هل ركبت الولايات المتحدة الأمريكية قطار التقسيم؟ / د. خيام الزعبي

 

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الثلاثاء 22/12/2020 م …




أيام حاسمة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تستعد اعتباراً من بداية الشهر القادم لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب الديمقراطي جو بايدن، فيما يغادر الرئيس الحالي المنتهية ولايته الجمهوري “دونالد ترامب” البيت الأبيض، لكن لا يبدو أن مغادرته ستكون في هدوء ، فتصريحات الرئيس الأميركي ” ترامب” الأخيرة بشأن عدم قبول نتائج الانتخابات الرئاسية، تثير عاصفة من الاضطرابات في الأجواء الأميركية، كما أنه يضع المحللين أمام تحدي دراسة سيناريوهات لم يسبق التفكير فيها. 

تبدوا الأوضاع في الولايات المتحدة في تطور مستمر وتسارع في الأحداث، حيث علق موقع “بيزنس إنسايدر     (Business Insider) بأنه قد مر عدة أسابيع منذ أن أصبح فوز الرئيس المنتخب جو بايدن واضحاً، ومع ذلك لم يعترف ترامب بخسارته حتى الآن، ويضيف الموقع أن ترامب يواصل ترويج الادعاء بأن بايدن سرق الانتخابات باحتيال واسع النطاق على الناخبين. 

والأهم من كل ذلك هو أن تعطش ترامب للأضواء والسلطة سيجعله حتماً لا يسير على خطى رؤساء أميركيين سابقين مثل جورج دبليو بوش الذي اتجه في هدوء إلى الرسم أو جيمي كارتر الذي انخرط في أنشطة حقوقية عالمية، وطبقًا للمادة (52) من الدستور الأميركي، يجب أن تحصل نتائج الانتخابات على تصديق مجلس الشيوخ الأميركي في اجتماع طاريء، واستناداٍ للقانون سوف يترأس جلسة مجلس الشيوخ الطارئة، نائب الرئيس الأميركي، مع احتمال أن يتعاطف أو أن يقف المجلس إلى جانب ترامب. 

في هذه الحالة، سوف يتحرك الشعب الأميركي باتجاه القطبية الثنائية والمواجهة بين أنصار الحزبين، “الديمقراطي” و”الجمهوري” من ثم فسوف ينهي هذا المسار إلى الصدام بين أنصار “بايدن” و” ترامب وبالتالي احتمال تندلع حرب أهلية في عدد من الولايات الأمريكية وربما تعلن بعض الولايات الانفصال عن الحكومة الفيدرالية الاستقلالية هذا مما يؤثر بشكل فوري على الكثير من المعادلات الإقليمية والدولية والعالمية.

فالمتتبع لتطورات الأحداث الحالية التي تتفاعل على الساحة الأمريكية يدرك جيداً بتصاعد وتيرة إحداث أعمال شغب وفوضى في مختلف الولايات الأمريكية من قبل الميليشيات غير المنظمة والتي تضم عشرات آلاف الأفراد المدربين والمسلحين بعتاد نوعي، ويعملون بأسلوب العصابات، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل سيفاجئ الرئيس بايدن العالم بخطاب تصالحي يتناول فيه للمرة الأولى سياسته الخارجية، موضحاً أنه سيؤكد شراكته وتعاونه مع  ترامب، وهل يبدأ ترامب بمراجعة الحسابات والمواقف تجاه الانتخابات الأمريكية؟ وهو ما سيبدو لنا واضحاً في الأيام القادمة لجهة ممارسات الإدارة الجديدة وطرق تعاطيها مع الملفات الإقليمية والدولية. 

[email protected]

 

قد يعجبك ايضا