الجزائر وشعبها الاصيل … مواقف وطنية مشرفة / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 6/10/2020 م …




عندما يتحدث وزير جزائري امام المجتمع الدولي عن جرائم فرنسا المنافية لكل القيم الانسانية والاخلاقية  في بلاده خلال الحقبة الاستعمارية والتي  تصل حد اجراء تجارب نووية في بلاده على مواطنين جزائريين وطمر النفايات في  ارض الجزائر فان هذه ليست اتهامات بل وثائق على المجتمع الدولي اخذها بنظر الاعتبارومحاكمة الدولة التي ارتكبت مثل هذا الجرم الفضيع لاننا لن نستغرب مثل هذه الممارسات اللاانسانية والتي تتنافى مع ابسط المفاهيم من بلاد ” سجن الباستيل” الشهير واستخدام المقصلة الحديدية  في اعدام كبار المسؤولين وغمط حقوق اصحاب الستر الصفراء الذين لم يحصلوا عليها رغم تظاهراتهم المستمرة وسط العاصمة باريس في عصرنا الحاضر .

 وتبقى الجزائر التي لم تتردد عن طرح ذلك من منطلق الحرص على شعبها بلد الاحرار  بلد  المليون ونصف المليون شهيد نموذجا للعزة   والاباء  والكل يتذكر تلك الحفاوة التي استقبلت بها الجزائر وشعبها رفات شهدائها الذين  طالبت باريس  باعادتهم   بينهم عرب قاتلوا الفرنسيين الى جانب الجزائريين   في مقدمتهم  جثمان البطل  سليمان الحلبي الذي قتل القائد الفرنسي كليبر بمصر بعد ان تخفى بهيئة شحاذ احتفظ بهم المستعمر

” الفرنسي   لعقود من السنين تجاوزت ” 170″ عاماعاما  لكن الجزائر لم تنساهم وقد اعيدت جثامينهم مؤخرا في حفل مهيب حضره الرئيس الجزائري وبقية اعضاء الحكومة.

الحكومات الوطنية لاتنسى مناضليها  وتضحي من  اجل  اوطانها  وها هي الجزائر وامام الدورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحدة  تؤكد  ان فرنسا  قامت باجراء تجارب نووية على ارض الجزائر في منطقتي” رقان وعين امقل” الصحراويتين  وصل تعدادها الى 17  تجربة نووية خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر وكشفت عن جريمة بشعة ارتكبها الفرنسيون خلال الفترة الاستعمارية تمثلت في استخدام  مواطنين جزائريين من ” رقان”  في تجاربها  الاجرامية بعد تثبيتهم في منطقة التفجير النووي لدراسة تاثيرها على اجسادهم.

وقال وزيرالخارجية صبري باقادوم ان الجزائر مازالت تعاني من مخلفات التفجيرات النووية في بلاده خلال الحقبة الاستعمارية.

ورغم المطالبات الجزائرية  لفتح هذا الملف  من اجل تنظيف ارض الجزائر من النفايات النووية وتخليص البيئة والانسان من اثارها الخطيرة  لكن باريس  تلزم الصمت بهذا الشان المصنف لديها ” سرا عسكريا” لامجال للخوض به .

 الجزائر وفي هذا الظرف   ايضا  كان لها موقف مشرف من  فلسطين وحق العودة لشعبها لن يتغير  رغم الضغوط والاغراءات التي مورست لان  من يحكمها  وشعبها رضعوا من ام اصيلة مقارنة باولئك الذي تهافتوا وطاطاوا رؤوسهم عند اقدام اسيادهم .

 وطن جميلة  بوحيرد وبن بلله وبو مدين وبو تفليقة ” وطن الابطال الخمسة” الذين اختطفتهم باريس  وغنتهم مصر بنشيد وطني ” باسم الابطال  الخمسة ما انفوتش الثار يافرنسا”  بقى محافظا على اصالته  وهاهي  الجزائر  تطالب الفرنسيين  امام المجتمع الدولي بالكشف عن اماكن ” طمر النفايات النووية” الفرنسية على ارض الجزائر.

هذه الجزائر   اين العراق  الذي تعبث  في ارضه وسمائه ومياهه  القوات المحتلة الاجنبية دون  اشعار السلطة الحاكمة التي تصمت  على كل ما جرى وما يجري من  استخدام  اسلحة محظورة من  قبل قوات  الاحتلال الامريكي ولن  نسمع حتى سؤالا عن ما يجري في قواعد غرب وشمال العراق  التي لايسمح لاحد بالتقرب منها ؟؟

كل هذا يحصل لياتيك من يتحدث عن ” هيبةالدولة” والحرص على المواطن وعدم المساس به في وقت تمارس فيه الدولة المحتلة ” البلطجة” باسوا صورها ولن نسمع حتى بمطالبة “واشنطن” بالضحايا الابرياء الذين راحوا جراء استهتار ” شركات الحمايات” امثال ” بلاك ووتر وماشابهها” عندما كانت تطلق النار بصورة عشوائية  على الابرياء في الساحات العامة والشوارع .

الجزائر تطالب حتى بجثامين ضحاياها تعلموا ياحكام العراق من الاخرين لكن شتان بينكم وبين الاخرين لان ولاءاتكم موزعة هنا  وهناك ولايوجد بينكم  من يوالي العراق وشعبه وان 17 عاما مضت تدلل على ما نقول.  

قد يعجبك ايضا