية)بصفتها ملكاً للأمريكيين. 

 تعمل أرباح شركات الأسلحة على نقل الثروة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وتفرض الضرائب على غالبية الطبقة العاملة والوسطى، بينما يعاني الفقراء والمحرومون من البطالة لغياب فرص العمل. إنّ قتل واغتيالَ المدنيين، حدث روتيني في عقيدة الحرب على التمرد المضاد، فقد اغتالت “سي آي إيه”، أو خططت لاغتيال، أكثر من 50 زعيماً أجنبياً، في تشيلي، والعراق، وليبيا، وبَنما، والسلفادور، وسوريا، وفلسطين المحتلة، ولبنان، وروسيا، وايران. 

والذكاء أن تدفع خصمك ليلعب الحركة الأخيرة لا أن يحوّل هزيمته المحتومة لتعادل، حيث ثمة ادراك أمريكي أنّ الأكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لأرتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الأنتحار، ان كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية يتفاقم بعد توالي الأنتكاسات لأدواتهم في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي هذا من جهة، ومن جهة أخرى، 

 في أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب فخّاً للرياض وأنقرة)تتجلّى حكمة طبيعية: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم، ليتهم يلعبون هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة.  

ولكننا كجيب مقاومة مع غيرنا من المثقفين كما نزعم، لا بدّ من الأستمرار بفعلنا وجهدنا، بكتابة الدراسات والتحليلات والبحث عن المعلومات الأستخباراتية وتحليلها تحليلاً علميّاً بعيداً عن العواطف وجمعها في حويصل ونشرها للناس كافةً ولمن يقرأ من أجهزة الأستخبار العربية، وبرسائلنا التنويرية لأبناء أمتنا، وفضح التروتسك العرب والمتسربلون منهم، ان بلباس الليبرالين الجدد كبرامكة الساحات العربية، وان بأي ثوب آخر أو ثقافة دخيلة مخترقة ملوّثة.  

الآخر الغربي وعلى رأسه الأمريكي عبر جنين دولته العميقة، يريدون تحويل منطقة بلاد الشام الى ولايات متعددة، ثم اقامة دولة اتحادية تجمعها مع الكيان الصهيوني ثكنة المرتزقة، عبر سلطة فيدرالية كحل للمشكل الأسرائيلي الفلسطيني، وعبر غربلته بما تسمى بصفقة القرن(تم اختصار وتقزيم الصراع العربي الأسرائيلي الأستراتجي في زمن عرب روتانا وداعش الى هذا المشكل الثنائي، وليس كمشكل جمعي يشترك مع العرب كوحدة واحدة، ليصار الى التصفية لاحقا له عبر أشكال سياسية معينة من كونفدرالي ثنائي، الى كونفدرالي ثلاثي، الى فدرلة سكّانية تمهد لما هو قادم عبر التروتسك الغربي أو البعض العربي بشكل عام)، مع جعل العراق ولايات أربع(كركوك، الموصل، بغداد، البصرة)، ومحاولات اسقاط النظام في سورية وفدرلتها عبر الأثنيات، وفرض دستور محدد(دستور الطوائف والأثنيات)، مع انتاجات لآشكال من 14 أذار لبناني في الداخل السوري، حيث لبنان لم يستقر منذ اتفاق الطائف الذي وضع حدّاً للحرب الأهلية اللبنانية. 

 والعديد من الساحات السياسية العربية، ان لجهة القويّة، وان لجهة الضعيفة، هي في الواقع ولغة المنطق تقع على خط صدع زلزالي مترنّح، فكلما تحركت الصفائح السياسية الأستراتيجية في المنطقة(أعني الصفيحة الأستراتيجية السورية)حيث التآمر على المنطقة عبر سورية، تحرك الواقع في هذه الساحات لشق الجغرافيا والديمغرافيا، ان في لبنان، وان في الأردن، وان في فلسطين المحتلة، هذا يحدث في زمن العولمة وانتشارها الفج غير المدروس أحياناً كانتشار النار في الهشيم، حيث تتساقط الحدود الثقافية بما فيها التاريخية، فبانت حدود الدول متداخلة. 

 نعم انّ تطورات الميدان العسكري السوري، أرخت بثقلها على عواصم حلف الحرب على سورية وفي سورية وحولها، نرى واشنطن تنشط ضمن منظومة التسوية السياسية لحجز مقعد سياسي لحلفائها من البعض العربي وغيره، كما تنشط ضمن منظومة الحرب على الأرهاب لتدعو حلفائها الى حجز حصّة من الجغرافيا السورية، فنصحتهم بعدم اضاعة الوقت والمسارعة، ليسبقوا الجيش العربي السوري وحلفائه، ويمسكوا بجزء من الجغرافيا المشغولة من قبل بقايا الأرهابيين، يجري تسليمها للقوى التابعة لتركيا والسعودية، وجعل وحدة التراب السوري الجغرافي، رهناً بالتوافق مع هذه الجماعات الأرهابية تفاوضيّاً. 

 وبعبارة أدق: لأنتزاع الكلمة العليا في سورية، والتي صارت تتركز بيد السوري والروسي، باسناد ايراني وحزب الله، وبغطاء صيني الى حد ما، فعداء السعودي الرسمي للسوري يفوق عدائه لطفله البيولوجي الداعشيّ. 

 الصيني يدعم الروسي في سورية لأسباب عديدة ومعروفة، بجانب حاجة الصيني للروسي ودعمه له في علاقاته الصدامية مع الأمريكي في بحر الصين، ولمساعدته في ضبط مغامرات كوريا الشمالية، مع سعي الصين وعبر الملف السوري الى ارباك الناتو في الشرق الأوسط، قبل التمدد الأمريكي الأكبر والأعمق في شرق أسيا، فمجتمع المخابرات الصيني متقاطعاً مع نظيره الروسي ونظيره الأيراني، يتابع أليات اعادة الهيكلة للوجود الولاياتي الأمريكي في المنطقة وخاصةً في الخليج، بعد دخول الأتفاق النووي الأيراني في غرفة العناية المركزية، بسبب الامريكي وتقاطع الاوروبي المنافق معه. 

 ثمة اكتفاء أمريكي تكتيكياً من الطاقة، لغايات استراتيجيتها الجديدة(الأرتكاز الأسيوي)في شرق ووسط أسيا لمحاربة الصين، فبعد أنّ سلّمت واشنطن قاعدتها لبريطانيا في البحرين(راجع تحليلانا: ثمة صراع أمريكي بريطاني على فرز ديمغرافي وجغرافي للساحات)والمنامة تريد أخذ مباركة روسية لغايات تأمين غطاء دولي لأوضاعها الداخلية والمنامة مبتلعة سعودياً، وحيث أنّ التصرفات الأمريكية صارت غير مؤكدة اليوم، وقد تكون هذه هي القطبة المخفية في علاقات المنامة مع روسيّا اليوم. 

في جلّ المسألة العربية وعمقها، ليس هناك شيء اسمه سياسة إقليمية نتاج المكونات العربية التي تعيش في عروق جغرافيا المنطقة الشرق الأوسطية، في ظلّ حالة سرطانية تتموضع في انتشار مدروس للقواعد الأمريكية(قطعاً وفصلاً بالعمق – ايران تخلو من القواعد الأمريكية تماماً، وجلّ لا بل كل، أقطارنا العربية التي يجتمع قادتها في قمتهم أواخر الشهر القادم، مليئة بقواعد العم سام الأمريكي جحانا ومساميره، وهي في مرمى الصواريخ الأيرانية، وهذا ما يعد مثل (الحك على جرب)للدولة العميقة في واشنطن وأدواتها في الوطن العربي)، من خلال اعادة هيكلة انتشاراتها هنا وهناك وفي خضم حالة السيولة الشديدة التي تعانيها المنطقة، على طول وعرض خطوط ومنحنيات جغرافيا الوطن العربي ومجالاتها الحيوية، بل هناك مخططات ومنفذون لها أي وكلاء للأمريكي، وهم بمثابة بروكسي على تطوير وتعميق العلاقات بين مكونات الأمة الواحدة، لا بل جزء سرطاني من ذات الحالة الأمريكية العسكرية الأنفة في الأنتشار والتموضوع.

 وبعبارة أكثر عمقاُ، ليس هناك سياسة عربية مستقلة، بل سياسة أمريكية برامجية، وما يجري في المنطقة تطبيق للسياسات الأمريكية ليس أكثر ولا أقل من ذلك، وذاكرة البعض منّا كعرب ليس فقط ذاكرة سمكة، لا بل ومثقوبة بشكل عامودي وعرضي، ويعتقد هذا البعض العربي المحزن، بأنّ ذاكرته السمكية والمثقوبة ليست إلاّ إبداعات خارقة وعبقرية فذّة، يصعب على من حولهم فهمها وحلّ ألغازها، لضيق مداركهم العقلية من وجهة نظرهم هؤلاء الواهمون المثقوبون المفعولون بهم.  

الخطاب السياسي الروسي، ظهّر بشكل واضح ولغة واضحة لا تحتاج الى تأويل أو تفسير، تموضعات حلفائها لموسكو في المنطقة والعالم وعلى رأسها سورية وايران ضمن سياقات استراتيجيات روسية، كما ظهّر تفاهماته العميقة مع حزب الله وانخراطاته في  الأسترتاتيجية الروسية المتجددة في المنطقة وبعمق كحليف لموسكو، كما ويصفه دوماً الرئيس فلادمير بوتين: وهو بمثابة جيش متوسط محترف مسلّح جيداً يملك عقيدة قتالية قويّة، وليس منظمة ارهابية كما يصفه المحور الأمريكي الأسرائيلي البعض العربي المرتهن، وذو الذيلية التبعية المفرطة في الأنبطاح بوضعيات الكاماسوترا الجنسيّة، وبشكل متصاعد يساند الروسي والسوري في الجغرافيا السورية لكنس زبالة الأرهاب المدخل والمصنّع. 

والحزب هنا لا يشبه بالمطلق عصابة داعش أو جبهة العهرة(جبهة النصرة)، ويحبب البعض من خبراء التنظيمات الأسلامية بتسميتها هيئة تحرير الشام(عن أي تحرير يتحدثون؟)، مع العلم أنّ بعض هؤلاء من يسمون أنفسهم خبراء في التنظيمات الأسلامية، هم بمثابة بوق للأرهاب وجزء من منظومة الأرهاب المعولم، على الدول الوطنية القطرية تفكيكهم.

وهنا يأمل بعض العرب كبلدربيرغ أن يقوم حلف الناتو بضرب حزب الله بعد تمهيداتهم هنا وهناك لخلق بيئة رافضة للحزب في العالم العربي والدولي، ومحاولات مماثلة وهي تفشل في الداخل اللبناني، ساعين الى تشكيل كارتيلات احتكار للسلطة في الساحات العربية، ان الضعيفة، وان القويّة، عن طريق المال تارات، والقمع والأرهاب تارات وتارات أخرى، واخضاع السذّج من العوام لنفوذاتهم بصور غير مرئية وكأنّهم بلدربيرغ عربي يشبه البلدربيرغ الأمريكي. 

النظام الرسمي العربي بقراره المشهور ازاء حزب الله(الحزب المقاوم)الذي هزم وأخرج ثكنة المرتزقة في عام 2000 م من جنوب لبنان وعام 2006 م، نزع الأقنعة كليّاً عن وجهه المسوّد، ونزع الغشاء عن عيون بعض المراهنيين على احتمالية تصويب النظام الرسمي العربي، بعد أن صار العرب بمثابة خردة بشرية في مستودعات الأمم الأخرى، لأعطاء الأسرائيلي غطاءً لشن حرب على حزب الله، لأخراجه من المعادلات الأقليمية والدولية عبر تموضعه وادراكه لأهميته في مفاصل الأستراتيجية الروسية الثابتة بصعود متفاقم في المنطقة، عبر الحدث السوري وتداعياته للوصول الى عالم متعدد الأقطاب، ولخلق حالة من التوازن والردع المتبادل في الشرق الأوسط.  

علينا كرجال فكر حر متنور، غير مرتبط بأجندات دول وأجهزة مخابراتية، أن نعمل على فضح الجرائم الأمريكية، وأسرار أمريكا القذرة في سورية، وكما فعل ويفعل الكثير من المفكرين السياسيين في الغرب وأمريكا الى فضح  الجرائم الأمريكية، ليس فقط أمام الرأي العام الأمريكي بل والاممي، ولا سيما الاعتداءات المتتالية، واحتلال جزء من أراضيها، ودعم التنظيمات الإرهابية منذ بداية الحرب التي شنت عليها، في محاولة لمنع الإدارة الأمريكية القادمة برئاسة جو بايدن من تكرارها، بفعل دور ومسار قد ترسمه لها الدولة العميقة في الداخل الامريكي. 

وصحيح منطق وواقع، انّ أفضل أمل لمنع جولة جديدة من الأخطاء والأكاذيب والفظائع، هو الكشف عن الأخطاء والأكاذيب والجرائم الأمريكية السابقة في سورية، وإلى ضرورة فتح الملفات السريّة الأمريكية القذرة بشأن سورية، وهذا من شأنه أن يوفر سلاحاً فعّالاً، في يد أعداد هائلة من الأمريكيين وغير الامريكيين في العالم، الذين يعارضون بشدة شن حروب جديدة.

ومن الجدير ذكره أنّ حملة جو بايدن الانتخابية، تعهدت بزيادة الضغوط على سورية الدولة والنسق والشعب، من خلال تزويد التنظيمات الإرهابية التي تطلق عليها واشنطن اسم المعارضة، بالمزيد من الأسلحة والمال، وعلى سبيل الدلالة والاستدلال، نرى أنّ كل خبير في السياسة الخارجية تم طرحه كعضو في مجلس حكومة جو بايدن، سبق له أن دعم سياسة إسقاط  الحكومات والدول، ومساعدة تنظيمات إرهابية من بينها القاعدة وداعش وتدمير البلدان وتهجير ملايين اللاجئين من ديارهم.

هذا وقد وجّه أحد المفكرين في أمريكا، المفكر الامريكي الحر جيميس بوفارد سؤالاً للناخبين الأمريكيين بقوله:  كم عدد السوريين الذين صوتم لقتلهم في يوم الانتخابات؟ وأضاف: بفضل نظامنا السياسي المنحرف، سيتم الكشف عن الإجابة على هذا السؤال على مدى السنوات الأربع المقبلة، إذا نجحت إدارة جو بايدن بجر الولايات المتحدة مجدداً إلى الحرب في سورية.

وبلا أدنى شك، انّ سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية، جسّدت لفترة طويلة من الزمن انحلال وخبث السياسيين وصناع القرار السياسي في واشنطن، فضلا عن فساد قسم كبير من وسائل الإعلام الأمريكية، الى أنّ منظومة وسلال الأكاذيب، شكّلت أساساً لهذه السياسة، وأن الحجج المختلقة التي تذرع بها السياسيون الأمريكيون، لتبرير تدمير كل من صربيا والعراق وليبيا، قام بتطبيقها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري في عام 2013 على سورية.

فالكذب والقتل في كثير من الأحيان، كانا وجهين للعملة السياسية ذاتها، فالحكومة الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ، قدّمت مبالغ نقدية كبيرة وكمية هائلة من الأسلحة للجماعات الإرهابية وصنعت داعش، وهي ما زالت مستمرة في التذرع بأن هذه الجماعات تمثل متمردين معتدلين وفق وصفها، وجلّ هؤلاء المسلحين المتمردين، تعاونوا مع تنظيم داعش الإرهابي صنيعتها لحكومة أوباما، أو مع تنظيمات إرهابية أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة، الصنيعة الامريكية الأحقر والأقذر.

وانّ جلّ تغطيات وسائل الإعلام الأمريكية للحرب على سورية، كانت وما زالت، تستند على الأكاذيب، واختلاق القصص الخرافية والتهليل للاعتداءات الصاروخية من قبل القوات الأمريكية على الأراضي السورية رغم الاستناد إلى مزاعم ملفقة باستخدام أسلحة كيميائية. 

انّ ما يسمى بخبراء السياسة الخارجية الأمريكية، يعدون أكثر المخادعين احتراماً في واشنطن، وأنّه لن يكون من المستغرب أن يكرر المعينون من قبل جو بايدن الروتين نفسه، الذي كان سائداً في سنوات باراك أوباما، وهو تمويل الإرهابيين لتعذيب دولة، لمجرد عدم موافقة واشنطن على قيادتها، وخاصةً أنّ ادارة جو بايدن المنتخبة بضعف، هي بمثابة ادارة ثالثة لباراك أوباما.

فاذا بدأت إدارة جو بايدن بتنفيذ مخططات للعدوان على سورية، فسيكون من السذاجة أن يتوقع الأمريكيون، تعلم الحقائق من أخبار المحطات الفضائية أو الصحف الصباحية الأمريكية، حيث يشير ذلك، إلى توافق وسائل الإعلام في الولايات المتحدة مع سياسييها، باعتماد نهج الكذب فيما يتعلق بسورية، وأنّ هذه الوسائل ستستمر في حال وقوع أي اعتداءات بتجاهل الأطفال السوريين، الذين يموتون في الغارات الجوية الأمريكية، وستسميهم الصحافة الامريكية، والبنتاغون ووزارة الخارجية، ووكالات الاستخبار الامريكية: بالأضرار الجانبية. 

ثمة قول قديم وحكيم: إن أشعة الشمس، هي أفضل مطهر، أما بالنسبة للسياسة الأمريكية في سورية، فإن المطلوب هو التطهير بالأسيد، لسمعة أي مسؤول حكومي متورط بخلق الكوارث أو إدامتها أو التستر عليها، وأي مسؤول حكومي أمريكي، متورط في تسليح ما يسمى بالمعارضة المعتدلة يستحق السخرية إلى الأبد، مع ضرورة أهمية فضح الوثائق والسجلات الخاصة بالتدخل الأمريكي في سورية، على غرار ويكيليكس، وقبيل اللحظة التي يغادر فيها جو بايدن، والد بو المتوفي وهنتر رجل والده في أوكرانيا، منزله لأداء اليمين رئيساً لأمريكا، مع التحذير في الوقت ذاته، من أن يتم تصنيف الأغلبية العظمى منها على أنها: أسرار عسكرية أو أسرار تتعلق بالأمن القومي الأمريكي، لغايات عدم نشرها وشرححها للرأي العام الامريكي والعالمي.

ومن الضروري أن يتضمن فضح وثائق التدخلات والجرائم الأمريكية في سورية، كشفاً عن الخيوط التي نسجتها الحكومات الأجنبية لدفع التدخل الأمريكي أو إدامته، لتحصين الأمريكيين المعارضين للحروب من حيل مماثلة في المستقبل، وهنا نشير الى اعتراف سلطات الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي والذي قبله، بتقديمها مساعدات عسكرية ولوجستية للتنظيمات الإرهابية في سورية، إضافة إلى ضخ النظام السعودي والقطري والاماراتي، كميات هائلة من الأسلحة والأموال في أيدي هذه التنظيمات بموافقة إدارة باراك أوباما، وتحت اشراف نائبه آنذاك جو بايدن، الرئيس الامريكي الحالي المنتخب وغير المتوج بعد.

انّ مسألة فتح ملفات التدخل الأمريكي في سورية اليوم من شأنه، أن يوفر أدلة كثيرة ومتعددة، تساعد مناهضي الحروب والتدخل في الدول الأخرى على الوقوف بوجه هذه السياسة الرعناء، أكثر من أي وقت مضى. 

واشنطن لم تعد قادرة على إخفاء مذبحتها الخارجية وفي كفن النوايا الحسنة، فلا توجد مصلحة وطنية أمريكية تبرر قتل المزيد من الناس بلا فائدة في سورية، أو في أي مكان آخر، وأنه يجب على الأمريكيين الوقوف ضد سياسيي بلدهم الذين يروجون للتدخل العدواني في دول العالم، والسخرية مع الفضح، من أولئك الذين يصورون هذا العدوان على أنه انتصار للمثالية.

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111     خلوي: 0795615721

سما الروسان في : 3 – 1 – 2021 م.

هاتف المنزل: 5674111    خلوي : 0795615721 

*عنوان قناتي على اليوتيوب – طالباً الأشتراك بها حيث البث المباشر اسبوعيّا عبرها لشرح اشتباكاتي السياسية، وآخر التطورات المحلية والأقليمية والدولية – ضع على محرك البحث على اليوتيوب التالي: طلقات تنويرية.

* عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

———————————————————

*حسابي على تويتر:

محمد احمد الروسان أبو شهم.

@mohammedroussan

————————————————

*حسابي على الانستغرام :

محمد احمد الروسان أبو شهم.

m.roussan.legal

———————————————

*ثلاثة حسابات على الفيس بوك : 

 الحساب الاول:

https://www.facebook.com/almhamy.ahmdalrwsan

محمد احمد الروسان(المحامي محمد احمد الروسان)

—————————————————

الحساب الثاني على الفيس بوك – صفحة لايك:

https://www.facebook.com/lawyermohammadahmadalrousan/

محمد أحمد الروسان 

———————————————————-

الحساب الثالث على الفيس بوك – يتم العمل على استعادته بعد تهكيره من قبل السفله منذ شهرين ونصف:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100026494246615

محمد احمد الروسان 

——————————————————–

حسابي على لينكيد هو التالي:

https://www.linkedin.com/in/mohammad-alroshan-b3997a22/

—————————————————–

حسابي على السكايب هو التالي:

mohammed.alroussan

 

 

قد يعجبك ايضا