هل ستعيد”إسرائيل”الجولان إلى سوريا؟ … مستحيل! / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الجمعة 20/11/2020 م …




الجواب المنطقي والسريع وبدون تفكير :هو كلا بطبيعة الحال،حتى لو أن الله أوصى بذلك في الوصايا التي أنزلها  الله سبحانه وتعالى على عبده موسى عليه السلام،فوق جبل اللوز”القوانين”50 كم غرب تبوك في السعودية،وذلك لعدة أسباب منطقية ،أهمها أن يهود بارعون في المفاوضات التعجيزية ،وجشعون إلى درجة أن أحدا في العالمين لم يسترجع منهم شيئا إقتنصوه منه عنوة أو بطريقة الإحتيال،ولم يردع  اليهودي المرابي شايلوك عن جريمته المعروفة وهي إسترداد 3 كغم من جسد مدين له عجز عن سداد الدين،سوى قاض إيطالي حصيف إشترط عليه أن لا تنزل نقطة دم واحدة من جسم المدين عند قطع اللحم.

نقول هذا الكلام  بمناسبة ما يقال أن الرئيس الروسي القيصر فلاديمير بوتين ،يرعى حاليا مفاوضات بين سوريا ومستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،حول حل بين الجانبين أساسه عودة الجولان إلى الوطن الأم سوريا،ويذكر أن سوريا ليست رافضة للعلاقة مع إسرائيل ،ولم ترفض التفاوض معها يوما ،وهذه حقيقة ،فقد شاركت في مؤتمر مدريد أولى خطوات الإنهيار العربي،وقام الرئيس التركي الطيب أردوغان عام 2008 برعاية مفاوضات سرية قيل أنها غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل ،من خلال وفدين  قضيا ردحا طويلا من الوقت ،وإتفقا على إتفاق اطار للحل ،عرضه أردوغان على رئيس وزراء إسرائيل آنذاك إيهود أولميرت،بعد أن قال له :حققت لكم ما عجزتم عن تحقيقه بالحروب،وكان الإتفاق يتضمن عودة سوريا إلى بحيرة طبريا،الأمر الذي أثار أولميرت،فتهرب من أردوغان ،بحجة العودة للتشاور مع المسؤولين الإسرائيليين ،لكنه هرب إلى الأمام وشن عدوانا على غزة.

مجمل القول ومختصره أن إسرائيل لن تفرط بالجولان ولا بذرة أرض عربية إستولت عليها  بطريقة أو بأخرى ،لأنها تعتبر أن هذا من حقها إنطلاقا من الإيمان التوراتي المزيف بأن كافة ما خلق الله هو ملك لليهود،وللجولان عدة ميزات تمنع إسرائيل من التنازل عنها بأي شكل من الأشكال أهمها أن هضبة الجولان ليست جردا من جرود لبنان الصماء ،بل هي ساتر أمني  مهم بالنسبة للصهاينة ،كما أنها تطل فضاء على موسكو،وقد أرادوا عام 1982 نصب كاميرات تجسس بإتجاه موسكو على جبل الباروك في البقاع اللبناني ،لكن القيادة السوفييتية هددت إسرائيل بأنه في حال نصبها لتلك الكاميرات ،فإن موسكو ستقوم بتدمير الكثيان الصهيوني فورا.

كما أن الجولان بالنسبة لإسرائيل تعد كنزا مائيا لا يمكن التفريط به تحت أي حال من الأحوال،وهي أيضا تقبع على محيط من النفط الذي يصل حقلة إلى الشمال الأردني ،ولا ننسى طبيعة أرضها الحمراء وانتاجها العالي من التفاح،وسكانها الدروز.

ما أود قوله أن المفاوضات مع الصهاينة لا تعيد حقا مغتصبا ،ومن يريد التفاوض معهم فعليه بالكفاح المسلح،لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة كما قال الرئيس المصري جمال عبد الناصر…….

قد يعجبك ايضا