المقاول ترمب أصبح عبئا على الصهاينة / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الثلاثاء 10/11/2020 م …




التفسير الأكثر مهضومية لفوز الديمقراطي الصهيوني جو بايدن على المقاول المتمسح بالجمهوريين  دونالد ترمب،بعد كل ما فعله من أجل الصهاينة وفي المقدمة بطبيعة الحال تسليمهم مفاتيح القدس مجانا ونقل سفارة بلاده إليها،وبعد ذلك فتح طريق التطبيع الخليجي الثري مع مستدمرة يهود الخزر في فلسطين مع السودان ،وتعهد بإدخال الجميع إلى الحظيرة الصهيونية ،من أجل إستكمال مشروع الشرق الأوسط الصهيوني الجديد،وهذه الخدمات كفيلة بإنجاح أي مرشح،ولو كان فرعون وهامان وقارون يقفون خلفه!!!

لكن لماذا فشل ترمب ونجح بايدن بعد كل تلك الخدمات ؟ هذا سؤال بسيط ولا يحتاج لجدول لوغاريتمات لمعرفة علم الرياضيات ،وكل ما في الأمر أننا بحاجة لمعرفة كيف يفكر من قاموا بتحريف التوراة،وكيف يتعاملون مع الآخر أي آخر ،وما هي نظرتهم إليه،فهم وحسب التوراة الحقيقية منهيون عن السلام مع أحد بسبب غضب الله عليهم ،لأنهم في حال إنتفى العدو الخارجي و انتفت ضرورة الحرب الخارجية ،مطالبون بإيجاد عدو داخلي لمحاربته ،بمعنى أنهم سيدخلون الحرب الأهلية ويقتلون بعضهم بعضا ،مع ان التوراة تحرم على اليهودي قتل اليهودي.

وبما ان المقاول ترمب أنهى لهم موضوع القدس،وأسكت الفلسطينيين وفتح أوكازيون التطبيع ،أي أنه وبعبارة أخرى أنهى حالة العداء الخارجي ،ووضعهم أمام حتمية الحرب الأهلية،وبسبب التطبيع والإستحواذ على القدس ،فإنه أسهم في إيصالهم لمرحلة العلو الثاني ،الذي تليه حسب الوعد الإلهي النهاية على أيدي رجال قيضهم الله من أجل هذه المهمة الربانية،وبناء عليه أصبح هذا الرجل خطرا عليهم ،لأنه كان يخطط لجر كافة دول الخليج وفي المقدمة الكنز الإسلامي السعودية للتطبيع وكذلك العراق وليبيا والمغرب ،فقرروا التخلص منه بعدم انتخابه،وكانت الرسالة واضحة ،عندما إبتعد عنه “كيس النجاسة “حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو  ولم يدعمه كما كان متوقعا،بمعنى انه لم يقم برد الجميل له مقابل الخدمات الجليلة التي قدمها للصهاينة  ولم يدفعوا له أي مقابل،ولا ننسى ان أصوات اليهود والمسلمين صبّت في صناديق بايدن.

كان قرار الصهاينة واضحا كعادتهم ،فهم يستغلون هذا أو ذاك ،ومن ثم يستغنون عنه ،ويأتون بدمية أخرى ترقص لهم وتعرض مفاتنها وتطربهم حسب طريقتهم ،ومن يتوهم بأن بايدن سيقدم لنا شيئا فهو واهم لأنه صهيوني إبن صهيوني ،وسيكون أول بند في جدول أعماله هو مستدمرة الخزر في فلسطين وكيفية ضمان تفوقها العسكري،كونها الذراع الإستدماري الغرب الأمريكي في المنطقة.

قد يعجبك ايضا