أردوغان يمارس البلطجة ويسكب الزيت على النار بمنطقة القوقاز / كاظم نوري

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 30/9/2020 م …




تعد منطقة القوقاز التي تشهد الان صراعا عسكريا بين اذربيجان وارمينيا حول اقليم ناغورني  قره باغ  من اهم المناطق في العالم نظرا لتشابك المصالح الدولية فيها  بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ووجود روسيا وتحالفاتها مع عدد من دول  المنطقة في اطار منظمة معاهدة الامن الجماعي التي تعتبر ارمينيا احد اعضائها.

 وبصرف النظر عن ادعاءات كل من اذربيجان وارمينيا  بان اقليم  ناغورني كاراباخ  تابع لكل منهما الا ان روسيا المعنية بالامر  انتهجت سياسة معتدلة ازاء الصراع وطالبت بوقف الاعمال العسكرية والعودة الى الحوار السياسي ليات اردوغان من خارج المنطقة يحمل بيده عود الثقاب ويسكب الزيت على النيران المشتعلة في اطار بلطجة يمارسها في سورية والعراق وليبيا ودول اخرى  مما جعله وجها لوجه امام روسيا في القوقاز هذه المرة بعد كل من سورية وليبيا التي يتهمون موسكو بانها تدعم طرفا بعينه بينما تدعم  انقرة طرفا اخر علنا  وهو ما رفضته وترفضه موسكو مرارا ولايوجد اي دليل على اي دعم روسي لطرف  محدد في ليبيا .

لاندري هل ان اردوغان يريد ان يصبح حامي” الاسلام في العالم ” ام انه اراد ان يناكف روسيا  في منطقة مهمة بموقفه الداعم لاذربيجان لاسيما  وقد علق مصدر في وزارة الخارجية الروسية بكلمات مختصرة  قائلا” كنا نتوقع تدخل تركيا”.

ورغم نفي انقرة لكن هناك ادلة على تجنيد تركيا مرتزقة وقامت بارسالهم الى منطقة الصراع  بين ارمينيا واذربيجان  بينهم خونة  من السوريين  وربما وهذا سوف تكشفه الايام  القادمة ان هناك ايضا  عناصر ارهابية  من  دول في منطقة القوقاز كانت تقاتل  في سورية بدعم من انقرة وهم من اصول  تعود الى دول في المناطق المحاذية لروسيا تم نقلهم من  سورية  الى منطقة الصراع الاذربيجاني الارميني.

  لاشك ان موسكو ليست غافلة عن ذلك لاسيما وان حربها ضد الارهاب في سورية كانت هذه الجماعات الارهابية اول من استهدفته الحملة العسكرية الروسية ضد الارهاب في منطقتنا .

اذا كانت غيرة اردوغان تحركت من منطلق ” اسلامي” فان اذربيجان تعد مركزا للتجسس الاسرائيلي في المنطقة وقد تاكد استخدامها اسلحة مصنعة في اسرائيل بحربها  الحالية ضد ارمينيا في الاقليم المتنازع عليه .

 وان تركيا كما هو معروف تقيم علاقات مع الكيان الصهيوني  منذ زمن بعيد وقد سبقت في الخيانة الدول والانظمة التي هرولت مؤخرا نحو ” تل ابيب” بعشرات السنين.

اما اذا كان اردوغان  مهووسا ب”الكونات”  فلابد ان يدفع ثمنا غاليا هذه المرة جراء مغامراته  التي لاحدود لها لاسيما وان مسؤولا روسيا كبيرا كشف لاول مرة من ان تركيا كما قال تعد العدة لعدم الخروج من المناطق السورية التي تحتلها وانها سعت الى ايجاد ادارات ذاتية في تلك المناطق باشراف الاجهزة التركية وهوما يتنافى مع تاكيدات روسية متكرره بالحفاظ على وحدة الاراضي السورية وعدم التفريط بها .

 ان تركيا  وفي جميع بياناتها المشتركة مع روسيا وايران” ثلاثي استانا الضامن ”  تؤكد على ذلك وان لامطامع لانقرة باراض سورية لكن ما يحصل هو العكس تماما وهو ما المح له المسؤول الروسي تزامنا مع تدخل  انقرة في الصراع بين باكو ويرفان.

اين ستصبح اذا اتفاقات سوتشي الموقعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واردوغان  حول ادلب وغيرها واين هي التزامات   الحالم بالسلطنة عديم المصداقية  طالما ان الاوضاع اخذت منحى اخر جراء تصرفات وسلوك رئيس دولة لايؤتمن جانبه عديم المصداقية   و التي تمثل استفزازا لروسيا في منطقة حساسة  لايقل استفزازا عن اسقاط احدى مقاتلاتها من طراز سوخوي فوق  سورية  والتي وصفها الرئيس بوتين في حينها  بانها طعنة في الظهر ؟؟

اردوغان يلعب لعبة خطيرة بزج بلاده في صراع  بمنطقة مهمة بالنسبة لروسيا لاتقل اهمية عن الوضع في بلاروسيا  المجاورة او اوكرانيا  مما جعل شهية حلف شمال الاطلسي العدواني  ” ناتو” تنفتح بالحديث عن اوسيتا مطالبا  روسيا التي تعترف بها كجمهورية بعودتها هي الاخرى الى جمهورية جورجيا مثلما تدخل اردوغان للوقوف الى جانب اذربيجان في حربها مع ارمينيا حول ناغورني كارباخ.

قد يعجبك ايضا