شمعدان يهودي ضخم أمام برج دبي: مُستوطنون إسرائيليّون يحتفلون بعيد الأنوار “حانوكا” بالإمارات-صور




الأردن العربي – الأحد 13/12/2020 م …

 

يبدو أنّ دعوات الفصل بين التطبيع الإماراتي، والإسرائيلي، سياسيّاً، وعاطفيّاً مع الإسرائيليين، لا تجد آذاناً صاغية في الإمارات، ويبدو أنّ ترويج حالة ارتباط وثيق مع الشعب اليهودي الإسرائيلي، يحظ بدعمٍ ما من قبل السلطات الإماراتيّة، والتي لا يُمكن وفق مُعلّقين، أن تمر تلك المشاهد التطبيعيّة المُبالغ فيها، دون مُوافقتها والتي كان قد انتقدها المُستشار والأكاديمي السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، وعبّر في تغريدة سابقة عن تفاؤله بتراجع الود الإماراتي لإسرائيل.

 “رأي اليوم”، استمعت بدورها لتفسيرات عديدة إماراتيّة حول المنطق الإماراتي في تفسير هذا الود الشعبي لإسرائيل البعيد عن ما تفرضه السياسة، بأنّ بلادهم ترغب من الترحيب غير المسبوق بالإسرائيليين، التأكيد على أنها بوّابة السلام، وهو ما يخدم الشعب الفلسطيني في الداخل المُحتل، وهي وجهة نظر يراها الفلسطينيّون في غير مصلحتهم، فإعلان الإمارات للسلام، مع إسرائيل، لم يُوقف دمويّة الأخيرة، وانتهاكاتها، بل ولا يزال الفلسطيني يُقتل على الحاجز بحجّة الشك بحمله سكّيناً، ولا تزال المُستوطنات تتمدّد على حساب أراضي فلسطين، ويجري اعتقال الفلسطينيين، وهدم منازلهم، ليبقى السؤال هل تقدّر إسرائيل هذا السلام والود الذي فتحت أبوابه الإمارات العربيّة؟

اليهود حاليّاً، يحتفلون بعيد الأنوار أو عيد “حانوكا”، وهو عيد فيما يبدو جرى تسليط الأضواء بشكلٍ كبير، وبعد أن جرى نصب شمعدان ضخم أمام مبنى برج دبي الشهير، كما التقط الإسرائيليّون بكُل أريحيّة، صورًا تذكاريّة أمام البرج، الذي يُعتبر فخرًا للعرب ما قبل التطبيع في مشهد تنموي إماراتي وضعها في مصاف الدول الحديثة، ولم يقتصر المشهد على احتفاء اليهود بعيدهم، بل التقط مُواطنون إماراتيّون بزيّهم التقليدي مع المُستوطنين الإسرائيليين.

وبحسب صحف إسرائيليّة، أقام المطرب الإسرائيلي يشاي لابيدوت حفلاً عند الشمعدان في دبي، ولن يقتصر الاحتفال على دبي، فعدد من المُطربين الإسرائيليين الآخرين سيقومون بحفلات بمدن إماراتيّة مُختلفة.

ومع الشهرة العالميّة المُسجّلة لبرج دبي، أو خليفة الشهير، ينجح الإسرائيليّون، بأعيادهم، وتراثهم، وهياكلهم، الترويج لمزاعم تاريخيّة، قد تُنشئ أجيالاً عربيّة، وإسلاميّة، تُؤمن أن الحق التاريخي في فلسطين، ليس سوى مزاعم فلسطينيّة، والمسجد الأقصى، مكانه الصحيح هيكل سليمان.

 نصب الشمعدان أو شمعدان الهيكل، ليس مجرّد احتفال عابر، وإنما دلالة يهوديّة، على حقّهم في بناء هيكلهم المزعوم، وعاصمتهم القدس المُحتلّة، أحد الباحثين الإماراتيين غرّد حول نصب الشمعدان أمام برج خليفة قائلاً: “‏الإمارات ترفع نصب شمعدان الهيكل أمام برج خليفة كمشاركة رمزية من سمو الشيخ محمد بن زايد للأصدقاء الاسرائيليين في حقّهم في بناء الهيكل المقدس وعاصمتهم أورشليم والاحتفال بعيد الحانوكا اليهودي”.

منصّات تواصل اجتماعيّة، كانت قد تداولت مقاطع فيديو، لصلوات مُشتركة من صحراء دبي بين إماراتيين، وإسرائيليين، باتجاه هيكل سليمان، كنوع من أنواع التسامح، نشطاء تحدّثوا عن دراسة إضافة الهيكل في مساجد الإمارات، إلى جانب القبلة.

حساب “إسرائيل في الخليج” المُوثّق على “تويتر”، وصف نصب وإضاءة شمعدان عيد الأنوار في برج خليفة دبي، بأنه لفتة مُثيرة.

ويحتفل اليهود بعيد الأنوار، لمُدّة ثمانية أيّام، من العاشر ديسمبر، وحتى 18 ديسمبر، وتعني كلمة “حانوكا” باللغة العبريّة “عيد حانوكا”، هو تدشين الهيكل من جديد، بعد ترميمه على يد الحشمونيين، ويبدو أنّ الإسرائيليين، يعون جيّدًا، اختيار تدشينه لأوّل مرّة على العلن أمام برج خليفة الشهير، وعلى أرض عربيّة إسلاميّة خليجيّة الإمارات.

وبحسب موقع وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، فإنّ عيد الأنوار أو حانوكا، ضمن عشر حقائق أوردها الموقع عنه، كان لافتاً لرأي اليوم، بأنّ من بين أبرز تلك الحقائق عن هذا العيد، بأنه يجري تشجيع الأطفال فيه على دراسة التوراة، أطفال الإمارات يجدر الإشارة هُنا، ظهر بعضهم وهم يضعون العلم الإماراتي- الإسرائيلي على قُمصانهم، احتفالاً بالتطبيع.

عدا الأصوات الإماراتيّة التي روّجت للاحتفال ووصفته بالتاريخي، كان بقيّة النشطاء، يستهجنون نصب الشمعدان اليهودي في دبي، والإمعان في إظهار الود لمُستوطنين، غالبيتهم خدم أو سيخدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما يضع البقيّة يدهم على قلوبهم، بانتظار إعلان محطّة قطار التطبيع التالية في طابور طويل من الدول العربيّة، والإسلاميّة، بعد الإمارات، البحرين، السودان، والمغرب.

قد يعجبك ايضا