متصهينو العرب يمدون حبل النجاة لليمين الاسرائيلي / رسول الساري

رسول الساري – الخميس 15/10/2020 م …

في الوقت الذي يحتفي نتنياهو بالتطبيع مع الإمارات والبحرين يتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين أسبوعيا للمطالبة باستقالته، وسط تراجع شعبيته وتصدع وضعه في معسكر اليمين الذي يقوده منذ 22 عاما.




الشرطة الصهيونية ايضا رفعت ضده ثلاث قضايا فساد حكومي ومالي، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، واستجوبت مصادر مختلفة على علاقة به، بما في ذلك مساعدين سابقين في الحكومة ووزراء.

إغلاق المتظاهرين لمدخل مطار بن غوريون في اللد أمام نتنياهو عندما كان في طريقه للسفر إلى واشنطن،  لتوقيع الاتفاقيات مع آل نهيان وآل خليفة يؤشر على عدم اهتمام الإسرائيليين بهذا التطبيع وتركيز اهتمامهم على جدولة الديون وتسديد الفواتير وتفاقم الأزمة الاقتصادية. 

تل أبيب تشهد، مواجهات عنيفة بين متظاهرين إسرائيليين وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن اعتقال اکثر من 300 متظاهر على الأقل و إصابة 100 من محتجین، لكن لا احد في العالم يحرك ساكنا.  وتخيلوا لو ان ذلك يحدث في ايران مثلا لقامت الدنيا ولم تقعد، وفي الايام القليلة الماضية اندلعت مواجهات عنيفة بعد أن تظاهر أكثر من 10 آلاف إسرائيلي في “ساحة رابين”، احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع البطالة التي تجاوزت نسبتها 20%، مع بقاء مئات آلاف أصحاب الأعمال والمصالح التجارية الحرة بدون عمل. 

جاءت التظاهرة الاحتجاجية مع استمرار تراجع الاقتصاد في إسرائيل، خاصة في قطاع الخدمات الترفيهية والمطاعم والأعمال الحرة، بينما يفترض أن تقر الحكومة الإسرائيلية، اليوم، في جلستها الأسبوعية الخطة الاقتصادية الجديدة بحجم 90 مليار شيقل، وتمديد فترة دفع مخصصات البطالة حتى شهر يونيو/حزيران من العام القادم. 

ووفقا للمعطيات الإسرائيلية، فإن أكثر من 847 ألف إسرائيلي لا يزالون عاطلين عن العمل، إضافة إلى مئات آلاف أصحاب المهن والأعمال الحرة، خاصة في قطاع السياحة والمطاعم والملاهي، والسفريات، ممن فقدوا أعمالهم أو اضطروا إلى إغلاق محالهم بفعل تعليمات وزارة الصحة لوقف انتشار جائحة كورونا. 

ومع هذه المشاكل الداخلية الخطيرة في كيان الاحتلال تأتي أنظمة القبيلة في الخليج لتنقذ نتنياهو من أزماته بوسيلة اتفاقيات بائسة . 

ابن زايد و ال خليفة يسعون لتاخير سقوط  انهيار الكيان الصهيوني داخليا ونتنياهو يبالغ في حجم الإنجاز التاريخي بالتوصل إلى اتفاقيات التطبيع حتى لو كانت أسبابه مفهومة   ويراهن على مستقبله والمستقبل الاقتصادي والوجودي لمواطني إسرائيل ومئات الآلاف من العاطلين عن العمل وأصحاب المصالح التجارية ورجال الأعمال الذين انهاروا وأصحاب قروض العقارات الذين لن يتمكنوا من السداد والمستأجرين الذين سيتم طردهم من منازلهم.  

وفي هذا الاطار ادعاء محمد بن زايد أن فتح العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي هو سبب لتجميد الضم، بينما العالم كله يعرف أن التجميد لا علاقة له ببطولات وهمية لحكام الإمارات، بل بأزمة إسرائيلية داخلية لم يتمكن نتنياهو وبني غانتس من حلها. 

الإمارات تأمل في شراء طائرة F-35 من الولايات المتحدة ،التي لن تبيعها علیهم لعدة أسباب أهمها الخوف من سقوط حكومة آل نهيان وسقوط هذه الطائرات في أيدي جهات معادية لأمريكا، وهذا یعنی أن  ليس لديهم أمل في بقاء حكم آل نهیان . 

المدقق بوضع اسرائيل داخليا لا يستغرب كلام المرشد الايراني السيد علي الخامنئي حيث قال قبل خمسة اعوام: “إن إسرائيل ستزول خلال خمسة وعشرين سنة” وأضاف إن ذلك يعني:” إزالة تلك الدولة والكيان المفروض، وأن يحدد الشعب الفلسطيني من المسلمين والمسيحيين واليهود … بأنفسهم حكومتهم.

قد يعجبك ايضا