بايدن ودعوات الاستمرار في معاداة روسيا / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 10/11/2020 م …




ما ان اعلن في واشنطن عن فوز جو  بايدن الديمقراطي على دونالد ترامب الجمهوري  حتى بدات الدعوات تتوالى على ” سيد البيت الابيض” الجديد منها من يحثه على الاستمرار في مناصبة  العداء لروسيا ووضعها في المقدمة بدلا من الصين باعتبارها العدو رقم واحد .

 وهو ما ورد على لسان سكرتير عام حلف شمال الاطلسي ”  ناتو ” العدواني ومنها من يتوسم خيرا بالقادم الجديد وكانه  نزل من الفضاء الخارجي وليس من بين قادة الولايات المتحدة الامريكية وكان يشغل منصب نائب الرئيس اوباما وليس نادلا في احدى حاناتها.

فرنسا والمانيا وبريطانيا معنية اكثر من غيرها ” اوربيا” بسلوك وسياسة الرئيس الامريكي الجديد بعد ان تصرف ترامب مع هذه الدول بطريقة غير لائقة طيلة سنوات اربع  وعمل على ابتزازها ومحاولة  حلبها على الطريقة التي استخدمها مع انظمة خليجية  معروفة مع فارق واحد هو ان الاخيرة بحاجة لواشنطن لحمايتها من شعوبها ومدها بالاسلحة تحت ذريعة التصدي للخطر  الايراني الكاذب بينما الدول الثلاث فرنسا والمانيا اذا استثنينا بريطانيا كان ترامب يمارس ضغوطا اقتصادية عليها بحجة زيادة المساهمات المالية لدعم حلف ” ناتو” وفرض ضرائب على البضائع والمنتجات الاوربية ومحاولة ث ثنيها عن مواصلة تعزيز دور موسكو في مجال الغاز وطرح الغاز الصخري الامريكي كبديل .

 وكان اول من قفز من زورق ترامب عندما  شعر انه سيكون خارج مياه” البيت الابيض “رئيس الحكومة البريطانية جونسون الذي غرد داعيا دول  الاتحاد الاوربي للتوصل الى اتفاق اقتصادي قبل الخروج من الاتحاد.

 وكان جونسون يلعب طيلة الفترة الماضية وهو ينتظر ويراهن على  نتائج الانتخابات الامريكية دون اتخاذ قرار حاسم في المفاوضات مع بروكسل  لتات الرياح بما لاتشتهي سفن “ابو ناجي ” وتضطره  لاستئناف الحوار من اجل التوصل الى اتفاق.

المستشارة الالمانية ميركل عبرت بصورة واضحة دون ان تتطرق الى ترامب عن ارتياحها لمجيئ بايدن كرئيس للولايات المتحدة واصفة اياه بانه صاحب خبرة سياسية وان اوربا بحاجة الى هذه الخبرة لتعزيز العلاقات بين اوربا والولايات المتحدة كما ان وزير الخارجية الفرنسية لم يخف عدم ارتياحه من الفترة الماضية بوجود ترامب رئيسا للولايات المتحدة وقال على اوربا ان تعيد النظر بامور كثيرة مركزا على وجود قوة اوربية تدافع عن دولها في اشارة واضحة الى دور واشنطن في قيادة حلف شمال الاطلسي” ناتو”.

روسيا التي لم تهنئ بايدن بالفوز وتريثت حتى الان بينما هنا الرئيس بوتين ترامب فورا قبل اربع سنوات اكدت  هناك فرقا بين الحالتين حيث  هذه المرة  تم الاعلان عن  الطعن قضائيا بانتظار نتائج الانتخابات  وفي المرة السابقة لاتوجد قضايا طعن لذا موسكو ترى ان هذا الامر صحيحا بانتظار الاعلان الرسمي مؤكدة العمل مع اي رئيس يختاره الامريكيون.

اما ما يتعلق بمنطقتنا هناك من لازال يراهن على جو بايدن باعتباره بديلا افضل من سلفه ترامب خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية باعتبار ان بايدن يؤمن بحل “الدولتين” هكذا يتصور البعض خلافا لما اتخذ ترامب من خطوات خطيرة منها نقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة  والتبرع بالجولان السوري المحتل للكيان الصهيوني خلافا للقرارات الدولية التي تنص على ان الجولان يبقى سوريا وهو ما اكدت عليه الامم المتحدة في اخر اجتماع لها  فضلا عن  ممارسة الضغوط على بعض الحكومات والانظمة الهزيلة لاقامة علاقات مع العدو الصهيوني عندما شعر ترامب  ان هذه الانظمة لديها الاستعداد لخيانة الشعب العربي الفلسطيني.

لقد اربك ترامب الوضع الدولي جراء سياسته الرعناء وتملصه من اتفاقات دولية موثقة في مجلس الامن الدولي ضاربا عرض الحائط بما يصدرمن قرارات عن الامم المتحدة وحاول ان يطرح الولايات المتحدة  الامريكية بديلا عن مجلس الامن الدولي باتخاذ القرارات  خاصة فيما يتعلق بفرض الحظر احادي الجانب على الدول لاخرى ومحاصرتها اقتصاديا  لاهداف  سياسية بحتة.

 وكان يهدد الدول الاخرى التي لاتلتزم بالعقوبات الامريكية غير القانونية كما كانت تتعرض اساطيل الولايات المتحدة  الحربية للسفن التجارية في عملية قرصنة دولية يجري خلالها الاستحواذ على  حمولاتها وبيعها لصالح واشنطن.

قد يعجبك ايضا