تهديد موسكو بالانسحاب من منظمة حظر الاسلحة الكيمياوية جاء متاخرا / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 12/11/2020 م …




لقد عرف عن روسيا انها تتخذ نهجا يتسم بالنفس الطويل في التعامل مع العديد من الازمات والقضايا سواء كانت اقليمية او دولية  وتمنح الاخر الفرصة تلو الفرصة للتراجع عن مواقفه لكن عندما يجد الجد وتصل الامورالى حالة تتطلب موقفا صارما بعد ان تشعر ان الطرف الاخر اخذ يتمادى ويستخف بل يمارس سياسة مستهترة ترفع ” الشارة الحمراء”.

 وقد حصل  ذلك في اكثر من ازمة وكان اخرها ازمة” ناغورني كاراباخ والحرب التي نشبت على حدودها ومحاولات اطراف بعينها  جر موسكو الى الصراع الذي نشب بين اذربيجان وارمينيا وان لروسيا كما هو معروف علاقات بين البلدين.

 وبعد ان تمادت دول الغرب الاستعماري في استغلال بعض المنظمات الدولية وتسخير تقاريرها المزيفة لخدمة مشاريعها  واجنداتها ضد الدول الاخرى خاصة منظمة الاسلحة الكيمياوية التي  لم تعد ذات مصداقية حذر مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبيننزيا من ان بلاده اخذت تفكر بالانسحاب من هذه المنظمة وعزا ذلك الى  نشرها  تقارير كاذبة ضد بعض الدول بما فيها  سورية وروسيا نفسها.

 واكد ان سورية سلمت كل مخزونها الكيمياوي منذ سنوات وتم تدميره باشرف دولي لكن المنظمة لاتزال تفبرك الروايات الكاذبة ضدها.

 لقد عرف عن الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية الحليفة لها انها كانت ومازالت تستغل وجود منظمات تابعة للامم المتحدة من بينها منظمة الاسلحة الكيمياوية لتمرير الاكاذيب لاستهداف الدول الاخرى وكانت روسيا الدولة العضو في المنظمة تعلم بذلك لكنها ابقت على عضويتها في هذه المنظمة ظنا منها ان الامر قد يتغير لكن الاتهامات الكاذبة اخذت طريقها ايضا نحو روسيا خاصة ما جرى مع العميل السابق سيرغي سكريبال والناشط الكسي نافالني حيت افتقدت منظمة حظر الاسلحة الكيمياوية مصداقيتها مما جعل موسكو تهدد بالانسحاب من المنظمة التي يغرق تاريخها بالاكاذيب التي كانت تسوقها في تقاريرها واستغلتها واشنطن اما للعدوان على دول بعينها او حتى غزوها واحتلالها  استنادا الى تقارير كاذبة ومزيفة من بينها تقارير المفتشين الدوليين التي  اعتمدتها واشنطن لغزو العراق واحتلاله.

دول الغرب الاستعماري وكذلك الولايات المتحدة تمكنت من ان تدس بين خبراء الاسلحة والمفتشين  الدوليين ” عملاء”  لاجهزة استخباراتها يكلفون بمهام خارج اطار المهام الدولية  لتدوين معلومات  كاذبة  من اجل استغلالها لاسقاط حكومات ودول ترفض السياسة الامريكية وهناك شواهد كثيرة منها ” منظمة اصحاب القبعات البيض” التي تحصل على الدعم من لندن وواشنطن ويجري تكليفها بتصوير افلام زائفة عن حالات تحاول ان تظهر فيها ان مواطنين سوريين  تعرضوا لضربات باسلحة كيميائية وقد اعتمدتها واشنطن في اعتداءات بالصواريخ على مناطق سورية ومؤسسات حكومية بحجة ان تلك المؤسسات تنتج اسلحة كيمياوية تستخدمها دمشق في حربها الحالية وهي مجرد افلام ” مفبركة”.

لقد سئمت روسيا هذه اللعبة القذرة من قبل دول كبرى مثل الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات وقد فجر الغضب الروسي تقارير”منظمة الاسلحة الكيمياوية” حول سورية وحالة الناشط الروسي الكسي نافالني الذي نقل الى المانيا بموافقة السلطات الروسية للعلاج واذا ب” اسطوانة” التسمم المشروخة تثار في المانيا  ضد موسكو التي طالبت و لاتزال تطالب السلطات الالمانية بالادلة العلمية  لكن برلين لم ترد على المطالب الروسية المشروعة.

ان التهديد الروسي بالانسحاب من هذه المنظمة الذي جاء متاخرا  له مبرراته بعد ان فقدت مصداقيتها ولم تعد ”  سوى منظمة دولية ” بالاسم” لانها وجدت كما هو واضح لخدمة المشاريع الاستعمارية الغربية وفي المقدمة الامريكية.

قد يعجبك ايضا