مع شهر نوفمبر (1-2) / د. عزت جرادات




د. عزت جرادات ( الأردن ) – الأحد 22/11/2020 م …

(1) ذكرى التقسيم:

يحمل شهر تشرين الثاني (نوفمبر) تذكيراً بمناسبات عديدة، ولعل من أهمها مناسبتين في يوم واحد (29/11)، فالمناسبة الأولى حديث هذه المقالة الذكرى (73) الثالثة والسبعون لقرار (تقسيم فلسطين) وهو عنوان قرار (الجمعية العمومية للأمم المتحدة) رقم (181) بتاريخ (29/11/1947) الذي صدر بالتصويت (33 مع-13 ضد-10ممتنعة) تمثل أصوات الجمعية آنذك من الاهمية بمكان أيضاً،التذكير بأهم محتوى هذا القرار:

“ايجاد (3) ثلاثة كيانات في فلسطين: دولة عربية (42%)، ودولة يهودية (57و7%) واما منطقة القدس-بيت لحم تحت الوصاية الدولية”.
كان رد فعل الدول العربية، ممثلة بجامعة الدول العربية، يتضمن (4) أربعة قرارات…. هامة جداً….

-اصدار مذكرات شديدة اللهجة إلى كل من الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة.

-اقامة معسكرات لتدريب المتطوعين العرب لانقاذ فلسطين.

-تكوين جيش عربي سمي (جيش الأنقاذ).

-رصد (مليون جنيه) لأغراض الدفاع عن فلسطين.

* أما الجانب الصهيوني، فتشير سجلات منظمة الأمم المتحدة إلى فرحة الصهاينة الذين حضروا الجلسة، وإلى هذا اليوم، تشيد كتب التاريخ الاسرائيلي بأهمية مناسبة اليوم التاسع والعشرين من نوفمبر (29/11/1947) في تاريخ دولة الاحتلال الصهيوني.

* يرى مؤرخون أن القرار بمثابة (إعلان حرب من منظمة الامم المتحدة) على فلسطين وشعبها، فكان هذا القرار أول خطوة كامنة نحو نكبة وطن وشعب، تلك النكبة التي انتهت اليها الحرب (العربية- الاسرائيلية) عام (1948)، والتي أطلق على تلك النهاية المؤرخ الكبير قسطنطين زريق (بالنكبة)… فأصبحت هذه الكلمة تعبرّ عن (نكبة الشعب العربي الفلسطيني واحتلال وطنه وتشريده).

* لم يأتِ هذا القرار من فراغ، فترجع أصوله إلى تقريرين حول (المسألة اليهودية الفلسطينية):

-الأول: تقرير لجنة اللورد بيل البريطاني (1937).

-الثاني:تقرير لجنة وود هيد (1938).

-أما الكونغرس الامريكي، فأصدر قراراً عام (1944).

وجميع هذه التقارير كانت تدعو إلى تقسيم فلسطين….والتي رفضها العرب، جملة وتفصيلاً، ولكن دونما بديل سياسي او عملي باستعداد جاء لمواجهة الخطر الداهم.

* ستحل هذه الذكرى على الأمة العربية، وهي في حالة لا تُحسد عليها،حيث:

-تزداد التفرقة فيما بينها.

-ضابية الرؤية نحو القضية الفلسطينية، والتي تضاءلت من قضية: إنسانية إسلامية عربية، إلى قضية (يتميه).

-غياب القضية الفلسطينية عن (أجندة) عن النظام العربي.

-غياب (مشروع عربي جادّ) لمواجهة (المشروع الصهيوني) الذي لم تكتمل أركانه-حسب تعبير قادة الصيهونية- رغم تحقيقه ما نراه على أرض الواقع.

* اما المناسبة الثانية…يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، فألى لقاء.

قد يعجبك ايضا