تجربة العراق السياسية و” دستوره المسخ ” لن تتكرر في سورية / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الإثنين 5/10/2020 م …




منذ عام 2003 وحتى الان لم يشهد العراق الاستقرار سياسيا واقتصاديا  واجتماعيا  بل تراجع الى الوراء حتى عندما كانت اسعار النفط بخير لا كما عليها اليوم عندما وصلت الى الحضيض لنسمع ان هناك الحاحا على اجراء الانتخابات المبكرة التي تم تحديد شهر حزيران القادم موعدا لها.

 انتخابات تجري في ظل ” نفس الدستور الذي” وضعه المحتل وكان مجرد ” لغم” بما تضمن من بنود خطيرة تتعلق بالنسيج الاجتماعي العراقي واخذت كل مجموعة  تفسر فقراته على هواها وبقي العراق يراوح في مكانه  جراء تناوب نفس الجماعات الفاسدة ونفس الوجوه التي سئم العراقيون طلعاتها من على شاشات الفضائيات  رغم تبدل  رؤساء الحكومات و” البرلمانات” وجميع الرئاسات بدءا من القمة الى القاعدة.

الدستور مركون في مكان امن يخشى الجميع ” التحرش” به بالرغم من انه ” بيت الداء” وسبب كل المصائب  في العراق ونرى الجميع  يلفون حوله باعتباره يحمل ” قدسية خاصة” والكل يتحدث عن ضرورة الالتزام بالدستور وهو سبب كل  الكوارث يضاف الى ذلك مصائب الجماعات السياسية التي هرولت مع المحتل منذ اليوم الاول لتجد موقعا لها دون ان تقدم طيلة اكثر من عقد ونصف من السنين شيئا يذكر بل ان الذي حصل تعرض ” العراق” ومازال يتعرض  لانهيار اقتصادي وسياسي واجتماعي جراء الفساد المستشري حتى في اصغر مفاصل ” الدولة” ان وجدت دولة حقا .

 ووصل الحال الان ان يتحدثون عن مرحلة  ربما لايستطيع ان يحصل فيها الموظف او المتقاعد على مستحقاته الشهرية بينما نسمع ان ”  مملكة ال برزان” تصلها  دفعات مالية شهرية لاتستحقها اصلا  وكم تمنينا ان تصل هذه الدفعات الى الشعب الكردي لكنهم” قادة الكرد”  المستفيد الاول منها  ويتعكزون على الدستور ابو المصائب  للحصول على المزيد دون وجه حق .

التجربة المريرة التي عاشها العراق منذ الغزو والاحتلال جراء ” دستور” ما بعد 2003  يحاولون ان يكررونها في سورية من خلال دس انوفهم في” دستور سورية”  رغم عدم  خضوع دمشق للاحتلال او الغزو باستثناء الظرف الطارئ الذي تعيشه سورية  لابد وان يزول ممثلا بوجود عسكري امريكي وتركي غير قانوني في بعض المناطق السورية استغل الحرب الكونية الارهابية ضد سورية ووجد موطئ قدم له في بعض المناطق السورية  ولابد ان يكنس هذا الوجود بعد طرد الارهابيين الذين  تجمعت بقايا  فلولهم في ادلب  وان يوم الخلاص منهم  ومن الذين قدموا لهم الدعم والمساندة واستغلواوجودهم  ات لامحالة.

 الرئيس السوري بشار الاسد كان واضحا اثناء حديثه عن ” دستور البلاد حين قال ” ان تركيا والدول الداعمة لها بما فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها غير مهتمة بعمل اللجنة الدستورية بصورة بناءة   وان مطالبها تهدف الى اضعاف الدولة السورية وتجزئتها وهذا ماتشهده مناطق ودول كثيرة تفرض عليها واشنطن دساتير تدفع بها الى الفتنة والفوضى وليس الى الاستقرار. قالها  دون ان يشير الى ” دستور العراق بعد الغزو والاحتلال .

واكد ان سورية لاتقبل هذا المنهج وترفض  التفاوض حول قضايا تخص استقرار سورية.

هذه ربما المرة الاولى التي يتحدث فيها الرئيس السوري عن  محادثات اللجنة الدستورية في جنيف لكن ممثل سورية الدائم لدى الامم  المتحدة  بشار الجعفري  كرر الحديث عن اللجنة الدستورية بالقول ” السوريون وحدهم ودون تدخل خارجي” هم من يحدد طبيعة وشكل الدستور مؤكدا ان ” سورية ليست ” دكاكين” فهي دولة قائمة وان اي مواطن مهما كانت قوميته او طائفته فهو سوري اولا واورد مثالا على ذلك ان هناك سوريين اكراد وليس اكراد سوريون.

تجربة العراق الكارثية ممثلة ب” دستور مسخ” فصل بنوده المحتل وفق  مقاسات ما يريد ه  يجب اعادة النظر في معظم  بنود ه ان لم  يكن جميعها قبل الاقدام على اية خطوة” انتخابية” جديدة  لان مسار العملية السياسية وفق نفس الدستور يبقى على حاله ولن يتغير .

 ان فرملة مسيرة العراق نحو التقدم سوف تتواصل في ظل ” هذا الدستور”  لاسيما وان الموجودين في السلطة منذ عام الاحتلال وحتى الان وبمختلف مسمياتهم اصبح لديهم المال وحتى السلاح وبامكانهم ان يتلاعبوا باية نتائج  انتخابية لاتخدمهم وهناك تجارب عديدة مر بها العراق بصرف النظر عن وجود مسميات منها ” مفوضية انتخابات مستقلة” او اشراف اممي ا وغيرها ان كل ذلك لايطمن المواطنين العراقييين الذي رفضوا المشاركة في انتخابات سابقة وبنسبة كبيرة جدا  احتجاجا على وجود هؤلاء لتطل على العراقيين نفس الوجوه والجماعات  المنبوذة .

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا