الفلسطينيون ليسوا وحدهم / أسعد العزّوني

أسعد العزّوني ( الأردن ) – السبت 24/10/2020 م …




لا نعلم الغيب ولا نقرأ بالفنجان أو نضرب بالرمل  أو المندل،ولسنا فلكيين أو سحرة ،كما أننا لسنا مراهقين سياسيين نبحث عن الشهرة وامكانية بناء مجد ما بغض النظر عن الطريقة أو الهدف،بل نحن نقرأ الواقع ونربط الماضي بالواقع لنقرأ المستقبل المجهول للبعض ،لكنه بالنسبة إلينا مكشوف الثغرات ،لأننا نمتلك القدرة على التحليل المجرد ،بعيدا عن النفخ في “كير “الآخرين.

تأتي هذه المقدمة لسبر أغوار المرحلة المقبلة ،التي أسست لها نوايا المقاول السياسي الرئيس الأمريكي ترمب، الذي أشهر “بلطته”في وجوه من ابتليت بهم شعوب العرب العاربة والمستعربة،وأصبحوا بكيد صهيوني قديم حكاما للعرب ،حبا الله بعضهم بالثروات التي استغلوها لدفع الرشا للقوى العظمى من أجل حماية مؤخراتهم التي تحالفت مع الكرسي في نهب الثروات،وكذلك الانقلابيون العسكر،الذين تهافتوا على التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،وآخر المطبعين عسكر السودان الذين انقلبوا على الفريق عمر حسن البشير بدفع من البترودولار الخليجي،لأنه رفض التطبيع مع الصهاينة.

ضغوطات المقاول ترمب تتواصل على أشباه الأنظمة والحكام من العربان ،وقد استهان واستخف بهم باستخدامهم وثرواتهم أوراقا انتخابية بالنسبة له في حملته الانتخابية القريبة،ولذلك فإننا بانتظار خمس دول عربية على الأقل تتمنّع على باب نادي المطبعين مع الصهاينة،وأكثر ما يثير الاشمئزاز في النفس الحرة هو أن “النجف”ستعلن قريبا جدا عن تطبيع العراق مع الصهاينة ،وهنا مخالفتان كبيرتان الأولى أن النجف الشيعي الديني  سيصادر قرار بغداد في هذا المجال ،والثانية أنهم يريدون تشويه حقيقة العراق وماضيه وتاريخه المشرف منذ المغدورين  نبوخذ نصر وصدام حسين،ونحن بانتظار رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ما يشاع حول قرار النجف المرتقب لأنه يمسها من قريب وبعيد.

التطبيع العربي مع الصهاينة باطل ومرفوض شعبيا بدءا من تطبيع السادات والقيادة الفلسطينية الاوسلوية ومعاهدة وادي عربة واتفاق أبراهام الماسوني حتى إتفاق التطبيع السوداني ،الذي فاجأنا بوجود جمعية صداقة سودانية -إسرائيلية جاهزة قبل توقيع اتفاق التطبيع،يرأسها المتصهين الصادق إسحق وأمينها العام المتصهين عوض داوود ونائبه المتصهين واعد البدري،فيما تترأس الناشطة السودانية المتصهينة المقيمة في كندا تراجي مصطفى  مجلس أمناء الجمعية ،إلى جانب عديد من الشخصيات المتصهينة  البارزة في المجتمع السوداني ،وهي أول من طالب بالتطبيع مع الصهاينة عام 2006 إبان حكم الإسلاميين بقيادة المغدور الفريق عمر حسن البشير.

ما نقرأه هو أن الشعوب العربية وبعد أن يختفي المقاول ترمب عن الحياة السياسية وربما يختفي نهائيا من المشهد ،ستثور على المطبعين بدءا من رام الله وانتهاء بالخرطوم مرورا بالخليج وكل الدول العربية المطبعة قسرا بحجة الخوف من إيران وتركيا.

قد يعجبك ايضا