موسكو لابد ان تعي ان تركيا لاتصلح حليفا موثوقا به / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 19/11/2020 م …




يوم بعد يوم يتاكد ان تركيا مجرد  واجهة  يستفيد منها الغرب وفي المقدمة الولايات المتحدة في المشاريع التدميرية  ليس في  منطقتنا بل في المناطق الاخرى من العالم التي تستطيع مد اذرعها التخريبية اليها خاصة القريبة من روسيا وقد لمسنا ذلك في الصراع العسكري الذي اندلعت نيرانه في القوقازبين اذربيجان وارمينيا حول ناغورني كاراباخ حين صمتت واشنطن على التدخل التركي العسكري قرب الحدود الروسية بزجها الالاف من الارهابيين والمرتزقة لكن موسكو كانت واعية تماما لما سيحصل اذا استمر الصراع فبادرت بالتدخل لوقف القتال وارسال قوات مراقبة  الى المنطقة لمتابعة وقف اطلاق النار ولن تسمح بتدخل اطراف اخرى .

ومن الادلة على ارتباط تركيا بواشنطن بصرف النظر عن ما يدور في وسائل الاعلام ويفسره البعض وجود خلافات ” حادة” بين انقرة و” واشنطن اضافة لكونها عضو في حلف ناتو العدواني هو الطلب التركي من الولايات المتحدة الحصول على ” مليون جرعة من لقاح ضد فيروس كورونا كدفعة اولى من شركة فايرز الامريكية خلال الشهر القادم.

وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة ان انقرة سوف تزيد الكمية الى 25  مليون جرعة واورد اسم الصين في برنامج الحصول على اللقاح وقد غابت روسيا  عن ذهن الوزير التركي التي تعهدت تركيا في السابق لشراء لقاح سبوتنيك الروسي منها  بعد الصراع في القوقاز.

 وفسر البعض ذلك كون موسكو قطعت الطريق على انقرة لاعطائها د ورا مهما في قوات مراقبة وقف  اطلاق النار بين اذربيجان وارمينيا وحصرت المهمة بالقوات الروسية.

روسيا بالطبع تبعث رسائل مماثلة الى تركيا  في فترة واخرى لعل اخرها  المناورات البحرية مع مصر في مياه البحر الاسود وقد عبرت سفنا بحرية مصرية الممرات التركية للمشاركة في المناورات فكانت الرسالة الروسية الاقوى الى تركيا نظرا للعلاقات المتوترة بين انقرة والقاهرة حول الاوضاع في ليبيا والتدخل التركي المباشر على الحدود مع مصر التي اقامت علاقات وطيدة مع اليونان خصم تركيا في منطقة شرق البحر المتوسط  حيث الاطماع التركية في عموم المنطقة.

تركيا وعبر تاريخها الاسود تحاول ان تفرض نفسها هي الاخرى قوة دولية مستغلة ” الاسلام” باعتبارها حامي  كل المسلمين والمدافعة عن  اكثر من مليونير ونصف مسلم في العالم ولها منظمات خاصة بها في بعض من الدول الاسلامية وقد تكشف ذلك اخيرا في فرنسا بعد مقتل احد المدرسين والاساءات المتعمدة للاسلام في فرنسا وصل الحال ان الرئيس ماكيرون نفسه تطاول في الاعلام على الاسلام واعتبر ما ينشر ضد الدين الاسلامي او الاساءة الى النبي يدخل في اطار الحرية الصحافية.

اردوغان استثمر هذا السلوك الفرنسي الذي استفز المسلمين  وطرح نفسه المدافع عن الاسلام وهو الذي مارس سياسة القتل والتشريد ضد المسلمين  وغير المسلمين في سورية للعام الحادي عشر من خلال دعم الارهاب و في العراق وليبيا وغيرها.

الشيئ المحزن ان هناك من يصدق سفسطات  الحالم بالسلطنة بالدفاع عن المسلمين والقضية الفلسطينية وهو الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني وقد تاكد في الصراع الاخير في ناغورني كاراباخ ان اسلحة اسرائيلية استخدمتها اذربيجان في حربها ضد ارمينيا وقد وصلت  المساعدات العسكرية الى باكو اما عبر تركيا خاصة  الطائرات المسيرة واما مباشرة الى اذربيجان التي تقيم علاقات مع الكيان ا لصهيوني هي الاخرى.

تركيا تلعب الان دورا  لايقل  اجراما عن الدور الاسرائيلي في المنطقة كما تتصرف وكانها الشرطي المكلف بالمهمات التي كان يقوم بها شاه ايران وهناك تنسيقا بين الولايات المتحدة وتركيا بصرف النظر عن ما يشاع من خلافات بينهما وان ما يحصل من لغط اعلامي يدخل في اطار المناكفات وليس العداوات كلاهما يفتح العيون على ثروات دول المنطقة وكلاهما يطمع بالهيمنة على المناطق المهمة وصولا الى تقسيم بعض الدول وفي المقدمة سورية والعراق تحت ذرائع كاذبة.

قد يعجبك ايضا