العراق … الفوضى في اربعينية الحسين ” ع” طارئة وخطيرة / كاظم نوري

التعبئة التربوية مختارات أربعينية الإمام الحسين(ع) في كلام الإمام الخامنئي( حفظه الله)

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 10/10/2020 م …




ان ماحدث في مدينة  كربلاء المقدسة في اربعينية الحسين عليه السلام ليس حادثا عرضيا يمكن المرور عليه دون  تدقيق او تمحيص  لانه لم يكن عفويا  بل كان مدروسا ومخططا له و جاء نتيجة اسباب عديدة  جراء تراكمات  سنوات  ما بعد الغزو والاحتلال وتتحمل  تبعاته  المجموعة الحاكمة

    التي يدعي  طرف  فيها  انه يمثل ” الشيعة ” بعد ان ارتضى جميع  الموجودين  في السلطة  الحاكمة  هذه المسميات” سواء كانت” طائفية او قومية”  و المتداولة في المناصب الموزعة في حكومة ودولة مابعد الغزو والاحتلال في اطار دستور مشبوه لايخدم العراق وشعبه.

عندما نتقصى ممارسات السلطة الحاكمة ” الرئاسات الثلاث” كما يحلوا لهم ان يسمونها  بما فيها من يدعي تمثيل “الشيعة” نجد ان الجميع مجرد منتفعين لايمثلون الطوائف او القوميات التي يتحدثون باسمها بل انهم استغلوا  مشاعر المواطنين الصادقة للاستحواذ على  المناصب والمكاسب الشخصية دون الالتفات الى الملايين وان هناك اهمالا تاما خاصة  للمنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق  مقارنة ببقية مناطق العراق  الاخرى التي يلتفت ممثلوها بعض الاحيان لابناء تلك المناطق بالرغم من انهم ايضا ” لصوص وسراق ” .

  اي ان اغلبية العراقيين  في وسط  وجنوب العراق ان لم يكن جميعهم  يعانون من الفقر  والبطالة وفقدان  ابسط الخدمات  لسنوات مما اعطى اجهزة مخابرات  الانظمة والحكومات المعادية للعراق وشعبه  التي تنسق مع المحتل الامريكي وحتى ” الموساد”  الفرصة  بالتسلل الى تلك المناطق تحت مسميات جمعيات ” خيرية” و” انسانية  كاذبة  عديدة مستغلة الاوضاع المتردية فيها لتمرير مخططاتها التخريبية ” من بين تلك المسميات ” منظمات المجتمع المدني” وما اكثرها والتي تعمل لخدمة اعداء وحدة العراق وشعبه  تحت غطاء العمل الانساني وتقديم المساعدات الممزوجة ” بالسم”  بغياب مؤسسات السلطة الحاكمة  .

 ان من يمثل ” شيعة العراق زورا” منشغل طيلة 17 عاما بالنهب  وقد استشرى الفساد المالي والاداري بشكل مخيف واوصلوا خزينة البلاد الى الافلاس دون ان يقابل ذلك اي مكسب او خدمات تجعل المواطن يشعر بها.

  وبصحيح العبارة ان الجميع متفقون على هذا النهج منذ اليوم  الاول الذي  دنست فيه اقدام الغزاة ارض العراق في اطار  مقولة  ” هذا لك وهذا لي” اما المواطن  ومعاناته  فلن  تعد ضمن  اهتمامات احد مما سهل على الجهات ذات الاهداف التخريبية التسلل الى المجتمع عبر منظمات وجمعيات تحمل لافتات خيرية لكنها ” تدميرية” مستغلة حاجة  المواطنين فكانت الانتفاضات الشعبية المتكررة   التي   سخرتها  الدول المعادية لمخططاتها مستغلة  غضب الشارع العراقي وتظاهراته العفوية المطالبة بحقوق مشروعة لتتصدر المشهد بحكم امكاناتها ” المالية” التي اغدغتها الجهات المشبوهة وان ماحصل في كربلاء مؤخرا واحدة من تلك المحاولات التي تستهدف اثارة النزعات الطائفية في صفوف الطائفة الواحدة بعد ان افشل العراقيون  الوطنيون  طيلة السنوات الماضية  محاولات سابقة لايجاد صدام مسلح بين  طائفتين او اكثر.

يتضح من خلال تحمس الذين شاركوا في اعمال الشغب في مدينة كربلاء وما رافق ذلك من فوضى تجسدت بالاعتداء على القيم والمبادئ ودون الاكتراث بما سينجم عن ذلك لاسيما وان الاعتداءات طالت القوات الامنية ان هناك مخططا مرسوما تم احباطه .

لقد استغل نفر  منفلت ياتمر باوامر  الاجنبي الغليان الشعبي المناهض للسلطة الحاكمة في وسط وجنوب العراق  استغلوا مناسبة دينية عزيزة  على العراقيين وارتكبوا حماقات من اجل اراقة الدماء  خلافا لكل الاعراف والخلق الانساني  وفي مدينة لها قدسية خاصة محاولين اثارة فتنة في صفوف الزائرين باعدادهم الهائلة  قد تفضي الى خسائر بشرية لو اتيحت لهم الفرصة بذلك  في اساءة واضحة لكل القيم الدينية والاخلاقية.

   ان من يتحمل وزر  ذلك اولئك الذين يحكمون العراق باسم الطائفة او القومية او المذهب وقد نسى هؤلاء ان هناك شعبا يغلي جراء عدم اكتراثهم بالمواطن ومطالبه المشروعة  لاكثر من عقد ونصف من السنين  وهو ما اتاح الفرصة بتسلل هذه المجاميع المنفلتة في اطار مخطط خطير سوف تتكرر  فصوله لامحالة طالما ان هناك من اتاح لهم هذه  الفرصة لازال موجودا في السلطة دون ان يكترث بما قد ينتج عن مثل هذه الاعمال العدوانية لو اتسعت  لتشعل حربا  في المحافظات التي تعاني من اهمال السلطة الحاكمة لها .

قد يعجبك ايضا