لا كرامة لعالم في وطنه..العلّامة البروفيسور … أحمد ملاعبة( قيصر الصحراء ) أنموذجا / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 14/11/2020 م …




الكاتب العزوني

ظاهرة مستفزة “بكسر الفاء”،تنخر واقع العالم العربي المحكوم بوثيقة كامبل السرية، التي تقضي بمنعنا من التقدم والتطور، كي تبقى الغلبة للكيان الغريب الذي زرعوه لغما متفجرا في أرضنا العربية.

وبناء على التطبيق الحرفي لما ورد في وثيقة كامبل السرية ،فقد تسرب المبدعون والعلماء العرب إلى الغرب، ووجدوا الرعاية العلمية التي أهلت بعضهم ليصل على سبيل المثال إلى أعلى المناصب في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”،وبذلك إضطروا لترك أوطانهم  متخلفة عن ركب النهضة نهبا للرويبضة، يقودونها نحو الخراب.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد توصل الفيلسوف السياسي الكندي البروفيسور ألان دنيو من جامعة مونتريال بإقليم كويبك عام2015 إلى نظرية  حول تولي التافهين “الرويبضة” للمناصب العليا  أسماها ” الميديو قراطية”، تقوم على تمكين الأقل كفاءة في مراكز صنع القرار ورسم الخطط والإستراتيجيات.

ونستطيع القول هنا أن المبدع العربي منبوذ في وطنه، لكنه يحظى بكل الإحترام والتقدير في بلاد الغرب، وأمامنا حالة أردنية متفردة هو صاحب أكبر وأكثر إكتشافات بيئية طبيعية جيولوجية و سياحية ليس في الأردن فحسب بل في العالم أجمع، منها على سبيل المثال لا الحصر إكتشاف نفق “اليرموك-ديكابوليس” وأنفاق البادية الأردنية.

 مؤخرا مجلة الطاقة والبيئة والهندسة الكيميائية الأمريكية ، نشرت مخلصا  لبحث ممتاز ،نشرته المجلة الجيولوجية العراقية ( المصنفة عالميا) بعنوان”خواص صخور البازلت الهندسية في منطقة أم الجمال /الأردن”،ووجهت له رسالة حارة دعته فيها إلى التكرم بالموافقة على الإنضمام لمجلس تحريرها من أجل النهوض بها وبأبحاثها، وهذه من المفروض أن تكون فرحة أردنية أن توجه مجلة امريكية بهذا المستوى دعوة لعلّامة أردني أن ينضم لمجلس تحريرها، ولكن…لا كرامة لعالم  عربي في بلده .

فرغم  أن العلّامة البروفيسور أحمد ملاعبة  يعمل أستاذا في الجامعة الهاشمية وهو من مؤسسيها  ،إلا أن حضوره وامتداده العلمي و العملي يجوب الآفاق بدءا من أوروبا وانتهاء باليابان مرورا بأمريكا والتي علم في جامعاتها وترأس فيها مؤتمرات عالمية، ولكنه آثر البقاء في الأردن ليخدم بلده وشعبه وينفذ ما أمكن من الأجندة الريادية الهادفة لرفعة مكانة هذا البلد، ورغم ذلك انطلق عالميا عبر الشاشات والقنوات الفضائية التي اختارته خبيرا عالميا في عدة مجالات علمية واجتماعية مثل BBC في كل من بريطانيا والأخرى في استراليا والجزيره القطرية وanb العراقية وNHK اليابانية ومعظم الفضائيات المحلية وغيرها ، ولكن…..

لم يحالف العلّامة الملاعبة أن يحقق هدفه ويغير مسار اللعبة التي تقلل من أهمية وشأن الأردن عالميا، وأن يستغل إمتداده العلمي العالمي كي يأتي بالخير إلى الأردن، وإنما رأينا من ركّز عليهم البروفيسور الكندي في نظريته يتربعون على كراسي صنع القرار، ويغادرون الكرسي دون أن يتركوا ولو شبه بصمة تسجل لهم لصالح الوطن.

عرفت العلّامة الملاعبة بعد أن قرأت عنه، وحاورته ورافقته في العديد من رحلاته العلمية الداخلية ،وأكثر ما إستغربت له منه أنه  مغامر ،لا يتوانى عن التوغل في أعماق الصحراء والبادية الاردنية ،الأمرالذي جعل  الخبراء الألمان يطلقون عليه لقب “قيصر الصحراء”، وأكثر ما استغربته منه أنه مغامر لا يتوانى عم اكتشاف الكهوف والأنفاق وبجرأة عز نظيرها رغم وجود حيوانات مفترسة منها الضباع والأفاعي المعمرة، ولذلك فإنني أقول حسب مشاهداتي أن بصمته العلمية العملية موجودة في كل بوصة في هذا الوطن ،ولكن…..

إن تحدثنا عن الكفاءة فإن الملاعبة  علّامة وصاحب نظريات علمية ،وهو رجل عملي، وله وزن علمي على مستوى العالم، وهو في حال توسعنا في الموضوع ،ينتمي لعشيرة” الملاعبة” التي يعود نسبها للصحابي الجليل عامر بن مالك الملقب ب(ملاعب الأسنة) ويفوق عدد أبنائها العشرين مليونا، وهي عابرة للقارات “آسيا ،إفريقيا،أوروبا،وأمريكا”،ولكن

ما يجري عندنا في الأردن أننا نطبق نظرية الفليسوف السياسي الكندي بحذافيرها ،ونمنع التكنوقراط الغارقين في الولاء والإنتماء الحقيقيين من شرف خدمة هذا البلد البكر والغني، فهذا الرجل ينطبق عليه القول “كم رجل يعد بألف رجل”،وما تحدثت معه في شأن إلا ووجدته بارعا فيه ،سواء كان في علوم البيئة أو الطاقة أوالسياسة أو الطب البديل  أو علم الإجتماع أو الشعر ،ولكن…..لا كرامة لعالم في وطنه

قد يعجبك ايضا