البرلمان الذي نريد / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 25/11/2020 م …




قال الشاعر المتنبي في إحدى قصائده:”ما كل ما يتمنى المرء يدركهXتجري الرياح بما لا تشتهي السفن”،ويجوز قراءة السفن إما  بفتح السين والفاء لتعني البحّارة،أو بضم السين والفاء لتعني البواخر،ويمثل هذا البيت حكمة من نوع خاص ،وهو أن الواقع هو الذي يحكم بعيدا عن الأمنيات والتمنيات بواقع أفضل.

ومع ذلك فإننا ومع إعترافنا بالواقع المرير المتعلق بمجلس النواب ،نبيح لأنفسنا أن نتمنى ليس لشيء وإنما لإرضاء أنفسنا المقهورة والمطحونة ،لأننا نستحق أفضل مما نحن فيه ،ونستطيع الإبداع لمصلحة الوطن ورفعته وسموه والوقوف إلى جانب قيادته ،ولكن ليس باليد حيلة سوى التمني.

لا نريد بلطجيا في البرلمان يهدد زملاءه من النواب بالرشاش،ولا نريد نائبا عضّاضا يقضم آذان زملائه النواب الذين لا يتفقون معه في الرأي،ولا نريد غضّا ثريا أو رجل أعمال ثري يصل إلى البرلمان من خلال المال السياسي الأسود،ولا نريد نائبا يقدم الوعود البرونزيه لناخبيه المفترضين ،ولكنه في حال كان إسمه مدرجا في قائمة الناجحين المعدة سلفا ،يقفل هاتفه ويختفي عن أنظار ناخبيه،ولا نريد أيضا نائبا دحلانيا –سميكيا –بترودولاريا ينفذ أجندة المراهقة السياسية الخليجية في برلماننا العتيد،أو مطبعا يغرد خارج سرب الوطن على أنغام مستدمرة إسرائيل الخزرية الإرهابية التلمودية .

المواصفات التي نريدها في أعضاء برلماننا العتيد هي التسلح بالعلم والمعرفة ،بمعنى أن يكون نائبا معرفيا مثقفا مسلحا بالحكمة والخبرة والعقلانية ،وأن تكون أعمار النواب وسنيهم حافلة بالتجارب ،وأفكارهم نيرة مبدعة قابلة للتنفيذ لإحداث نقلة نوعية في هذا الوطن الذي نحب ونعمل من أجل رفعته حسب إمكانياتنا المتواضعة،ونتمنى أن يكون النواب أصحاب إختصاص ولهم نظريات معتمدة كل حسب إختصاصه ومشهود لهم بالنزاهة بكافة أشكالها.

لا نريد برلمانا يضم مطبعين ،ولا مرتبطين بهذا النظام أوذاك ،بمعى أننا لا نريد نوابا متعددي الولاءات ينفذون أجندات الأعداء على أرض أردنية وتحت سقف أقدس مؤسسة أردنية رسمية ،لأننا نريد أعضاء برلمان يكون ولاؤهم بعد الله للوطن وقيادته ،ونتمنى ألا يكون هناك إختراق سياسي –مالي خارجي لمجلس النواب ،كما نسمع  من هنا وهناك وخاصة العصفور الذي تحول إلى نسر بدفع صهيوني ،وهو  مطلوب للقضاء الفلسطيني.

قبل هذا وذاك نريد برلمانا  حرا ونزيها منتخبا بطريقة نزيهة وشفافة ،بعيدا عن المحاصصة والتدخل بكافة أشكالهه،وخاليا من المال السياسي الأسود ،والدفع مقابل الحصول على المقعد النيابي ،لأن “الريحة فاحت”،وأصبح “الطحن والقطع “علانية وعلى عينك يا تاجر …….!!!!!!!

قد يعجبك ايضا